ad a b
ad ad ad

صفوت نور الدين.. راعي السلفية وتكفير العلمانيين

الأربعاء 20/يونيو/2018 - 05:23 م
المرجع
عبدالهادي ربيع
طباعة
في 20 يونيو 1943، وُلِد منظر جماعة أنصار السّنة ورئيسها السادس محمد صفوت نور الدين أحمد مرسي، بإحدى قرى مركز بلبيس بمحافظة الشرقية.

نشأ نور الدين في أسرة محافظة اهتمت بتحفيظه القرآن الكريم، ما كان له عامل مهم في حياته لاحقًا؛ إذ انضم إلى جماعة أنصار السنة المحمدية خلال المرحلة الإعدادية على يد عمه، أحد قيادات الجماعة في بلبيس؛ حيث نشأته، وظل يتدرج في مواقع الجماعة التنفيذية بدءًا من عام 1977  حتى تولى شؤون الدعوة، ومشكلات الفروع.

اهتم صفوت بتثقيف أبناء الجماعة وحل الإشكالات الدينية، وكان له دور كبير، خاصةً في ظلِّ انتشار التيار العلماني الذي أُشيع عنه أنه يُروج فكرة ما يُعرف اصطلاحًا بـ«تعارض العقل مع النقل»، أو تكذيب الأحاديث، وتحكيم العقل في النصوص، فلعب على هذا الوتر، واستغل اللغط الدائر حول العلمانية؛ ليبني بطولته الزائفة، بل سافر إلى الفروع المختلفة؛ ليلقي فيها الدروس والمحاضرات حول ضرورة الدفاع عن «نقل» السلفية في مواجهة «عقل» العلمانية، التي أعلن أنها «كفر وإلحاد» و«تتعارض مع الإسلام».

ومن محاضراته تلك نقتبس بضعة سطور لنرى مدى ما وصل إليه مُنَظّر السلفيين من خلط واضح بين الكفر والعلمانية، يقول نور الدين: «والعلمـانية ليست من الإسلام في شيء، فنحن نؤمن بالله ربًّا يسيّر الكون، أنزل شرعًا نعمل به، فإذا جاؤوا إلى هذه الكلمة فهم مسلمون، فالإسلام واضح في أمر تعبده، لكن سبيل المنافق أن يقول: أنا مؤمن ولكنني علماني».

جاهلًا -أو متجاهلًا- إن العلمانية إنما تعني فصل الدين عن مؤسسات الدولة وعدم التجارة به؛ احترامًا لكل الأديان لا الإسلام وحسب، ولم تدعُ العلمانية أبدًا إلى إخراج الناس من ملتهم، أو تُروِّج تكفير من لا يؤمن بها على سبيل المثال، إنما هي نظام فكري مؤسساتي تعمل به الدول التي تكفل حرية التدين الشخصية لجميع مواطنيها، على ألا يمس ذلك ثوابت مفهوم الدولة ومؤسساتها.

قام صفوت بتأسيس فرع خاص للجمعية في مدينة بلبيس مسقط رأسه، وتولى منصب سكرتير عام الفرع، ورُقِّي عام 1977 ليصبح عضوًا في المركز العام للجمعية، فأمينًا عامًّا لقسم الدعوة مع بداية الثمانينيات إلى أن اُختير رئيسًا عامًّا لها ولتحرير مجلة التوحيد الصادرة عنها عام 1992.

شارك صفوت من خلال مناصبه القيادية بالجماعة في التربية الروحية والعلمية، وكذلك التنظيرية لدعاة أنصار السنة المحمدية، وكان يلقي دروسه كل سبت بمقر الجمعية في الزقازيق، إضافة إلى مشاركته في ندوات علمية وجولات دعوية للعديد من المراكز والقرى في كل أنحاء الجمهورية، إلى جانب رحلاته لدول العالم المختلفة، ومنها هولندا وكندا وبلجيكا.

كان صفوت على علاقة طيبة بشباب السلفيين من جماعة أنصار السنة الذين انفصلوا فيما بعد ليكونوا الدعوة السلفية أمثال ياسر برهامي، في حين رفضهم العديد من المشايخ السابقين، نتيجة اختلافهم على عدة أمور تنظيمية وفكرية.

توفي صفوت في الـ20 من سبتمبر 2002 أثناء أدائه العمرة، وأقيمت عليه صلاة الجنازة بعد صلاة المغرب في المسجد الحرام على إثر أزمة قلبية.
"