ad a b
ad ad ad

انتهازية الإخوان.. كيف تستثمر الجماعة الأزمة الأفغانية اقتصاديًّا؟

الإثنين 13/ديسمبر/2021 - 06:51 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

لا تفوت جماعة الإخوان أية فرصة أو ظرف تمر به أية منطقة رخوة إلا واستغلته، وتاريخها معروف مع كل المصائب والنكبات، إذ تمتلك مهارة فائقة في استخراج ما يفيدها ماديًّا في شكل تبرعات باسم أصحاب الأزمة، وبالتالى الاستفادة المادية من ورائها، حتى كونت إمبراطورية اقتصادية سرية ضخمة، لا يمكن الوصول إليها بسهولة، لكن تتبع شبكاتها يكشف الكثير والكثير، وطالما كشفت مؤسسات لم يكن أحد في يوم من الأيام يتوقع علاقتها بالجماعة.

انتهازية الإخوان..

الأزمة الأفغانية


جماعة الإخوان حاضرة منذ البداية في المشهد الإخواني، منذ السقوط الثاني للعاصمة كابول في يد حركة طالبان خلال أغسطس الماضي، وربما قبل ذلك بكثير، نظرًا لوجود المكتب السياسي للحركة في واحدة من أكبر مراكز قيادات الجماعة في العاصمة القطرية الدوحة.


وكان قيادات الجماعة سباقين في زف التهاني والتبريكات للحركة الأفغانية، وإصدار البيانات المؤيدة لها، باعتبار أنها تمثل الإسلام الذي انتصر على الاحتلال الأمريكي في أفغانستان، وتسابقت أفرع جماعة الإخوان على تقديم هذه التهاني للحركة، ومن بينها حركة حماس وفرع جماعة الإخوان في سوريا الذي أصدر بيانًا قال فيه: «إنّ يوم النصر الذي حققته طالبان، هو عيد حقيقي لكل الأحرار والشرفاء، ليس في أفغانستان وحدها، بل عند كل الذين يكرهون الاستعباد والاستعمار، والنيل من إرادة الشعوب».


تبع ذلك تهنئة من حزب جبهة العمل الإسلامي، ذراع الإخوان السياسية في الأردن، الذي تقدم بالتهنئة للشعب الأفغاني، إضافة إلى حركة مجتمع السلم (حمس)، الذراع السياسية لإخوان الجزائر برئاسة عبد الرزاق مقري، الذي وصف طالبان بـ«الفـئة المجاهدة»، التي انحازت إلى الحق، فاستحقت النصر.


وقال مقري في بيان نشره لهذا الشأن: «لقد بيّن هذا الانتصار، بأنّ الحق منتصر لا محالة، مهما طال الزمن، ومهما كبرت التضحيات».

انتهازية الإخوان..

انتهازية واضحة


لم تستطع جماعة الإخوان، إخفاء انتهازيتها طويلًا، لاستغلال الظروف التي يعيشها الشعب الأفغاني حاليًّا، وعدم اعتراف المجتمع الدولي بحركة طالبان، وبدأت في تحركات سرية بهدف جمع أكبر عدد من الأموال باسم الشعب الأفغاني كعادتها في مثل هذه المواقف.


وأصدر ما يسمى «منتدى العلماء» التابع للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، بيانًا الخميس 9 ديسمبر 2021، يدعو فيه بلا خجل لفتح باب التبرعات من أجل الشعب الأفغاني- كما يزعم- ، ووقع عليه 21 جهة تابعة للتنظيم الإخواني هي: رابطة علماء المسلمين، ورابطة علماء أهل السنة، وهيئة علماء المسلمين في العراق، وهيئة علماء اليمن، ومنتدى العلماء، ورابطة علماء فلسطين قطاع غزة، وهيئة علماء فلسطين، واتحاد العلماء والمدارس الإسلامية بتركيا، ورابطة علماء إريتريا، ومنظمة سفراء الأمل في كوت ديفوار، ودار الإفتاء الليبية الموالية للإخوان، وهيئة علماء ليبيا، والاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة، وهيئة علماء المسلمين في لبنان، وملتقى دعاة فلسطين، ومنظمة بناء الإنسان العالمية، ورابطة أئمة وخطباء ودعاة العراق، ورابطة أهل السنة والجماعة في العراق، ورابطة علماء المغرب العربي، ومجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء الليبية.


بدأ البيان كعادة الجماعة في استغلال هذه الظروف لجمع الأموال، ووضعها في حساباتها كما يحدث دائمًا، باستعطاف المخدوعين من المسلمين بهدف الاستيلاء على أموالهم وقال البيان: «فإن من أعظم واجبات المسلمين تجاه إخوانهم نصرتهم وإعانتهم ودفع حاجاتهم وقد قرن الإسلام بين القيام بهذه الحقوق، وبين كمال الإيمان وقال صلى الله عليه وسلم: ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به».


وناشد الجمعيات الخيرية الرسمية والإغاثية ورجال الأعمال، بما أسمته الجماعة «واجب النصرة بالمال» لتخفيف الأعباء عن الفقراء في أفغانستان.

تاريخ ملوث


وتعد أموال حركات الإغاثة الدولية والإسلامية أحد أهم روافد ومصادر تمويل جماعة الإخوان وأذرعها المسلحة، وعبر 40 مكتبًا في 29 دولة نشأت شبكات كبيرة ومتشعبة تتلقى أموال التبرعات لصالح عمليات الإغاثة من كافة الدول لتصب في النهاية في جيوب الجماعة وقادتها. 

"