ad a b
ad ad ad

اعتذار متأخر وندم فات وقته.. الغنوشي يعترف بفشل الإخوان في حكم تونس

الجمعة 13/أغسطس/2021 - 03:03 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

تتغير معطيات المشهد التونسي بشكل يومي تقريبًا، فبعد القرارات التي اتخذها الرئيس التونسي مساء 25 يوليو 2021، وما تبعها من إجراءات قضت بمنع برلمانيين من السفر وفتح ملفات فسادهم، أقر راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي زعيم حركة النهضة (جناح الإخوان بتونس)، الأربعاء 12 أغسطس 2021، بإخفاقات وقعت فيها حركته معترفًا بالدوافع التي حركت الشارع ضد النخب السياسية.


اعتذار متأخر وندم

سلسلة التنازلات


 وواصل الغنوشي في حوار نشرته وكالة الأناضول التركية اليوم سلسلة ما يمكن تسميته بـ«التنازلات»، قائلًا: «السياسي الذي لا ينصت لشعبه هو مكابر أو أصم، والنهضة تعلن وبكل تواضع أنها مفتوحة على المراجعة الجذرية إن اقتضى الأمر ذلك». وأردف :«تلقينا رسالة شعبنا وبكل شجاعة سنعلن نقدنا الذاتي».

 

واعترف الغنوشي بوجود غضب شعبي نتيجة لـ«غياب المنجز الاقتصادي والاجتماعي للثورة، وغضب من سلوك العديد من السياسيين بمن فيهم إسلاميون»، مبررًا بأن التجربة التونسية ناشئة ووارد حصولها واحتوائها على بعض القصور.

 

اعترافات الغنوشي

 

وضمن سلسلة الاعترافات أقر الغنوشي ضمنيًّا بتورط بعض السياسيين في الفساد، وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها الغنوشي عن الفساد ومن ثم يتفق مع أولويات الرئيس التونسي الذي طالما لوح به في خطاباته، وكان يتلقى استنكارًا من قبل النهضة.

 

وقال الغنوشي: «كل ذلك أمر واقع (أي الفساد) ولكن لا يبرر التراجع عن الديمقراطية»، مبررًا أن الفساد في ظل نظام ديمقراطي بأي حال من النظام الديكتاتوري على حد قوله.

 

 مزاعم إخوانية

 

وتطرق الغنوشي إلى الدور الذي يلعبه الجيش التونسي اليوم في الحياة السياسية، قائلًا إنه لا يتخوف من أن تكون الأحداث الحالية بوابة لاستمرار الجيش في السياسة.

 

 وأكد: «أعتقد أن الجيش التونسي جيش جمهوري وهو بعيد كل البعد عن الدخول في المناكفات السياسية».

 

واختتم حديثه بضرورة إقامة حوار بين الأطراف السياسية، مضيفًا؛ «نحن سندعمه (الرئيس) ونعمل على إنجاحه بما يقتضى ذلك من استعداد للتضحيات من أجل الحفاظ على استقرار بلادنا ودولتنا واستمرار ديمقراطيتنا، ونأمل أن يشمل هذا الحوار ملامح المرحلة المقبلة على مستوى الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي تحتاجها البلاد».

اعتذار متأخر وندم

سلسلة من التراجعات

 

تدخل تصريحات زعيم النهضة في سياق التراجع للخلف الذي تبنته الحركة عقب أيام من قرارات الرئيس التي وصفتها بادئ الأمر بالانقلاب. ويلاحظ خلو حوار الغنوشي من مسمى الانقلاب مفضلًا الحديث عن التعاون مع الرئيس. وهو تعاون يخفي تحته حالة من الرفض، إذ قضى أن يعيش كلٌ من قيس سعيد والغنوشي حالة فتور وعداء منذ مطلع العام الجاري بفعل الخلافات السياسية.

 

 وعود زائفة

 

ويذكر حديث الغنوشي عن عقد مراجعات جذرية بتلك التي أعلن عنها عقب الإطاحة بحكم الإخوان في مصر، إذ قررت الحركة على خلفية السقوط المدوي للاخوان بالقاهرة فصل الدين عن السياسة.

 

 وعلى خلفية هذه القرارات تنبأ محللون سياسيون بمزيد من الانفتاح ينتظر «النهضة» عقب الخطوة التي وصفوها بالجريئة، آنذاك.

 

 لكن بمرور الوقت أثبتت التجربة التونسية إن النهضة لم تنجح في تحقيق هذا الفصل الذي أشارت إليه، فضلًا عن سياساتها التي لم تبتعد كثيرًا عن تلك التي أخذت على جماعة الإخوان في مصر.

 

وكتجربة إخوان مصر مع الوعود التي منوا بها الشعب من إحداث نهضة شاملة؛ حال وصلوا إلى السلطة، لم تنجح النهضة التي قادت المشهد السياسي التونسي على مدار أكثر من عشر سنوات في تحقيق أي نقلة على المستوى الاقتصادي للتونسيين، فضلًا عن كارثة كورونا التي فشلت الحركة في الحد منها، لاسيما الجمود السياسي الذي دخلت فيه تونس وأدى إلى مزيد من الفشلين الاجتماعي والسياسي.

 

وفي ضوء مراجعات النهضة السابقة التي أثبتت انحصارها في نطاق التصريحات، تبقى النظرة غير المتفائلة تجاه تصريحات الغنوشي الحديثة عن المراجعات الجذرية منطقية، في ظل تاريخ الحركة مع العمل السياسي

 

للمزيد..  في انتظار إشارة من إخوان تونس.. داعش يحشد عناصره غرب ليبيا ويتأهب لاقتحام الحدود

"