يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

باحث حقوقي: المجتمع الدولي لا يملك أدوات ضغط على الميليشيات في اليمن (حوار)

الثلاثاء 19/أكتوبر/2021 - 07:32 م
المرجع
اسلام محمد
طباعة

انتقد الباحث الحقوقي اليمني، همدان العليي، دور المجتمع الدولي تجاه بلاده، قائلا: إنه سلبي منذ اندلاع الأزمة، وكان له تأثير مباشر لصالح الميليشيات، وليس لصالح أبناء اليمن.


وقال فى حوار مع «المرجع» إن المجتمع الدولي يملك أدوات الضغط على الحكومات المعترف بها ويؤثر فيها، لكنه لا يملك الضغط على الجماعات المسلحة المتطرفة.


وتطرق الباحث الحقوقى اليمني إلى العديد من الجوانب المهمة بالأزمة اليمنية، فإلى نص الحوار:


بداية.. حدثنا عن دور المجتمع الدولي تجاه اليمن

دور المجتمع الدولي تجاه اليمن بطبيعة الحال، دور سلبي منذ البداية، وكان له تأثير مباشر لصالح الميليشيات وليس لصالح أبناء اليمن، واليمنيون يتابعون ما تقوم به المؤسسات الدولية باستغراب شديد بل بصدمة ويلاحظون ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين في كثير من المواقف.


على سبيل المثال عندما وصلت القوات الحكومية إلى أبواب صنعاء وإلى أبواب الحديدة تم ممارسة ضغط شديد جدًّا وعلى مستويات عالية من أجل إقناع الحكومة كي تتوقف والدخول في اتفاقيات مع جماعات الحوثي لإيقاف الحرب، وهذا في النهاية مطلب حكومي إيقاف الحرب، وحقن الدماء مطلب حكومي ومطلب لليمنيين أجمع، ولهذا كانت الحكومة اليمنية والمكونات اليمنية تقبل توقف عمليات تحرير المحافظات (صنعاء والحديدة)، للخوض أو للدخول في مشاورات لكن في المقابل كانت هذه الجماعة تنقلب على هذه النوايا.


وكيف ترى الوضع في مأرب على وجه التحديد؟

جماعة الحوثي تستهدف مأرب بشكل مكثف منذ عامين، لكن المجتمع الدولي لم يتحرك بالشكل المطلوب، ولم يقم بأي دور من أجل إيقاف استهداف المدنيين، ونسمع يوميا عن قصف صواريخ بالستية إيرانية الصنع وطائرات مفخخة أيضًا إيرانية الصنع على مأرب وبسببها يسقط العديد من الأطفال والنساء وكبار السن، لكن المجتمع الدولي لا يصغي لهذا الأمر ولا يصغي لمناشدات المدنيين ولا يتحرك إطلاقًا كما تحرك عندما كانت القوات الحكومية في صنعاء وفي الحديدة، وهذا دليل قاطع على أن هناك توجهًا سلبيًّا لا يخدم اليمنيين على الإطلاق ويعقد المعركة.


ويسهم في تمكين مكون ضئيل في اليمن للسيطرة على بقية الأراضي، وهذا يعني أنه لن يكون هناك استقرار، وسيكون هناك جماعة طائفية تسيطر على كافة المناطق بمختلف تنوعاتها وتعقيداتها.


ما سر استماتة الحوثيين على أسوار مأرب؟

هناك توجه حقيقي لإيران للسيطرة على محافظة مأرب لما تمثله من أهمية في شبه الجزيرة العربية، ولطالما كان لمارب دور في إيقاف المد الإيراني قديمًا وحديثًا، واستماتة الإيرانيين وأعوانهم في اليمن لإسقاطها لأهداف كثيرة، لكن بإذن الله سيتم تجاوز هذه المرحلة الصعبة، وكما قلنا المعركة في اليمن ليست من أجل السلطة، ولكن من أجل الكرامة.


ما أهم العوائق التي تعترض طريق الشرعية في اليمن؟

المجتمع الدولي يملك أدوات ضغط على الحكومات المعترف بها ويؤثر فيها، لكنه لا يملك الضغط على الجماعات المسلحة المتطرفة، لأنها جماعات غير سياسية ولا تعترف بالمجتمع الدولي والمصالحة والمشاركة، وترفض جماعة الحوثي تطبيق أي اتفاقية ولا يستطيع المجتمع الدولي أن يقنعها بغير ذلك، وكانت اتفاقية ستوكهولم خير دليل، وكذلك الاتفاقية الاقتصادية التي تضمن مرتبات الموظفين خير دليل أيضًا، وهذه الإشكالية واجهتها الحكومة خلال السنوات السبع الماضية.


والمجتمع الدولي ليس لديه إدراك كامل للمشكلة اليمنية، بمعنى أن كثيرًا من المؤسسات الدولية تعتقد أن الخلاف من أجل السلطة، ومن أجل حكم وهذا فهم خاطئ بالمطلق.


ومازالت التدخلات الدولية لا تفهم جوهر الإشكالية اليمنية، وبالتالي فالحلول التي تقدمها لا تضمن سلامًا عادلًا، فكل ما يريده اليمنيون أن يكون هناك سلام يضمن المساواة في الحقوق والواجبات بين كل اليمنيين.


حدثنا عن دور اتفاق الرياض في جمع شمل معسكر الشرعية

اتفاق الرياض هو الحل، لكنه لم يطبق حتى الآن، حيث يمكن من خلاله بناء كتلة متماسكة لمواجهة مشروع إيراني يستهدف الجزيرة العربية برمتها، وليس اليمن فحسب.


وكيف ترى التعاطي الإيراني مع الملف اليمني؟

من يعتقد بأن إيران ستترك مشروعها التوسعي فهو واهم، إلا إذا قامت بتغيير دستورها، لأن مسألة تصدير الثورة الإيرانية منصوص عليه في الدستور الإيراني، وبالتالي لن يتوقفوا إطلاقًا؛ لأن هذا مشروع عقائدي بالنسبة لهم ودوافعه عقائدية.

"