بالقتل والإخفاء.. «طالبان» تنتقم من قوى الأمن الأفغانية
بمخالفة قوانين العفو العام، نفذت حركة طالبان في أفغانستان عمليات قتل وتعذيب لمسؤولين سابقين، خلال الأشهر الثمانية عشر التي سبقت الاستيلاء على السلطة في أغسطس 2021.
وشنت الحركة حملات اغتيال ضد الصحفيين والعاملين في الحكومة والعسكريين وقادة المجتمع المدني، على الرغم من تطمينات كبار قادة الحركة، بأنها لن تسعى إلى معاقبة أعضاء الحكومة والجيش السابقين، لكن عمليات الإعدام بإجراءات موجزة والاغتيالات الأخيرة أثارت مخاوف جديدة.
القمع والإخفاء
قبيل سيطرة «طالبان»، على الأمور في البلاد، مارست القمع بحق القوات الأمنية الأفغانية، إذ أعدمت وأخفت المئات من قوات الأمن الحكومية السابقة.
وأكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الدولية، خلال تقرير لها، حدوث عمليات قتل أو اختفاء لمسؤولين أفغان سابقين من الجيش والشرطة وأجهزة الاستخبارات والميليشيات الموالية للحكومة ممن استسلموا لقوات الحركة الأفغانية، أو احتجزتهم الحركة بين 15 أغسطس و31 أكتوبر، منوهة إلى أنها جمعت معلومات موثوقة عن أكثر من 100 عملية قتل أو اختفاء قسري من ولايات غزنه وهلمند وقندهار وقندوز، وهي أربع ولايات من ولايات البلاد الـ34.
وذكر تقرير المنظمة أن العديد من الضحايا، اعتقلوا عندما داهمت قوات النخبة التابعة لحركة طالبان المعروفة باسم «الوحدات الحمراء» منازلهم في منتصف الليل بحجة الاستيلاء على أسلحة.
وحصلت الحركة الأفغانية، عقب سيطرتها على مقاليد الحكم في البلاد، على سجلات التوظيف التي تركتها الحكومة السابقة واستخدمتها لتحديد هوية الأشخاص لاعتقالهم وإعدامهم.
صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أيضًا، أكدت خلال تقرير لها، أن أكثر من 100 عنصر سابق في قوات الأمن الأفغانية قتل أو اختفى في أربع مقاطعات على يد «طالبان»، في أول شهرين ونصف من حكمهم، مشيرةً إلى أن القتلى جزء من سلسلة من الاغتيالات والإعدامات بإجراءات موجزة، والتي تعتبر إلى حد كبير عمليات قتل انتقامية، تحدث في جميع أنحاء أفغانستان منذ سقوط حكومة أشرف غني في أغسطس 2021.
عفو زائف
وعرضت طالبان عفوًا عامًا عن جميع القوات التابعة للحكومة الأفغانية السابقة قبل وبعد استيلاء الجماعة المسلحة على البلاد، وتم تسليم معظم الولايات بما فيها العاصمة كابل، لطالبان، دون قتال واستسلمت قوات الأمن بشكل جماعي في عدة ولايات، في حين تخلى آخرون عن مهامهم وتواروا عن الأنظار.
وقال قيادي من طالبان ويدعى «إنعام الله سمانغني»، لصحيفة «نيويورك تايمز»، إن بعض المقاتلين ربما بادروا بتسوية حسابات قديمة، لكن عمليات القتل والإخفاء لم تكن من سياسة طالبان، زاعمًا أن الحكومة تحقق بجدية في مثل هذه الحوادث للتعرف على الجناة وتقديمهم للعدالة، وأن الحركة ملتزمة تمامًا بالعفو الذي تم الإعلان عنه.
ومنذ استيلاء الحركة الأفغانية على السلطة، أصدر قادة الحكومة تعليمات لأفراد قوات الأمن السابقة بالتسجيل لدى المسؤولين المحليين، وتسليم أسلحتهم مقابل خطاب يضمن سلامتهم.
وفي سبتمبر 2021، دفعت عمليات القتل وزير دفاع طالبان بالإنابة مولوي «محمد يعقوب» إلى توجيه تحذير لقادته، حيث صرح في رسالة صوتية وزعتها الحكومة، قائلًا: «الإمارة الإسلامية أعلنت عفوًا عامًّا عن كل الجنود والأشرار الذين وقفوا ضدنا وقتلونا وسببوا معاناة للشعب.. بمجرد العفو عنهم، لا يحق لأي مجاهد أن ينقض التزام العفو أو ينتقم»، لكن يبدو أن ذلك لم يكن له تأثير يذكر على مقاتلي طالبان.
للمزيد: هربًا من بطش «طالبان».. جنود الجيش الأفغاني ينضمون إلى «داعش خراسان»





