أمان «طالبان» الزائف.. «داعش خراسان» يعيث في أفغانستان فسادًا
هزّ عنف تنظيم «داعش خراسان»، إدعاءات حركة «طالبان» عن الأمن في أفغانستان، بعد سيطرتها على الحكم منتصف أغسطس الماضي، إذ أعلن التنظيم مسؤوليته عن بعض الهجمات التى وقعت خلال الأشهر الأخيرة، في أحداث لقي فيها المئات مصرعهم لا سيما في المدن الكبرى، إلا أن «طالبان» هوّنت من مثل هذه الحوادث، وقالت إن عودة البلاد للهدوء التام ستستغرق بعض الوقت بعد حروب دامت عشرات السنين.
وأعلنت حركة «طالبان» فور سيطرتها على مقاليد الحكم فى أفغانستان، أن انتصارها جلب الاستقرار للبلاد، بعد الحرب التى سقط فيها آلاف القتلى بين عامي 2001 و2021، إلا أن الرسالة التي كشف عنها أسرة مولوي «عزة الله» العضو في الحزب الإسلامي بأفغانستان، عبر تطبيق واتساب من هاتفه: «ذبحنا ابنكم مولوي عزة.. تعالوا لاستلام جثته»، تكشف عن حلقة من سلسلة اغتيالات وتفجيرات قوضت ادعاءات «طالبان» أنها جلبت لأفغانستان قدرًا أكبر من الأمن.
ضحايا متنوعون
وتنوعت الضحايا من مسؤولين أمنيين سابقين بالحكومة السابقة المعزولة إلى صحفيين وناشطين في المجتمع المدني ورجال دين ومقاتلي «طالبان»، بل كان من بينهم أيضًا أهداف عشوائية على ما يبدو مثل «عزة الله» الذي قالت أسرته إنه لم يكن له أعداء.
بينما يقول جنود وضباط مخابرات سابقون من الحكومة المعزولة إن أفرادًا من «طالبان» يستهدفونهم منذ انتصار الحركة، وقد وعدت الحركة بأنها لن تقوم بأي أعمال انتقامية، لكنها تسلم بأن بعض المقاتلين ربما كانوا يتصرفون من تلقاء أنفسهم، إلا أن هذا الأمر ينفي مزاعم الحركة وما صرّح به «بلال كريمي» المتحدث باسم الحركة قائلًا: «في البلاد 34 إقليمًا، وفي الأسبوع يتم منع 20 حادثًا مقابل كل حادث يقع».
وأبلغ سكان جلال آباد عاصمة إقليم ننجرهار، عن مقتل أحد رجال الدين، وتداول ناشطون مقطع فيديو لمجموعة من المسلحين وهم يطلقون الرصاص على سيارة فقتلوا ركابها، وكان أحدهم من مسؤولي طالبان كما قال صحفيون محليون، مؤكدين أنه تم نقل ثلاث جثث مطلع الأسبوع الجاري، إلى مستشفى في جلال آباد بعد انفجار عبوة ناسفة استهدفت فيما يبدو مقاتلين من طالبان.
ويأتي هذا الأمر في وقت ظهرت فيه مخاوف أمريكية من قدرة تنظيم «داعش خراسان» على مهاجمة الغرب في فترة وجيزة بعد تصاعد وتيرة عملياته الإرهابية في أفغانستان التى باتت تحت سيطرة حركة «طالبان»، حيث حذّر«كولين كال» وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للشؤون السياسية، خلال شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، من أن «داعش خراسان»، قد يصبح لديه القدرة على مهاجمة الولايات المتحدة خلال ستة أشهر على أقرب تقدير، وأن لديه النية للقيام بذلك، مشيرًا إلى أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كانت لدى حركة «طالبان» عقب سيطرتها على مقاليد الحكم في أفغانستان، القدرة على قتال «داعش خراسان» بشكل فعال بعد انسحاب الولايات المتحدة منها.
انفلات مستقبلي
كانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أشارت إلى أن سيطرة «طالبان» على أفغانستان، ستفتح الباب أمام التنظيمات الإرهابية كي تصبح البلاد ملاذًا للجماعات المتطرفة، مؤكدةً أن الهجمات التي يشنها «داعش خراسان»، ستؤدي إلى تفاقم العنف والانقسام الطائفي، وهو ليس من مصلحة «طالبان»، حيث يهدد هذا الأمر مستقبل قبضتها على مقاليد السلطة في البلاد، مشيرةً إلى أن العنف يقوض ثقة الأفغان في طالبان، التي تعهدت بتحقيق السلام بمجرد توليها السلطة.





