في النشاط والركود السياسي.. هكذا يدير إخوان الولايات المتحدة فضاءهم الإعلامي
الأربعاء 17/نوفمبر/2021 - 09:45 م
نهلة عبدالمنعم
ينتشر التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، في الولايات المتحدة الأمريكية، عبر مجموعة من المؤسسات التي تكتسب زخمًا شعبيًّا
مرتبطًا بتوغلها في الأقليات وتوظيفها للقضايا السياسية وفقًا لمصالحها، إلى
جانب الملف الأهم وهو «الإسلاموفوبيا» الذي تصبغه الجماعة بالمواقف المتعددة التي
يمر بها المجتمع الأمريكي بشكل عام.
وتمكنت مؤسسات فرع الجماعة بالولايات المتحدة من بناء شبكة إعلامية تستخدمها جيدًا لنشر أفكارها وأيديولوجياتها بالمجتمع، كما أنها باتت تستهدف صناع القرار السياسي وبعض الناشطين بالمجال العالم، ما يعني أن الجماعة اجتهدت لاستغلال التعددية والانفتاح بالمجتمع الأمريكي لبناء إمبراطورية متشابكة بالولايات الأمريكية المختلفة.
القضايا الحقوقية وتوظيفات الإخوان
ومرت الولايات المتحدة خلال الشهور الماضية بأحداث كبرى ألقت بظلالها على مسارات العمل السياسي بالبلاد واستطاعت الجماعة توظيفها للتكسب التنظيمي، وكان أبرز هذه الأحداث حادثة مقتل المواطن الأمريكي «جورج فلويد» على يد الشرطة الأمريكية خلال عملية مداهمة عنيفة في مينيابوليس في ولاية مينيسوتا في 25 مايو 2020.
تفاعلت الجماعة مع حادث مقتل «فلويد» عبر أصعدة مختلفة، فمن جهة ضاعفت من دعوات التبرع من أجل حملة «حياة السود مهمة» وهي الحملة التي أطلقت مجتمعيًّا بالتزامن مع الحادثة، ولكن الدعوة لم تكن بالطبع للحملة بشكل عام بل من خلال التبرع لمؤسسات الجماعة الداعمة للقضية، إذ دعت الجماعة أنصارها للتبرع من أجل أصحاب البشرة السمراء إلى جانب حملة خطيرة أطلقتها في بداية الأزمة للتبرع من أجل المقبوض عليهم خلال مظاهرات الغضب التي أعقبت مقتل فلويد.
واستخدمت الجماعة المواقع الإعلامية لمؤسساتها من أجل نشر دعوات التبرع، ولعب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير» الدور الأبرز في هذا الصدد، ونشر المجلس عبر موقعه دعوات يحث من خلالها أنصاره للتبرع.
لم يكتف مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، بدعوات التبرع بل وظف موقعه لنشر مقالات حول تاريخ الوقائع العنصرية ضد أصحاب البشرة السمراء، مقدمًا دعاوي مختلفة للتحقيق في وقائع مشابهة.
ويبقى الأخطر في هذا الملف، هو انخراط مؤسسات الجماعة في نقاشات جدلية حول تخفيض ميزانية الشرطة لدعم المناطق الأكثر احتياجًا بدلًا من قوات الشرطة مستغلة الغضب العارم آنذاك من التعامل الشرطي العنيف مع جورج فلويد.
وتبقى «الإسلاموفوبيا» (رهاب الإسلام)، من أبرز الملفات التي تستخدمها الجماعة في حالة الخمول الأمريكي أو الدولي، فالمتابعة الدورية لأنشطة الجماعة في الولايات المتحدة، تكشف لجوء الجماعة لهذا الملف في حالة عدم وجود أي قضايا مثارة يمكن استغلالها، لتصبح المواقع الإعلامية للجماعة مثل «كير» و«إسنا»، آلة نشر مستمرة لوقائع تُطلق عليها الجماعة وقائع إسلاموفوبيا.
آليات انتشار إخواني مكثف في الولايات المتحدة
تحاول جماعة الإخوان تطبيق أدبيات الانتشار التي وضعها مؤسسها «حسن البنا» (أسسها عام 1928)، ومنها التمدد داخل الطبقات الدنيا للمجتمع حتى الوصول إلى الطبقات العليا والسياسية لضمانة ظهير شعبي يخدم أهداف التنظيم.
وتحرص الجماعة على تنظيم فعاليات دورية وسنوية تدعو لها شخصيات سياسية وبرلمانية، أبرزهم «إلهان عمر» نائبة الحزب الديمقراطي عن ولاية مينيسوتا، حيث يمثل تعاون إلهان مع الجماعة مادة للهجوم عليها من بعض التيارات داخليًّا.





