ad a b
ad ad ad

المسلمون في أمريكا.. صورة مشوهة رغم اندماجهم

الثلاثاء 15/مارس/2022 - 10:06 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

 

 

قبل اندلاع هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، كان الإعلام الامريكي لديه ميول واضحة لمناهضة المسلمين، وما أن شهدت الولايات المتحدة تفجير برجي التجارة، حتى أصبحت وسائل الإعلام أكثر حدة في وضع تعريفات غير منصفة للإسلام، إذ بات الإسلام يُذكر في السياق نفسه الذي يذكر فيه المتطرفون، والهجمات الانتحارية والتفجيرات، والأشخاص الذين يعادون أمريكا.


المسلمون في أمريكا..

مع خروج الولايات المتحدة من أفغانستان، ساد انطباع لدى قطاع عريض من الشعب الأمريكي أن الإسلام لا علاقة له بالهجمات التي شهدتها بلادهم، والتي دخلت على إثرها أمريكا لأفغانستان بزعم الحرب على الإرهاب، لكن وسائل الإعلام تدخات سريعًا لإعادة الصورة الذهنية الكارهة للإسلام، عبر إغراق كامل من القنوات والصحف بمقابلات مؤلمة مع الناجين، ومع أولئك الذين مات أحباؤهم وقصص مستوحاة من عمليات إنقاذ، ولقطات من اصطدام الطائرات التي قادها إرهابيون ببرجي مبنى التجارة العالمي في نيويورك.


فيما نشرت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، قبل أيام، تقريرًا عن المعاناة والصعاب التي عانى منها العرب والمسلمون الأمريكيون في الأيام والسنوات التي تلت الحادث، ودعمت الوكالة تقريرها بنتائج استطلاع للرأي أجراه مركز أبحاث الشؤون العامة التابع لها، الذي أظهر أن 53 في المائة من الأمريكيين لديهم آراء سلبية تجاه الإسلام، مقارنة بنحو 42 في المائة لديهم آراء إيجابية عنه، وهو ما يتناقض مع آراء الأمريكيين حول المسيحية واليهودية، والتي عبر فيها معظم المستطلعين عن وجهات نظر إيجابية.


وما يُسهل استقبال الرسائل والتصريحات المعادية للإسلام هو أن نسبة ضئيلة من الأمريكيين فقط تعرف مسلمين بشكل شخصي، إذ أن المسلمين يشكلون أقلية صغيرة بالمقارنة مع عدد سكان الولايات المتحدة، وبالرغم من الحملة التي تشن ضدهم، فإن المسلمين يُعتبرون مندمجين بشكل جيد في المجتمع الأمريكي، بحسب عدد من الأبحاث التي تبين أنهم مندمجون في المجتمع الأمريكي اقتصاديًّا وتعليميًّا، وبدؤوا مؤخرًا في الاندماج سياسيًّا أيضًا".

 


المسلمون في أمريكا..

وتناولت دراسة صادرة عن معهد الدراسات الأمريكية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، في يوليو الماضي، التمييز الهيكلي ضد المسلمين، أنه بالرغم من إرسال الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن إشارات إيجابية لصالح المسلمين من خلال سياسات الهجرة واللاجئين، وتعيين موظفي القطاع العام.. وغيرها من الإجراءات بعد توليه رئاسة البلاد، فما زالت أوضاع حياة المسلمين في الولايات المتحدة مقلِّقة خلال السنوات الأخيرة، لكونهم أقلية دينية تعيش في البلاد لسنوات عديدة.


وحسب بيانات وإحصائيات تناولتها الدراسة، بلغ عدد المسلمين في الولايات المتحدة 2.35 مليون شخص، وارتفع في عام 2018 إلى 3.45 مليون شخص ليشكل 1.1% من إجمالي عدد سكان البلاد، ومن المتوقع تمثيل المسلمين ثاني أكبر مجموعة دينية داخل الولايات المتحدة بحلول عام 2040 بعد المسيحيين ليزيحوا اليهود عن هذا الموقع.

 

وتضيف الدراسة: مع  تواصل تدني مستوى المعيشة والصحة، يعاني المسلمون في الولايات المتحدة من آلام ناجمة عن «الإسلاموفوبيا» الهيكلي الذي يكمن في جوانب من المجتمع الأمريكي، ويعود سبب تسميته بـ«الهيكلي» إلى  تجذر التحيز ضد المسلمين في جميع مستويات نظام الحكم بالبلاد، فمن ناحية انعكس التحيز في الأعمال اليومية للشرطة والوسائل الإعلامية والنظام القانوني، ومن ناحية أخرى، يتجلى ذلك بشكل مباشر من خلال المنظمات المناهضة للمسلمين والتجمعات ضد المسلمين والأنشطة المجتمعية المنظّمة لمعارضة أعمال بناء المساجد أو توسيعها وتخريب الممتلكات العامة ومعارضة إعادة توطين اللاجئين.

وما زال الرأي العام الأمريكي يتقبل التصريحات السلبية بحق المسلمين، التي قد تسبب سخطًا وهرجًا إعلاميًّا إذا ما صدرت بحق أقليات أخرى مثل الأمريكيين من أصول أفريقية.

 

 

"