ad a b
ad ad ad

أيديولوجيا العنف.. داعشيات يحولن مخيم الهول إلى جحيم دموي وبؤرة للقتل

الجمعة 10/ديسمبر/2021 - 05:16 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

لا يتوقف التناحر بين النساء المنتميات لتنظيم داعش الإرهابي في مخيم الهول، شمال شرقي سوريا، إذ انقسمت الداعشيات إلى جبهتين، أولاهما أكثر تطرفًا، بينما الثانية أقل تطرفًا؛ لذا تعسى الجبهة الأولى لفرض السيطرة على مَن يرفضن الانصياع لقوانين التنظيم في المخيم، ويكون عقابهن القتل على يد عناصر «الحسبة» التي تعادل الشرطة الدينية.



أيديولوجيا العنف..

تزايد القتل

في السياق ذاته، أفادت وكالات الأنباء العالمية أن قرابة 80 جريمة قتل شهدها مخيم الهول، نفذتها جميعًا نساء داعش ضد مجموعة من النساء اللاتي تبرأن من أفكار التنظيم، وعلى الرغم من أن القسم المخصص للنساء الأجانب وأطفالهن يخضع لحراسة أمنية مشددة؛ فيمنع خروجهن أو دخولهن «الهول» إلا بإذن خطي، فإن جرائم القتل تشهد تزايدًا ملحوظًا بصورة تثير مخاوف الغرب.

ولا تزال الجهود الدولية الرامية لتحجيم الإرهاب النسائي بمعالجة الأسباب والدوافع من جذورها وتقييم وتشخيص تبعات انضمام النساء إلى الجماعات المتطرفة، سواء كان ذلك عن قناعة أو على نحو قسري وما نتج عن ذلك، لا سيما بالنسبة إلى الأطفال، على المستوى النفسي والاجتماعي والأمني والاقتصادي وكيفية التعامل معها.

أيديولوجيا العنف

ونوهت منظمة تنمية المرأة في الدول الإسلامية إلى أهمية دراسة البيئة التي أفرزت هذه الأيديولوجيا والعوامل التي ساعدت على نشرها ونموها موجودة فسيستمر ظهور المزيد من الحالات، إلى جانب إعادة تثقيف النساء بأمور دينهن وتأهيلهن نفسيًّا واجتماعيًّا وتمكينهن اقتصاديًّا ليصبحن أمهات صالحات لتربية أبنائهن بعيدًا عن فكر وبيئة «داعش».


التعامل مع الداعشيات

معظم النساء الأكثر تطرفًا في المخيم عراقيات، ولا يتوقفن عن محاولات إعادة فرض قواعد داعش على العائلات الأخرى، إذ أقيمت محاكم داخل الخيام لمعاقبة النساء اللواتي شوهدن ينتهكن قيود داعش من خلال إزالة أغطية الوجه السوداء، ولم تنجح الدوريات الأمنية في القضاء على هذه الظاهرة، بالعكس، فقد نصبت النساء كمائن للقوات وقتلنهن.

وقيل إن المخيم تحول إلى دولة خلافة صغيرة لداعش، حيث ترعى القيادات النسائية أيديولوجيا التنظيم العنيفة وتدير مخططات جني الأموال التي تساعد في الحفاظ على أفكار التنظيم ومعتقداته، بالموازاة، تفتقر القوات المخولة بحماية المخيم إلى الموارد اللازمة لتأمين المكان بشكل صحيح، والذي تحول بحسب مراقبين إلى مدينة صغيرة يزيد عدد سكانها عن 62 ألف نسمة، معظمهم من النساء والأطفال، وكثير منهم كانوا قد نزحوا بسبب الحرب في سوريا والمعارك ضد داعش.

وبحسب دراسة بعنوان «معضلة الاستيعاب.. إشكالية التعامل مع الداعشيات»  أعدها مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في سبتمبر 2019، فإن الفترة التي قضتها الداعشيات في المناطق التي سيطر عليها التنظيم خلال الأعوام الماضية كافية لتكريس التوجهات المتطرفة لديهن، خاصة أنهن مارسن خلال تلك الفترة أدوارًا تنظيمية وعسكرية وعايشن العمليات الإرهابية والمواجهات العسكرية المتواصلة مع القوى المناوئة للتنظيم.

كما ساهم تراجع تأثير برامج التأهيل في ازياد معدلات العنف والجريمة بين النساء الداعشيات، إذ دائمًا ما تطرح قضية العائدات بشكل عام، ولا سيما الأوروبيات، مدى فاعلية وأهمية المراجعات الفكرية وبرامج التأهيل التي تقوم بعض الدول بإعدادها كآلية للترشيد الفكري ودفع العناصر الإرهابية إلى عدم الاستمرار في التنظيمات التي كانت قد انضمت إليها في مراحل سابقة.

"