رغم الاشتباكات.. المؤسسات الليبية تشدد على إجراء الاستحقاقات الانتخابية في موعدها
الجمعة 05/نوفمبر/2021 - 09:19 م
مصطفى كامل
رغم اندلاع اشتباكات بين الميليشيات في الغرب الليبي خلال الاسبوع الجاري، فإن المؤسسات الليبية وعلى رأسها المجلس الرئاسي، اعلنت اعتزامها المضي قدمًا إجراء الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المقرر لها ديسمبر المقبل، بالتوازي مع المصالحة الوطنية، الأمر الذي دفع رئيس الحكومة، للتأكيد على أن المعركة سياسية بحتة وأنه لن يقبل بتقسيم البلاد مرة أخرى.
واندلعت اشتباكات مسلحة بين ميليشيات موالية للسلطة التنفيذية بغرب ليبيا، في محاولة على ما يبدو للسيطرة على مصفاة الزاوية النفطية، حيث جرت المعارك العنيفة مساء الثلاثاء 26 أكتوبر 2021، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين ميليشيا «حسن أبوزريبة»، نائب رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، التابع للمجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي، وميليشيا «محمد بحرون»، الملقب بـ«الفار» التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الدبيبة، وذلك بمنطقة الشرفة.
اللافي
حرج سياسي للسلطة الانتقالية
وفق وسائل إعلام ليبية محلية، تم إطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائي وكثيف داخل الأحياء السكنية، وبإحدى مقابر مدينة الزاوية، الواقعة على بعد 45 كيلومترًا غرب العاصمة طرابلس، مع استمرار التحشيد من طرفي القتال في عدة مناطق، مشيرة إلى أن آمر قوة غرب طرابلس «مطيع الحراري» قتل أثناء الاشتباكات، التي تشكل حرجًا سياسيًّا للسلطة الانتقالية، كما تثير مزيدًا من الشكوك حول مدى استعداداتها الأمنية والعسكرية لضمان إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة قبل نهاية العام الحالي.
بينما أبلغ جمال بحر، عميد بلدية الزاوية، وسائل إعلام محلية بهدوء واستقرار الوضع الأمني بالمدينة، دون الكشف عن سبب الاشتباكات وعدد الضحايا، فيما التزم كلا من محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي وعبدالحميد والدبيبة رئيس الحكومة، الصمت حيال المعارك، التي تأتي بعد أيام قليلة فقط من استضافتهما في طرابلس مؤتمرًا وزاريًّا حضره ممثلو نحو 30 دولة ومنظمة دولية، لدعم استقرار ليبيا.
ومصفاة الزاوية من أكبر وأهم المصافي النفطية في ليبيا، حيث يضخ عبر حقل الشرارة أكثر من 250 ألف برميل يوميًّا، وهو ما يعادل ربع إنتاج البلاد يوميًّا من النفط، كما تزود المصفاة العاصمة طرابلس، التي تشهد نقصًا حادًا في الوقود، وهو ما يفسر سعي الفصائل المسلحة للسيطرة على موارد النفط.
الانتخابات في موعدها
وأكد «عبدالله اللافي» نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، أن المجلس يعتزم المضي قدمًا لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها، جنبًا إلى جنب مع مشروع المصالحة الوطنية الشاملة، منوهًا خلال لقاء جمعه مع سفير ألمانيا لدى تونس «ميخائيل أونماخت»، إلى أن الانتخابات ستتم في موعدها في ديسمبر المقبل، بحسب المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.
وأشاد نائب رئيس المجلس الرئاسي بالدور الإيجابي لألمانيا تجاه الملف الليبي، من خلال لقاءات برلين، وعملها منذ البداية لاعتماد الحلول السلمية تجاه القضية الليبية، فيما أشاد سفير ألمانيا من جهته، بجهود المجلس الرئاسي في توحيد مؤسسات الدولة، وإطلاق مشروع المصالحة الوطنية، واستمراره في الدفع نحو إجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
الدبيبة
المعركة سياسية بحتة
على الجانب الآخر، وجه رئيس الحكومة الليبية «عبدالحميد الدبيبة»، رسالة إلى أهالي برقة، مفادها أن المعركة سياسية بحتة وليست جهوية، ولن يتم القبول بتقسيم البلاد أو التفرقة بين أبناء شعبها.
وخلال كلمة بثتها منصة «حكومتنا»، قال رئيس الحكومة الليبية، إن «هذا الصراع وكل الحروب التي جرت لا يمكن أن نقول إنه صراع جهوي.. هذا صراع سياسي بحت.. عمري ما كنت جهويًّا ولن أكون جهويًّا، لن أقبل بتقسيم ليبيا، أو التفرقة بين الليبيين.. حكومتي اسمها الوحدة الوطنية ولذلك فهي في خدمة كل الليبيين؛ مؤكدًا أنهم في الحكومة يختلفون ويتفقون ولكن لا يمكن لأي شخص أن يتكلم عن منطقة.
وقرر الدبيبة الجمعة 22 أكتوبر الجاري، تشكيل فريق حكومي يوفد في مهمة عمل رسمية داخلية إلى بنغازي لمدة أسبوع، يجري خلالها زيارات للقطاعات العامة التابعة للحكومة، حيث كلف الفريق مقابلة نائب رئيس مجلس الوزراء حسين القطراني، لمناقشة واستقصاء موقف الأخير من الحكومة، مع ضرورة حثه على عودته لمباشرة عمله.





