ad a b
ad ad ad

«إيرلو» المطرود.. الأسباب الحقيقية لخروج رجل طهران من اليمن

الإثنين 20/ديسمبر/2021 - 04:29 م
المرجع
اسلام محمد
طباعة

جاء تخلي ميليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن، عن القيادي في الحرس الثوري الإيراني حسن ايرلو مفاجئًا، فلم تكن هناك خلافات علنية بين الرجل وبين زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، لكن فجأة تم تسفيره إلى الخارج في عملية حملت دلالات سلبية عن العلاقة بين طهران وبين الجماعة.


لم يكن تواجد القيادي في الحرس الثوري الإيراني بالعاصمة اليمنية صنعاء، عاديا، بل كان عنوانًا لمرحلة جديدة بلغها نفوذ طهران في اليمن، انتقل فيه مشروعها من ممارسة الأدوار بشكل سري أو غير مباشر، إلى الحضور العلني، تحت غطاء براق وهو منصب السفير.


وبرغم عدم اعتراف أحد بهذه العلاقة الدبلوماسية المزعومة بين طهران وبين الجماعة، فإن تصرفات ايرلو في صنعاء كانت تهدم هذه المزاعم بشكل فاضح، إذ كان يتصرف بشكل يوحي بالنفوذ الكبير، عن طريق اتخاذ قرارات علنية دون مراجعة أفراد جماعة الحوثي التي يفترض أنه ممثل لدولة أجنبية لديهم.


كان حسن ايرلو يطلق تصريحات تفصل في قضايا حساسة بشكل يتنافى مع مزاعم أنه يمثل بعثة دبلوماسية، فكان الرد على المبادرات الخارجية بشأن جماعة الحوثي يصدر على لسانه، كما وقع على المبادرة التي قدمتها المملكة العربية السعودية لإقرار السلام في اليمن الصيف الماضي.


ومع إعلان طهران والحوثيين رسميا، مغادرة حسن ايرلو بوساطة عبر الحكومة العراقية، بزعم إصابته بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، تثار العديد من التساؤلات بشأن حقيقة ما تم إعلانه، فمن السيناريوهات التي أوردتها تقارير إعلامية، احتمال أن يكون أصيب بقصف جوي للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن خلال عمليات أصابت أهدافًا مرتبطة بخبراء الحرس الثوري وحزب الله اللبناني في العاصمة اليمنية صنعاء.


كما تحدثت تقارير إخبارية عربية ودولية عن وجود خلافات عميقة بين حسن ايرلو وبين قيادات حوثية، حول السيطرة والتحكم في القرار، بعدما عمل على تهميش قادة الجماعة وهيمن على قرارها بصورة فجة، ما أعاق تعاونهم معه وجعلهم يفضلون العمل بدونه، لا سيما بعد وقوع انشقاقات في صفوف الميليشيات ترافقت مع اعتراضات على سير العمل داخل الجماعة.


وتبقى مغادرة هذا الرجل فرصة لإيران لتخفيف كلفة تواجدها العلني، لكنه لا يعني بأي حال من الأحوال تغيير سياستها تجاه اليمن، فالحوثي ذراع إيراني منذ سنوات طويلة.

"