«طرد فلول الإصلاح» اليمني.. تركيا توجه صفعة جديدة لتنظيم الإخوان
بدأ النظام الحاكم بتركيا برئاسة «رجب طيب أردوغان» في أتباع نهج جديد مع تنظيم الإخوان، الذين اتخذوا من الأراضي التركية خلال السنوات الماضية، ملجأ وملاذ آمنًا لهم، ولكن ما أن بدأت أنقرة تحسن علاقتها مع دول المنطقة، وخاصة مصر، والإمارات مؤخرًا، أصيب عناصر جماعة الإخوان بالقلق الشديد إزاء تحسن هذه العلاقات منتظرين ما سيصير فيهم بعد ذلك، هل سيتم طردهم، ترحيلهم إلى بلدانهم، أو الزج بهم إلى السجون.
طرد إخوان اليمن.. حقيقة أم مراوغة؟
ويبدو أن «إخوان اليمن» سيكونون من أوائل المتلقين لصفعة جديدة من
«أردوغان»، خاصة بعد أن أعلن حزب الإصلاح اليمني (جناح الإخوان في اليمن) 21
نوفمبر 2021؛ أن النظام التركي الحاكم سيقوم قريبًا بطرد قياداته وأعضائه المقيمين
بتركيا، وذلك بعد أن منحهم مهلة 30 يومًا لمغادرة البلاد، وأبلغتهم حكومة حزب
العدالة والتنمية أنهم «غير مرحب بهم» بالأراضي التركية، ومن بين هؤلاء،
«توكل كرمان» الناشطة الإخوانية اليمنية، والداعية المتطرف «عبد المجيد الزنداني».
وتجدر الإشارة أن مساعي تركيا لطرد إخوان اليمن في هذا التوقيت تحديدًا، جاء
بعد إعادة تركيا لعلاقاتها الدبلوماسية مع الإمارات لأول مرة منذ 6 سنوات، حيث قام
«محمد بن زايد آل نهيان» ولي عهد أبوظبي، بزيارة إلى العاصمة التركية أنقرة في 24
نوفمبر 2021، ووقع على عدد من الاتفاقيات التجارية، واتفقا على تنمية العلاقات
بين البلدين بما يسهم في تحقيق التنمية والازدهار بالمنطقة.
مخطط إخواني
ومن الجدير بالذكر، أن بعض قيادات حزب الإصلاح الإخواني توجهوا منذ سنوات إلى تركيا، من أجل إدارة مخطط الجماعة
ضد اليمن وتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات، الذي نجح في مواجهة بعض
المخططات الإخوانية والحوثية داخل الأراضي اليمنية، الأمر الذي يمثل مأزقًا لتلك
الجماعات المتطرفة، ولهذا كان «محمد اليدومي»، رئيس حزب الإصلاح الإخواني، من أوائل الهاربين
إلى تركيا، من أجل العمل على وأد «اتفاق الرياض»
الذي تم توقيعه بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي برعاية المملكة
العربية السعودية؛ لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من 7 سنوات.
وكان من أواخر قيادات حزب الإصلاح الإخواني الهاربين إلى تركيا في نوفمبر
2020، القيادي الإخواني، رئيس مجلس شورى حزب الإصلاح «عبد المجيد الزنداني» الذي
ساهم بسبب فتواه التخريبية والمضللة في تقويض الدولة اليمنية، وتسليم العاصمة
اليمنية صنعاء لميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في 2014.
تركيا ودول المنطقة
وحول دوافع طرد إخوان اليمن من تركيا، ومدى حقيقة هذا الأمر، أوضح «وضاح اليمن عبد القادر» الصحفي والباحث في شؤون الجماعات المسلحة والإرهاب، أن تركيا حشرت نفسها في زاوية ضيقة لتبنيها تواجد التنظيم الدولي للإخوان على أراضيها ضمن سياسة عامة يتبناها نظام الرئيس «أردوغان» ضمن مشروع ما يسمى الخلافة المدعوم تركيا وأداته التنظيم الدولي للإخوان ومشروع ولاية الفقيه المدعوم إيرانيًّا عبر أدواته وميليشياته المسلحة، مما شكلا حالة من القلق في منطقة الشرق الأوسط التي اتخذت موقفًا حادًّا من تنظيم الإخوان ومشروع هذه الجماعة التدميرية بعد ثورات الربيع العربي، ومحاولة الإخوان السيطرة على بعض بلدان المنطقة.
ولفت «عبد القادر» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن ذلك أدى لخلق قطيعة كبيرة بين تركيا التي استضافت قيادة الجماعة والتنظيم وبين الدول العربية، وهذا بدوره خلق حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي في تركيا وانهيار عملتها الوطنية هذا من جانب، ومن جانب آخر زيادة الهوة والفجوة بين النظام التركي والاتحاد الأوروبي، وهو ما زاد من العزلة الدولية للنظام التركي.
وأفاد «عبد القادر» أن النظام التركي أدرك مؤخرًا ضرورة إعادة ترميم علاقته بالمحيط العربي، وهذا الأمر تطلب تقديم تنازلات تمثلت في رفع يده عن قيادة التنظيم، ودعمهم والحد من تحركاتهم، وأيضًا الحد من الأصوات الخاصة بناشطيهم في الجانب السياسي والإعلامي والمتواجدين على الأراضي التركية، وتوجيه رسائل لبعض القيادات بمغادرة تركيا ولو بشكل غير مباشر في التوقيت الحالي.
وأضاف أن الأيام القادمة ستشهد الكثير من التطورات التي كان آخرها زيارة ولي
عهد أبو ظبي الشيخ «محمد بن زايد» لتركيا وإعادة ترميم علاقة تركيا بمحيطها العربي، وعلى رأسها إعادة علاقتها بمصر والإمارات والسعودية وفقًا لمصالحها التي تحتم عليها
رفع يدها عن دعم جماعة الإخوان المسلمين.





