ad a b
ad ad ad

رفض الاعتراف الأممي بمندوب طالبان.. هل يفتح الباب لدعم تنظيم داعش؟

الأحد 05/ديسمبر/2021 - 04:56 م
طالبان
طالبان
محمد يسري
طباعة

لا تزال مشكلة الاعتراف الدولي تقف عقبة أمام حكومة طالبان، باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الأفغاني، فلم تحصل الحركة إلى الآن على أي اعتراف حتى من حلفائها، الأمر الذي قد يدفعها لاتخاذ خطوات أخرى غير التي ظهرت عليها منذ صعودها الثاني في أغسطس الماضي، والتي تظهر الحركة على أنها أكثر هدوءًا واعتدالًا وميلًا للسلام أكثر من الماضي، لكن فلتات لسان بعض قادتها تشير إلى أنه لا تزال هناك تحت الرماد وميض نار يوشك أن يكون له ضرامًا، فإن النار بالعودين تُذكى وإن الحرب مبدؤها كلام، والكلام يأتي من التهديد بوجود تنظيم داعش كفزاعة للمجتمع الدولي في العلن، وفي الخفاء ما يحمل دعم التنظيم في الخفاء.


قرار أممي


الأربعاء الأول من ديسمبر الجاري، أرجأت الأمم المتحدة اتخاذ قرار بشأن من يمثل دولة أفغانستان في المنظمة الدولية، وهو ما يعني أن طالبان لن يسمح لها بتمثيل أفغانستان في المنظمة الأممية كحكومة معترف بها للشعب الأفغاني.


وتسعى طالبان إلى نيل اعتراف دولي بشرعية سلطتها في أفغانستان من أجل الحصول على مساعدات، تمكنها من إدارة شؤون البلاد؛ خاصة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها، إضافة إلى تنفيذ تعهداتها بمواجهة الجماعات المسلحة.


ردود الحركة


وتلقت حركة طالبان القرار بالاستياء، وقال سهيل شاهين المتحدث باسم الحركة إن هذا القرار لا يقوم على أساس المبادئ والعدالة لأنه سلب الحقوق المشروعة للشعب الأفغاني.


وحاول سهيل شاهين إبداء التسليم بالأمر الواقع واحترام قرارات المنظمة الأممية في تغريدة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قال فيها: «نأمل أن يتم تسليم هذا الحق في المستقبل القريب إلى ممثل حكومة أفغانستان في الأمم المتحدة حتى يمكن حل مشاكل الشعب الأفغاني بشكل أكثر فعالية وكفاءة، ويمكننا أن يكون لدينا تفاعلات إيجابية مع المجتمع الدولي».


ورغم محاولات إبداء ضبط النفس من جانب الحركة إزاء عدم الاعتراف الدولي بها، فإن تصريحات أخرى حملت تهديدًا خفيًا بالتخلي عن تعهداتها بعدم السماح بأن تتحول أفغانستان إلى ملاذٍ آمن للجماعات الإرهابية.


وكان المتحدث الرسمي باسم الحركة سهيل شاهين، وجه رسالة للمجتمع الدولي ملوحًا بإمكانية استيلاء تنظيم «داعش» على السلطة في أفغانستان.

وقال سهيل وفقًا للموقع: «إذا فشل المجتمع الدولي في الاعتراف بالجماعة، فسوف يستعيد داعش السلطة».


ويعتبر هذا التصريح، الأول من نوعه بهذه الصورة الذي تلوح به بشكل مباشر، بأن وجود تنظيم داعش في أفغانستان لا يشكل تهديدًا لحركة طالبان؛ بل يعتبر ورقة ضغط يمكن أن ينزل بها إلى الملعب السياسي في أي وقت يريد.


عصفوران بحجر واحد


وتضغط الحركة من ناحية أخرى على المجتمع الدولي بالحالة الاقتصادية السيئة في أفغانستان لكي تتمكن من السيطرة على مليارات الدولارات، إضافة إلى رفع أسماء قياداتها من القوائم السوداء، فقد طالبت الحركة الولايات المتحدة للإفراج عن مليارات الدولارات التي جمدتها، وسط أزمة اقتصادية طاحنة تواجهها البلاد ويعاني منها الشعب الأفغاني، وفي ظل عدم الاعتراف الدولي بشرعية حركة طالبان.


كما دعا وزير خارجية حكومة طالبان، أمير خان متقي، خلال اجتماعه في وقت سابق مع مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى أفغانستان توم ويست إلى التخلي عن القوائم السوداء ورفع العقوبات.


وكتب المتحدث باسم «وزارة الخارجية» التابعة لطالبان «عبدالقهار بلخي» في تغريدة له على تويتر: «ناقش الوفدان القضايا السياسية والاقتصادية والإنسانية والصحية والتعليم والأمن، بالإضافة إلى توفير التسهيلات المصرفية والنقدية اللازمة». 

"