تتواصل السلطات الإيرانية مع حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان رغم عدم اعترافها بحكومتها، إذ قام محمد صادق معتمديان، حاكم محافظة خراسان رضوي الإيرانية، بزيارة رسمية إلى حاكم ولاية هرات الأفغانية الذي عينته حركة طالبان، عبد القيوم روحاني.
وتقع ولاية هرات في غرب أفغانستان على الحدود مع إيران، وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول إيراني إلى الجار الشرقي، منذ وصول حركة طالبان إلى السلطة في الخامس عشر من شهر أغسطس الماضي.
وسلطت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، الضوء على هذه الزيارة، كما نقل التلفزيون الحكومي الإيراني عن حاكم محافظة خراسان رضوي تصريحه: «نظرًا إلى الظروف الخاصة للشعب الأفغاني، سنقوم في هذه الرحلة بدراسة أوضاع الشعب في هذا القطر، وبالذات احتياجاتهم للمساعدات الإنسانية الأكثر أهمية، من أجل القيام بالإجراءات المطلوبة وفقًا لذلك، من الضروري مراقبة وضع العبور بين أفغانستان وإيران عن قرب، لا سيما محافظة خراسان رضوي التي يبلغ طول حدودها 300 كيلومتر مع أفغانستان».
ويعتبر منفذ دوغارون الحدودي الذي يبعد بمسافة 18 كيلو مترًا عن مدينة تايباد في محافظة خراسان رضوي في شمال شرق إيران، من أهم المعابر الحدودية التجارية مع أفغانستان، ويعد كذلك معبرًا للمسافرين عبر الحدود.
وتشترك إيران بحدود طويلة مع أفغانستان تبلغ 921 كم، ولديها ثلاثة منافذ لعبور البضائع التجارية والمسافرين بين البلدين، وقد وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي نحو 4 مليارات دولار.
أما حاكم ولاية هرات الافغانية المحاذية للحدود الإيرانية، فنسبت له وكالة «جوان» الإيرانية، قوله: نحن (إيران وطالبان) هزمنا بشكل مشترك عدو إيران وأفغانستان (الولايات المتحدة)، مضيفًا أن طالبان أقامت نقاط تفتيش أمنية لتأمين الحدود بين البلدين.
ونقلت وكالة فارس الإيرانية تعهد مولوي شير أحمد عمار مهاجر، مساعد حاكم طالبان في هرات الأفغانية بعدم السماح بأي تهديدات إرهابية ضد إيران انطلاقًا من أراضي بلاده، وذلك خلال لقائه مع الوفد الإيراني القادم من محافظة خراسان رضوي في إيران.
وأضاف خلال اللقاء إن الحركة تلتزم بكل القوانين الدولية وقوانين حسن الجوار ولن تسمح أبدًا لأفراد أو جماعات أجنبية مثل داعش باستخدام الأراضي الأفغانية ضد الجمهورية الإيرانية المجاورة.
وساءت العلاقات بين الطرفين مطلع سبتمبر الماضي عقب الهجوم الذي شنته «طالبان» على وادي بنجشير آخر معقل للمعارضة الطاجيكية المسلحة في أفغانستان ضد الحركة، التي أعلنت السيطرة الكاملة على البلاد، إذ أدانت طهران هذا الهجوم بشدة على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية.
وكانت علاقات طهران بحركة طالبان مضطربة ولم تعترف ايران أبدًا بحركة طالبان خلال الفترة الأولى التي حكمت فيها أفغانستان بين عامي 1996 و2001، واعترى التوتر حينها العلاقات بين الجانبين.