التطرف البوذي يطارد الأقليات في سريلانكا

تعاني سريلانكا من خطابات التحريض الطائفي التي يروج لها رموز التطرف البوذي، بهدف إقصاء الأقليات في البلاد وعلى رأسهم الهندوس والمسلمون الذين يمثلون مجتمعين نحو خُمس السكان أو أكثر بقليل.

ويقود رجل الدين البوذي المتطرف، جالاجودا آث جناناسارا منظمة «بودو بالا سينا»​​، والذي اشتهر بخطابه العنيف وبالمسؤولية عن جرائم عنصرية عديدة ضد الأقليات الدينية هو وأتباعه في المنظمة.

كما تعرض للاعتقال أكثر من مرة إحداها في عام 2017، حين ألقت شعبة منع الجرائم المنظمة بالشرطة، القبض عليه بدعوى التعرض لضابط شرطة بعد مطاردات استمرت عدة أسابيع، ثم أفرج عنه بكفالة ثم قبض عليه ثانية بتهم أخرى وحكم عليه بالسجن لست سنوات، لكن أُطلق سراحه في 23 مايو 2019 بعد أن حصل على عفو رئاسي بسبب ضغوط من التيار البوذي، رغم أنه تمت إدانته بسبب التحريض على الكراهية الدينية بين أبناء المجتمع.

كما أنه من المعروف أيضًا أن لديه علاقات وثيقة مع الراهب البوذي المتطرف في ميانمار، آشين ويراثو، الذي أشعل موجة تطهير عرقي تم تهجير مئات الآلاف من أقلية الروهينجا على إثرها وقتل الآلاف منهم.

وتنتشر على شبكة الإنترنت مقاطع فيديو تظهر كم الانتهاكات التي يمارسها رجل الدين المتطرف، ففي إحداها تم تصويره وهو يقتحم مركزًا للشرطة ويعتدي على الضباط، وكان ضبط النفس الذي أظهره الضباط أمام هذا الراهب دليلًا على سطوته ونفوذه بسبب جماهيريته الواسعة.

ويرأس جالاجودا آث جناناسارا فريق عمل هدفه صياغة قانون تحت مسمى «دولة واحدة، قانون واحد»، ما تسبب في إثارة مخاوف الأقليات الدينية التى تخشى أن تتغير قوانين الأحوال الشخصية الخاصة بهم بناء على ضغط هذه المنظمة المتطرفة.

وقادت منظمة «بودو بالا سينا» هجمات طائفية على مساجد ومنازل ومتاجر وقُتل العديد من الضحايا بسبب تلك الهجمات، كما تنظم حملات شعبية لمنع ارتداء الملابس الإسلامية ومنع ذبح الماشية والأغنام، واعتماد حرق الجثث بدلًا من السماح بدفنها، ما أثار اضطرابات عديدة في البلاد.