بعد تهليل حماس لطالبان.. قوى فلسطينية ترفض ربط الاستقلال بالتجربة الأفغانية
منذ بسطت حركة طالبان قبضتها على أفغانستان إبان الانسحاب الأمريكي وحلف شمال الناتو، تسود حالة ترقب داخل أحزاب وجماعات الإسلام السياسي في المنطقة، ورغم أن الكيانات الموالية لجماعة الإخوان سارعت بالمباركة والتهليل، كان لحركة حماس رد فعل مختلف، إذ روجت إلى أن السيناريو الأفغاني هو الأنسب لحل القضية الفلسطينية.
وفي اتصال هاتفي بين إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس برئيس المكتب السياسي لـ«طالبان» الملا عبدالغني برادر، قال الأول: «إن جلاء أمريكا عن التراب الأفغاني هو مقدمة لزوال كل قوى الظلم، وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي عن أرض فلسطين».
وردًا على محاولات التلميع والدعاية التي تقوم بها حماس لصالح طالبان، رفض الأمين العام لحزب «الشعب الفلسطيني» بسام الصالحي، تصوير النموذج الأفغاني بأنه الحل لما تمر به فلسطين، مطالبًا «حماس» وقادتها بالابتعاد عن تمجيد الحركة الأفغانية ومَن على شاكلتها، وعدم ربط القضية الفلسطينية بحركة إرهابية مثلها، مشيراً إلى أهمية التمييز بين طالبان وحركات التحرر الوطني الفلسطينية التي تستقطب تأييد شعوب العالم.
فيما نفى سهيل شاهين، أحد المتحدثين باسم حركة طالبان لصحيفة عبرية، أي تعاون مع حماس مضيفًا: «إذا هنأتنا حماس بالحرية وإنهاء الاحتلال فلا بأس ، لكن لا تعاون لنا مع حماس في أي منطقة».
نهج أكثر محافظة
وأفادت وسائل إعلام عبرية أنه باستيلاء حركة طالبان على السلطة، فإنها ستسمح بتحويل قواعد ومرافق تدريب الجيش الأفغاني للمنظمات والجماعات المختلفة، فضلًا عن إمكانية تهريب أسلحة وذخائر، بشكل كبير، من أفغانستان إلى قطاع غزة.
وفي دراسة بعنوان «نهج أكثر محافظة.. كيف يمكن فهم خطاب وممارسات حركة طالبان»، تناول الدكتور عمار علي حسن، اتفاق بعض التيارات الإسلامية مع الأهداف التي حددتها حركة طالبان لنفسها، مبينًا أنها تظل في خاتمة المطاف مجرد غايات عامة، فإن نظرنا في أساليب ووسائل تحقيقها، يتضح أن الحركة لا تختلف عن غيرها في التصرف على أساس اعتقاد في أنها هي «الإسلام الصحيح» وأن ما عداها ليس كذلك، شأنها في هذا شأن فصائل «الإسلام السياسي».
وعلى هذا الأساس حاربت طالبان الكثير من الفصائل الإسلامية في الفترة من 1994 حتى تمكنت من دخول كابول وإعلان «إمارة إسلامية» عام 1996 كانت هي الأولى لها.
ولفت إلى أن تأييد بعض التنظيمات والجماعات السياسية الإسلامية ومن بينها حماس، للانتصار الذي حققته حركة طالبان في أفغانستان مؤخرًا بعد 20 سنة، لا يعني تماهيها مع المشروع الطالباني، أو نزولًا عليه، ورضوخًا له، ورضاءً به، فطالبان لا تزال تمثل بالنسبة لغيرها من جماعات ما يُسمى بـ «الإسلام السياسي»، خاصة السلفية الجهادية، جماعة مختلفة، بل مبتدعة.
وخلصت الدراسة إلى أن الجماعات السياسية الإسلامية رأت فيما فعله الأمريكيون رسالة بليغة إلى أنظمة حكم تناصبهم العداء لها تحالف أو صداقة مع الولايات المتحدة أو تحظى بحمايتها، وكذلك إلى نخب تصفها هذه الجماعات بالمتغربة أو العميلة، على غرار النخب الأفغانية التي لم تحمها واشنطن في النهاية. والأهم من كل ذلك هو أن هذه الجماعات وجدت فيما فعلته طالبان شيئًا ملهمًا لها، في إمكانية حيازة السلطة عبر رفع السلاح.





