الدرونز والصواريخ الإيرانية.. مدمرات رخيصة في متناول الإرهابيين
أصبحت الطائرات المسيرة (الدرونز) والصواريخ الإيرانية تمثل هاجسًا مرعبًا في الشرق الأوسط بسبب انتشارها في دول مختلفة ووصولها إلى أيدي العناصر الإرهابية المسلحة في أماكن عديدة، واعتماد الميليشيات الطائفية عليها في عملها، مما يجعل البيئة الأمنية في الشرق الأوسط تحت تهديد مستمر.
حرب محدودة
وفي سياق الحرب المحدودة الدائرة بين إيران ووكلائها من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى أصبحت الأراضي السورية والعراقية واللبنانية ساحات مواجهة بين الطرفين، ومؤخرًا عثرت القوات العراقية على صاروخ مضاد للطائرات في صحراء جنوب العراق، وانتشرت الصور على وسائل التواصل الاجتماعي كان موضوعًا أمام الملأ بشكل علنيّ، مما اعتُبر رسالة أراد الطرف الذي وضعه هناك إرسالها بشكل واضح مفادها أن الصواريخ المضادة للطائرات دخلت الخدمة أيضًا لدى الميليشيات، وهي رسالة تهديد للدول والأطراف في المنطقة.
كما أن الطائرات المسيرة أصبحت أداة تهديد خطيرة بسبب رخص ثمنها وصعوبة تعقبها، فقد استخدمها الإيرانيون في الهجوم على شركة أرامكو السعودية في 2019، وتبذل إيران جهودًا كبيرة في تطويرها، لكن على مدار السنوات الماضية قدّم قادة الحرس الثوري الإيراني ووسائل الإعلام الإيرانية رواياتٍ متناقضة عن إنجازات إيران في مجال الطائرات المسيَّرة، فمثلا صرح حسين سلامي، القائد العام السابق للحرس الثوري الإيراني، عام 2011 بأن بلاده هي ثاني بلد في العالم في مجال تكنولوجيا الطائرات المسيَّرة، بينما أكد تحدث محمد إسلامي، نائب وزير الدفاع في الشؤون البحثية والصناعية، في 2013، أن إيران من بين الدول الخمس الأولى في مجال تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، وفي 2014 عرضت صحيفة مشرق الحكومية تقريرًا حول مرتبة إيران مجال صناعة الطائرات المسيَّرة، وقالت إن إيران هي ثالث أكبر منتج للطائرات المسيَّرة المزودة بصواريخ.
ومما لا شك فيه أن إيران حققت بعض التقدم الملموس في مجال صناعة وتصميم الطائرات المسيَّرة، لكن قادة الحرس الثوري الإيراني يقومون بتهويل وتضخيم الأمور وأحيانًا يقدمون ادعاءات مشبوهة حول أسلحة ومعدات لم يتم إنتاجها بعد، الأمر الذي يجعل من الصعب التمييز بين ما هو حقيقي وما هو وهمي، وتحديد الإنجازات الحقيقية لإيران في هذا المجال بشكل دقيق.
ومع أنه لا يمكن مقارنة الطائرات الإيرانية المسيَّرة مع الطائرات المسيَّرة الأكثر تطورًا التي يمتلكها الجيش الأمريكي أو إسرائيل لكن تظل من أخطر المهددات لأمن المنطقة، نظرًا لانتشارها بين جهات إرهابية غير معلومة ومنتشرة في عدة دول.
وتنقسم الطائرات المسيرة الإيرانية إلى طائرات مسيرة يمكنها حمل القنابل والصواريخ لتنفيذ هجمات على مواقع العدو ثم العودة إلى قواعدها وطائرات انتحارية، وكلا النوعين يمثل تهديدًا كبيرًا لأمن دول المنطقة.





