طالبان وإيران.. هل تشكل الحركة خطرًا على نظام الملالي؟
تشاطر حركة طالبان الجمهورية الإيرانية العداء للولايات المتحدة، التي تُعتبر أكبر عدو مشترك بين الطرفين، ولطالما جمع هذا العداء الأزلي الطرفين المتناقضين مذهبيًّا، تحت مظلة واحدة، رغم أن العلاقات بينهما تشهد فترات طويلة من المد والجذر، نتيجة تشابك المصالح أو تنافرها، بسبب الخلافات المذهبية العميقة بين الحركة السنية، ودولة إيران بمذهبها الشيعي، غير أن ما تفرقه الخلافات المذهبية تجمعه البراجماتية والمصالح المشتركة، الأمر الذي ظهر في الكثير من المواقف، ليبرز التساؤل الأهم لطهران حاليًّا، وهو هل تُشكل الحركة خطرًا على الجمهورية الإيرانية أم لا؟
اعترافات نجاد
الإجابة كانت
عند الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد، الذي أكد تخوفه من استمرار العلاقة بين
طالبان وطهران، رغم دعمه لها حال وجوده في السلطة.
وفجر نجاد
مفاجأة في تسجيل مرئي، السبت 14 أغسطس 2021م، بوجود
علاقات سرية بين قيادات طالبان والمخابرات الإيرانية، وأوضح أنه تلقى تهديدًا من
مسؤول أمني كبير، بسبب هذه الاعترافات، مؤكدا أن الميليشيات النافذة في طهران أرسلت
له تهديدًا صريحًا وطاله شخصيًّا هو وعائلته، وبعض المقربين منه، من قبل مسؤول أمني وبسبب
تحذيراته من وجود علاقات سرية بين قيادات الحركة ومن وصفهم بعصابة أمنية فاسدة في
طهران.
وقال نجاد إن الشعب
الأفغاني بات ضحية «السياسات الشيطانية» للقوى العظمى وبلدان المنطقة، في
إشارة إلى تدخلات بلاده في الشؤون الأفغانية.
وحول الاتهامات الموجهة لإيران بشأن إرسال السلاح للحركة، تساءل قائلاً: «الكل يدعي أنه متعاطف مع الشعب الأفغاني، إذا كنتم متعاطفين حقًّا فلماذا ترسلون السلاح؟ لماذا تدعمون الصراعات؟».
وكان موقع
«آوا تودي» كشف الأحد 15 أغسطس
2021م، أن المسؤول الأمني الكبير الذي أشار إليه نجاد، هو الجنرال حسن محقق،
نائب رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري، وحسين طائب رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس
الثوري الإيراني.
خلفيات
طالما اعتمدت حركة طالبان على الدعم الإيراني خلال السنوات التي أعقبت خروجها من الحكم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فقد قدمت إيران الدعم العسكري للحركة بعد فترة التسعينيات التي شهدت مواجهات دموية بين طالبان والشعية الهزارة، وبدأت العلاقات تأخذ منحنى آخر أكثر براجماتية بعد خروجها من الحكم في فترة رئاسة أحمدي نجاد نفسه، ومن ذلك:
-
إقامة مركز لقيادة الحركة بدعم من
الحرس الثوري في مدينة مشهد الإيرانية.
-
تعزيز التعاون بين قيادات الحركة
والحرس الثوري الإيراني، وعلى رأس هذه القيادات أختر منصور، وهبة الله أخوندزاده.
-
الدعم العسكري الكبير للحركة سواء من
خلال التدريبات أو الدعم المالي، ففي مارس 2011 كشف تقرير للقوات الخاصة
البريطانية أن إيران كانت ترسل الأسلحة لحركة طالبان، وتقدم لها الدعم المالي والتدريبات
العسكرية، وأشارت تقارير للبنتاجون أن الحرس الثوري قدم تمويلًا لطالبان يقدر بـ 190
مليون دولار سنويا.
موقف طالبان
تعترف الحركة باستمرار العلاقات مع طهران، رغم الخلافات المذهبية بين الطرفين، وقد صرح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في 13 يوليو 2021م، برغبة الحركة في استمرار هذه العلاقات، فقال: بلا شك إننا نريد علاقة أخوية وطيدة مع "الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وإيران جارتنا ولدينا قيم مشتركة معها، وإننا في إسلام قلعة اقتربنا من الحدود الإيرانية حيث هناك علاقة ودية مع الجنود الإيرانيين.
كما نعت الحركة في يناير 2020م قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني، وقال في بيان نشرته وقتها: «لقد أُبلغنا بحزن شديد أن الجنرال قاسم سليماني قتل في هجوم شنته القوات الأمريكية الهمجية».
وأضاف البيان:
«تؤكد إمارة أفغانستان الاستمرار في مواجهة الوحشية والاحتلال الأمريكي».
ونشر موقع «أفغانستان تايمز»، تصريحًا للمتحدث باسم المكتب السياسي للحركة الأفغانية في قطر سهيل شاهين، أكد فيه أن مقتل قاسم سليماني بلا شك حدث مهم، ووصف شاهين، قاسم سليماني بـالمجاهد الكبير.





