استئناف المحادثات النووية.. تفاؤل أوروبي وتخوفات إيرانية
الأحد 07/نوفمبر/2021 - 04:53 م
محمد شعت
اتفق كل من إيران والاتحاد الأوروبي على موعد لاستئناف المحادثات النووية، وسط تصريحات من قبل المسؤولين في طهران تكشف عن محاولة عرقة هذه المفاوضات والشكوك في نتائجها.
وطالب علي شمخاني، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بضمانات عدم تراجع أمريكية مرة أخرى عن الاتفاق، قائلا في تصريحات صحفية: إن الولايات المتحدة غير مستعدة لتقديم ضمانات إذا لم يتغير الوضع الحالي، فإن نتيجة المفاوضات واضحة بالفعل.
ومن جهته كتب علي باقري كاني، نائب وزير الخارجية الإيراني ورئيس فريق المحادثات، فى صفحته على موقع تويتر، يقول إن المحادثات ستبدأ في فيينا في 29 ديسمبر، وأن هذا الموعد تم تحديده في محادثة هاتفية مع إنريكي مورا، ممثل الاتحاد الأوروبي في المحادثات النووية، مع إيران.
من جهتها، أعلنت خدمة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي في بيان أن اللجنة المشتركة للوكالة الدولية للطاقة الذرية ستبدأ عملها في فيينا في 29 نوفمبر الجاري، مضيفة أن الأطراف المتفاوضة تواصل مناقشة إمكانية عودة الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي وكيفية ضمان تنفيذ جميع الأطراف لهذه الاتفاقية بشكل كامل وفعال.
ويطالب مسؤولون إيرانيون بضمانات من الولايات المتحدة، فيما تقول الولايات المتحدة إن الرئيس لا يمكنه تحديد المهام للحكومات التي ستخلفها، وقد أصبحت هذه نقطة خلاف بين البلدين.
وكتب على شمخاني على تويتر يقول: «الدعوة للتفاوض أثناء الحرب (مع العراق) لها الآن أوجه تشابه مفيدة»، «الفارق بين اليوم وأيام الحرب بفضل الثورة وقوة المقاومة الشاملة في إيران أصلي ومستمر وقائم على القدرات الداخلية».
ويبدو أن تعبير «شمخاني» عن التشاؤم هو رد فعل على الرسائل المتبادلة على تويتر، بين متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية وعضو جمهوري في مجلس الشيوخ الأمريكي حول السلطة القانونية لرئيس الولايات المتحدة.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، ردًّا على تغريدة للسيناتور كروز، وصف الحكومة الأمريكية بأنها «متمردة» ودعا إلى ضمان أمريكي موضوعي بأن توقيع الرئيس سيكون ساري المفعول بموجب أي اتفاق محتمل.
وكتب السيناتور كروز يقول إن «الرئيس المقبل للولايات المتحدة، الذي سيكون من الحزب الجمهوري، سينسحب مرة أخرى من أي اتفاق يوقع مع إيران دون موافقة الكونجرس».
تصريحات شمخاني تكشف وجود تيار داخل النظام الإيراني يرفض، المفاوضات النووية ويرى في العداء للولايات المتحدة قوة وبقاء للنظام.
التصريحات أيضًا تأتي طمأنة للميليشيات وأذرع إيران في المنطقة بأنها ستظل قادرة على حمايتهم ودعمهم في ظل مطالب دول الجوار الإيراني وخاصة الدول الخليجية لكف طهران عن التدخل في شؤون دول المنطقة، والتوقف عن دعم الإرهاب والميليشيات في هذه الدول.
تصريحات شمخاني تكشف أيضًا عن صراع المصالح داخل النظام الإيراني، ومحاولة التيار المحافظ بالنظام البقاء على صورته، وهو الذى هاجم كثيرا الاتفاق النووي، وكان أحد أسباب خسارة التيار الإصلاحي الانتخابات الرئاسية والتشريعية الماضية أمام الخطاب الإعلامي المتشدد ضد الاتفاق النووي.
ويبقى دخول إيران المفاوضات كمن يتجرع كأس سم، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار وارتفاع التضخم، وتحول طهران من دولة مصدرة للطاقة إلى دولة مستوردة، خاصة في مجال قطاع الكهرباء الذي بدأت تستورده من تركمانستان.





