«باليستي إيران».. خطوة أمريكية للوراء لإنقاذ الاتفاق النووي
السبت 06/نوفمبر/2021 - 05:03 م
محمد شعت
في ظل استمرار إيران في التمسك بسياستها تجاه العودة لمفاوضات الاتفاق النووي، والتي توقفت في فيينا منذ شهر يونيو الماضى، تحرص طهران على عدم إدراج بنود إضافية خاصة تلك التي تتعلق ببرنامج الصوارخ الباليستية والنفوذ الأمريكي في المنطقة، وهو الأمر الذي تمسكت به حكومة الرئيس السابق حسن روحاني، وجددت الحكومة الجديدة بقيادة إبراهيم رئيسي التأكيد عليه، وأرسلت العديد من الرسائل التي تؤكد عدم تخلي طهران عن برنامج الصواريخ أو النفوذ الإقليمي.
خطوة أمريكية للوراء
في
ظل مساعي واشنطن إلى إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، جاءت
التصريحات الأمريكية مؤخرًا بمثابة خطوة للوراء، خاصة أنها تضمنت الحديث
عن أولوية إحياء الاتفاق النووي، ثم يأتي الحديث عن برنامج الصواريخ
الباليستية في مرحلة تالية، حيث قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك
سوليفان، في تصريحات صحفية الإثنين 1 نوفمبر 2021، إن أولوية واشنطن في ملف
إيران هي الحد من برنامجها النووي من خلال إحياء الاتفاق النووي.
وأشار
سوليفان إلى أنه بمجرد عودة القيود المنصوص عليها في الاتفاقية، ستكون
الولايات المتحدة في وضع أفضل لمعالجة المخاوف الأخرى، بما في ذلك برنامج
طهران الصاروخي وأنشطتها الإقليمية، مشيرًا إلى أن الأولوية هي العودة إلى
خطة العمل الشاملة المشتركة، إلا أن بلاده تسعى إلى بحث أنشطة إيران الأخرى
وتهديداتها في المنطقة.
وتأتي
التصريحات الأمريكية الأخيرة مخالفة لرغبة الأطراف الأوروبية وإسرائيل
ودول الخليج العربي، التي أكدت طوال الفترة الماضية على ضرورة إدراج برنامج
الصواريخ البالستية ضمن الاتفاق الجديد، لما تمثله الصواريخ الإيرانية من
خطر على أمن المنطقة، خاصة في ظل استمرار السلوك الإيراني التخريبي.
الترسانة الإيرانية
تعتبر
إيران أن برنامج الصواريخ البالستية، من أبرز قدراتها العسكرية التي
يستحيل التخلي عنها، والتي تمكنها ووكلاءها في المنطقة من استعراض قواتها، والقدرة على التهديد المستمر لتنفيذ أجندتها.
ووفق
تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية، فإن إيران تمتلك أضخم قوة
صاروخية في الشرق الأوسط، وأصبح لديها بنية تحتية تمكنها من تطوير صواريخ
جديدة بقدرات جنونية، ويشمل ذلك الصواريخ البالستية والصواريخ المجنحة؛ ما يجعلها تمثل قوة الردع القصوى للجيش الإيراني.
وتسعى
طهران إلى تطوير قدراتها الصاروخية البالستية بعيدة المدى، حيث تقوم
بإجراء تجارب صاروخية لصواريخ قصيرة المدى في بعض العمليات العسكرية،
وتواصل إيران تطوير قدراتها الصاروخية رغم مطالبات الولايات المتحدة
الأمريكية لطهران بالتخلي عن أي صوريخ لديها القدرة على حمل رؤوس نووية.
وتأتي
تخوفات الأطراف الداعية إلى تضمين برنامج الصواريخ البالستية ضمن أي
اتفاق مع طهران؛ لتحجيم القدرات التخريبية الإيرانية في المنطقة، خاصة أن
ترسانة إيران الصاروخية تضم آلاف الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، التي
يمكنها تنفيذ هجمات صاروخية ضد أهداف في إسرائيل وما بعدها حتى جنوب شرق
أوروبا، ويشمل ذلك الصواريخ البالستية والصواريخ المجنحة.





