فاكهة الملالي الفاسدة.. دول آسيا توجه ضربة اقتصادية للنظام الإيراني
الأربعاء 22/ديسمبر/2021 - 06:56 م
نورا بنداري
تتوالى الأزمات على النظام الإيراني من كل اتجاه، لتؤكد أن الجمهورية الإيرانية متجهة للدخول في نفق مظلم بسبب فساد نظام الملالي الحاكم تحت قيادة المرشد الأعلى «علي خامنئي»، الذي أدى في نهاية الأمر لتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد وانهيار العملة المحلية أيضًا، وهذا بدوره نجم عنه تفشي الفقر بشكل كبير بين الإيرانيين وارتفاع معدلات البطالة والانتحار؛ خاصة بين فئة الشباب، وبجانب فشل مفاوضات فيينا حتى الآن في رفع العقوبات الأمريكية الاقتصادية عن طهران، فإن بعض دول آسيا وجهت ضربة اقتصادية لإيران بمنع دخول فاكهتها إلى الأراضي الهندية والباكستانية أيضًا، لاحتوائها على سموم.
الهند وفاكهة الملالي
يأتي هذا في سياق إعلان المسؤولين النقابيين في إيران 11 ديسمبر 2021، أن الهند أصدرت قرارًا منذ فترة يقضي بمنع دخول فاكهة الكيوي الإيرانية إلى أراضيها، وبينوا أن الهند أعلنت رفضها استقبال هذا النوع من الفاكهة بسبب عدم مراعاة المعايير المتعلقة بالسموم المتبقية على الفاكهة، لوجود مادة «بيضاء» على قشر الفاكهة، وأن الهند سبق وأخطرت وزارة الزراعة الإيرانية بذلك، إلا أنها لم تتخذ أي إجراء يقضي بإصلاح تلك المشكلات.
وتجدر الإشارة إلى أن قرار الهند منع دخول فاكهة الكيوي الإيرانية يأتي بعد أنباء حول منع دخول الفلفل الرومي الإيراني إلى روسيا، بسبب عدم وجود شهادة تثبت غياب المبيدات الزراعية، وقيام باكستان بإعادة 3500 طن من البطاطس المستوردة من إيران بسبب «تلوثها الخطير»، إضافة إلى أن عمان وقطر والإمارات، أعلنت في وقت سابق رفضها لتراخيص منظمة الحفاظ على النبات الإيراني، وطالبت مؤسسات نظام الملالي المعنية بالأمر بضرورة الالتزام بمعايير الإنتاج والتصدير.
رد الفعل الإيراني
والقرار الهندي هذه المرة أثار حفيظة عدد من المسؤولين الإيرانيين، كـ«مصطفى دارائي نجاد»، رئيس نقابة بائعي الفواكه بالجملة في إيران، الذي أكد في تصريحات صحفية له، أن الشعب الإيراني هو الآخر لا يستحق هذه السموم، قائلًا، «الدقة والحرص على عدم وجود سموم على الفاكهة لا ينبغي أن يقتصر على تصدير المنتجات، فالإيرانيون لا يستحقون أكل النترات والسموم الأخرى المتبقية على المنتجات الزراعية».
ضربة اقتصادية
وحول ذلك، أوضح الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن قرار كل من الهند وباكستان، ورسيا يعد ضربة اقتصادية كبيرة لإيران التي تعد من أكبر المنتجين لبعض الفواكه في المنطقة، وتصدير الفاكهة يحتل أولوية قصوى في المجتمع الإيراني ويحقق ناتجًا سنويًّا مهمًا بالنسبة للميزانية الإيرانية التي تعاني بشكل كبير خلال الفترة الحالية، ففي العام الماضي سجلت صادرات إيران من الفواكه نحو 22 مليون دولار، وفاكهة الكيوي لوحدها سجلت 5 ملايين دولار.
ولفت «إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن إيران تستخدم نظام القايضة مع بعض دول آسيا، وهذا من خلال إعطائهم الفاكهة مقابل الحصول على سلع أخرى كالأدوية، ولكن بعد اكتشاف فطريات وعفن في الفواكه المصدرة وعدم وجود شهادات صلاحية، واستخدام مبيدات غير مصرح بها عالميًّا، جعل كلًا من الهند، وروسيا، وباكستان تتخذ هذه القررات التي ستؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني الذي يعاني العقوبات الأمريكية، وهو ما يؤكد أيضًا أن النظام الايراني يطعم شعبه منتجات مسمومة منذ سنوات.





