إيران و«شنغهاي».. هل تغير طهران اتجاهات المنظمة تجاه السلم الدولي؟
اتجهت أنظار العالم إلى العاصمة الطاجيكية دوشنبه لمتابعة أعمال قمة زعماء دول «منظمة شنجهاي للتعاون»، التي تعقد بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس المنظمة الإقليمية، التي تضم في عضويتها عددًا من الدول البارزة، وحضر زعماؤها فعاليات القمة، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الصيني شي جينج بينج، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بصورة افتراضية.
ماذا حدث؟
اجتمع زعماء منظمة شنغهاي للتعاون لبحث نتائج أنشطة المنظمة خلال العقدين الماضيين وأطر التعاون فيما بينهم، وذلك بالإضافة إلى تبادل الآراء ووجهات النظر، بين الزعماء المجتمعين حول أبرز القضايا الأكثر إلحاحًا على الأجندتين الإقليمية الدولية، خصوصًا فيما يتعلق بالقضايا ذات الصلة بالدول المجتمعة.
كما صادق زعماء المنظمة على منح إيران عضوية ضمنها، وذلك بعد أن كانت تتمتع بصفة الدولة المراقبة مع كل من بيلاروس وأفغانستان ومنجوليا، وذلك لتنضم طهران إلى روسيا والصين والهند وباكستان وكازاخستان وطاجيكستان وقرجيزستان وأوزبكستان، كما تتمتع أفغانستان وبيلاروس ومنغوليا بصفة الدول المراقبة فيها، فيما تحظى أذربيجان وأرمينيا وكمبوديا وتركيا وسريلانكا ونيبال بصفة الدول الشركاء للمنظمة، ومنح مصر وقطر والسعودية صفة «شريك في الحوار» ضمن المنظمة.
دعم إيران والمبادئ الأمنية للمنظمة
تهدف منظمة شنغهاي للتعاون إلى بناء نظام عالمي متعدد القوى يقوم على احترام قواعد القانون الدولي ومبادئ الاحترام المتبادل، وذلك بما يخدم مصالح مختلف الدول باعتبار أن هناك اختلافات ما بين طبيعة وأفكار الدول الأعضاء في هذه المنظمة، وهو ما اعتبرته المنظمة جزءًا من قدرتها على إخماد صراع الحضارات.
كما تم إطلاق عدد من المبادرات الخاصة التي أسهمت في تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، مثل فعاليات مؤتمر «الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون: مواجهة التحديات والتهديدات المشتركة»، والذي انعقد في نوفمبر 2016 في نيويورك، وكذلك مؤتمر «الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون في مجال مكافحة المخدرات: التهديدات المشتركة والإجراءات المشتركة»، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في مارس 2017.
ووفقًا لموقع الأمم المتحدة فإن المنظمة تعتزم إجراء مزيد من التطوير في هيئتها الدائمة، وهي الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب (RATS).
وتوضح البيانات مدى فعالية الجهود التي بذلها الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب (RATS). ففي الفترة ما بين عامي 2011 و2015، وفي ظل التنسيق من جانب الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب (RATS)، تمكنت السلطات في الدول الأعضاء بالمنظمة من الحيلولة دون وقوع 20 هجومًا إرهابيًّا كانت لا تزال في مراحل التخطيط، وتفادي 650 جريمة ذات طابع إرهابي ومتطرف، وإزالة 440 معسكرًا لتدريب الإرهابيين وتحييد 1700 من المنظمات الأعضاء في الإرهابي الدولي.
وتم إلقاء القبض على أكثر من 2700 عضوًا من الجماعات المسلحة المحظورة وشركائهم والأشخاص المشتبه في ارتكابهم أنشطة إجرامية، بينما تم تسليم 213 شخصًا ذوي صلة بمنظمات إرهابية أو متطرفة، مع الحكم على العديد منهم بالسجن لفترات طويلة؛ تم وضع 180 مشتبهًا بهم على قوائم المطلوبين، وتم الكشف عن 600 قاعدة سرية مزودة بأسلحة، وتمت مصادرة أكثر من 3250 جهازًا للتفجير العشوائي، بالإضافة إلى 10,000 قطعة سلاح، وحوالي 450,000 قطعة ذخيرة، وأكثر من 52 طنًا من المتفجرات.
وعلى الرغم من أن المبادئ الأمنية للمنظمة تؤكد ضرورة المحافظة على السلم العام، إلا أن عضوية إيران بها تثير العديد من التساؤلات حولها، حيث يعتمد النظام الإيراني بصورة رئيسية على التدخل في شؤون الجوار عن طريق أذرعه العسكرية مثل حزب الله اللبناني، وتنظيم الحوثي الإرهابي، وذلك تنفيذ للأفكار التي وضعتها ما يُعرف باسم الثورة الإيرانية، التي قرر مؤسسيها ضرورة تصدير أفكارها إلى الخارج بما يسهم في حمايتها بالداخل.





