تقييم الإخفاقات.. لجنة أمريكية تحلل مغامرة بوش بداية من احتلال أفغانستان ونهاية بسيطرة طالبان
الجمعة 17/ديسمبر/2021 - 01:31 م
مصطفى كامل
عقب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على البلاد في أغسطس 2021، عكفت واشنطن على تشكيل لجنة لتقييم إخفاقات حرب أفغانستان التي استمرت 20 عامًا وانتهت باستيلاء الحركة مرة أخرى على البلاد إذ تضم في جعبتها 16 عضوًا، ووضع توصيات لإطلاع العمليات المستقبلية على الدروس التكتيكية والاستراتيجية المستخلصة،
تقييم الاخفاقات
وافق
الكونجرس الأمريكي، على تأليف لجنة لتقييم إخفاقات حرب أفغانستان التي
استمرت 20 عامًا، وانتهت باستيلاء حركة «طالبان»، مجددًا على السلطة في
البلاد.
ولجنة التقييم هي جزء من قانون ميزانية للدفاع الوطني
بقيمة 768 مليار دولار، الذي أقرّه مجلس الشيوخ بغالبية 89 مقابل 10 أصوات،
بعد أن نال تأييدًا ساحقًا مماثلًا الأسبوع الماضي في مجلس النواب.
ويعزز
القانون الإنفاق الدفاعي الأمريكي بمقدار 28 مليار دولار مقارنة بالعام
الماضي، ويشمل زيادة 2,7 في المئة على رواتب جميع العسكريين والعاملين
المدنيين في وزارة الدفاع.
كما جدّد قانون ميزانية الدعم
لتايوان، وسط تصاعد التوتر مع الصين، التي تعتبر هذه المنطقة ذات الحكم
الذاتي جزءًا من أراضيها بانتظار إعادة التوحيد.
ويدعو القانون الولايات المتحدة إلى تطوير القدرات الدفاعية لتايوان، ودعوة الجزيرة إلى المشاركة في مناورات عسكرية عام 2022 في هاواي.
ووسط
حالة الاستقطاب الحادة في واشنطن، تجاوز القانون العديد من القضايا
المثيرة للجدل، بما في ذلك الدعوة إلى فرض عقوبات على خط أنابيب «نورد
ستريم 2» بين روسيا وألمانيا، إضافة إلى إلغاء تفويض غزو العراق الصادر عام
2002.
وقال البيت الأبيض: «إنه لم تعد هناك قوات أمريكية بدور
قتالي في العراق»، وذلك بعدما أنهى نائب مساعد الرئيس الأمريكي بريت
ماكغورك، وهو المنسّق لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، زيارة للعراق
استمرت يومين، تشاور خلالها مع مجموعة من القادة السياسيين والأمنيين.
وقال
الجيش الأمريكي: «إنه أكمل انتقاله من مهمة قتالية في العراق إلى مهمة تهدف
إلى تقديم المشورة والمساعدة وتمكين القوات العراقية التي تقاتل فلول
تنظيم داعش».
ومن المتوقع أن يقوم الرئيس جو بايدن الذي أمر بسحب
القوات الأمريكية من أفغانستان في أغسطس2021، لإنهاء أطول حروب أمريكا،
بالتوقيع على قانون ميزانية الدفاع للسنة المالية 2022.
ووفق
مؤلف كتاب «الحرب الأمريكية في أفغانستان: تاريخ»، كارتر ملكاسيان، مستشار
سابق لرئيس هيئة الأركان المشتركة بالولايات المتحدة، أكد أن من أسباب
السرعة لتقدم الحركة الأفغانية وسيطرتها على البلاد، أبرزهما؛ أن الجنود
الأفغان عانوا منذ فترة طويلة من العديد من المشكلات المعنوية، علاوة على
ذلك لم يكونوا مستعدين لقتال طالبان، والثانى هو أن عناصر طالبان يصورون
أنفسهم على إنهم الأشخاص الذين يقاومون ويحاربون الاحتلال، وهو شيء مُحبب
للغاية لدى الأفغان.
وفيما يتعلق بانهيار الروح المعنوية، أكد «ملكاسيان»، أن سيطرة طالبان على المدن والمقاطعات ستؤثر على ثقة قوات
الأمن الأفغانية، وتابع:«لا يوجد أدنى شك في إن روح المقاتلين المعنوية
أُصيبت في مقتل بعد تعرضهم لهزيمة تلو الأخرى».
لجنة الكونجرس
وستضم
اللجنة الخاصة بأفغانستان 16 عضوًا، يجري تعيينهم من قبل الحزبين الجمهوري
والديموقراطي، وأمامها مدة عام من تاريخ اجتماعها الأول لإصدار تقرير
أوّلي، إضافة إلى تقرير نهائي في غضون ثلاث سنوات.
وجاء في
القانون: «أنّ على اللجنة إجراء تقييم شامل للحرب في أفغانستان، ووضع توصيات
لإطلاع العمليات المستقبلية على الدروس التكتيكية والاستراتيجية
المستخلصة، بما في ذلك تأثير زيادة القوات وخفضها».
وستنظر اللجنة أيضًا في قرار الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش شنّ الحرب، وكذلك في السياسة الأمريكية بشأن أفغانستان قبل عام 2001.
وكان
الرئيس الأسبق باراك أوباما قد أمر بإرسال تعزيزات من عشرات آلاف الجنود
إلى أفغانستان، بعد توليه منصبه عام 2009، لكنه سحب معظمهم في وقت لاحق،
فيما فاوضت إدارة خلفه دونالد ترامب «طالبان» على اتفاق حدّد في مايو 2021
جدولًا زمنيًّا لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
وأعلنت
طالبان، الثلاثاء 7 سبتمبر 2021، تشكيل حكومة تصريف أعمال تتولى إدارة
البلاد، حيث يرأس الحكومة المؤقتة المدعو «الملا محمد حسن آخوند»، أحد
مؤسسي الحركة، ومن مساعدي مؤسس الحركة الراحل «الملا عمر»، والمدرج على
قائمة الأمم المتحدة السوداء، إذ شغل رئيس الوزراء الجديد، منصب نائب وزير
الخارجية بين عامي 1996 و 2001، عندما كانت الحركة في السلطة.





