ad a b
ad ad ad

طالبان تتوسع.. اغتيالات سياسية وسقوط مدن رئيسية بالقوة والعالم يحذر

الأحد 08/أغسطس/2021 - 11:24 ص
المرجع
محمد يسري
طباعة


لم يمر أقل من أسبوع على انتقال حركة طالبان من مرحلة السيطرة على المناطق الريفية، والصحراوية، إلى الدخول للمدن الرئيسية، باستهداف مطار العاصمة الأفغانية كابول، وكذلك الاشتباكات الشرسة مع القوات الحكومية بمدينة لشكرشاه في مديرية هلمند، وخلال 24 ساعة أعلنت الحركة السيطرة على عاصمتي ولايتين على التوالي إيذانًا ببدء المرحلة الثانية وهي السيطرة على المدن الكبرى.


طالبان تتوسع.. اغتيالات

السيطرة على شبرغان وزرانج


أعلن ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، أنه بعد ظهر السبت 7 أغسطس 2021، أن مقاتلي الحركة تمكنوا من السيطرة على مدينة «شبرغان» بولاية «جوزجان» شمال البلاد، وقال مجاهد في تغريدة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «أصبح مركز المنطقة ومقر الشرطة وجميع المرافق وكذلك لواء مشاة الغابات بالقرب من المدينة، تحت السيطرة الكاملة لطالبان».


وهو ما أكده قادر ماليا، نائب حاكم الولاية، الذي أوضح تراجع القوات الحكومية، فيما أشار قيادات بالحركة، إلى أن الحركة لم تواجه أية مقاومة من القوات الحكومية.


وكانت الحركة أعلنت قبل 24 ساعة من الاستيلاء على «شبرغان» أن مقاتليها تمكنوا من السيطرة على أول عاصمة ولاية أفغانية منذ بدء تكثيف هجماتها بالتزامن مع آخر مراحل انسحاب القوات الأجنبية من البلاد، وأن عناصر الحركة استولوا على مدينة «زرانح» عاصمة ولاية «نيمروز» غرب البلاد، وهو ما أكده «روح غل خيرزاد» نائب حاكم الولاية.


سقوط دون قتال


واللافت في سقوط أول مدينيتن كبريين في يد الحركة أن العملية تمت دون قتال، وهو ما يشير إلى وجود حركات خيانة في صفوف القوات الحكومية الأفغانية، تؤكدها العديد من البيانات الصادرة عن الحركة خلال الفترة الماضية، التي تشير إلى انشقاق العديد من الجنود والعسكريين بالأجهزة الأمنية الرسمية والانضمام إلى القتال في صفوف الحركة، وتعتمد هذه الانشقاقات على ولاءات بعض عناصر البشتون في الجيش الأفغاني الذين يشكلون 40% من المكون السكاني الأفغاني، ويشكلون 90% من عناصر الحركة.


ورغم سقوط المدينتين بهذه السهولة في يد الحركة، فإنها تشهد اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية في محيط مدن أخرى، كمدينة لشكرشاه بمديرية هلمند أحد أهم معاقل طالبان، ولم تتمكن الحركة من السيطرة على المدينة حتى الآن.


خطوط الإمداد


ومنذ مايو 2021م، بدأت حركة طالبان في خطة تكتيكية بالسيطرة على المناطق الصحراوية والريفية والجبلية وهي مناطق واسعة في البلاد، كما تمكنت خلال الأسابيع الأخيرة من السيطرة على عدد كبير من الطرق الرئيسية والمعابر الحيوية، وهو ما يسهل أمامها مسألة السيطرة على المدن الرئيسية وتوفير خطوط الإمداد اللازمة لعملياتها العسكرية، وفي الوقت نفسه قطع الطرق أمام القوات الحكومية.

 

مرحلة دموية


 وبدأت الحركة مرحلتها الثانية للسيطرة على المدن الكبرى، بشكل أكثر دموية، عن طريق تنفيذ تهديداتها باستهداف مسؤولين حكوميين كبار، بدأتها بمحاولة اغتيال «بسم الله محمدي» القائم بأعمال وزير الدفاع الأفغاني، في منطقة تعتبر من أكثر المناطق تأمينًا في العاصمة الأفغانية كابول  الثلاثاء 3 أغسطس 2021م، معلنة بذلك أنها قادرة على السيطرة على المدن الكبرى، وأن اكتفاءها خلال الفترة الماضية بالمناطق الريفية والصحراوية لم يكن إلا مرحلة تكتيكية فقط وليس عجزًا منها عن السيطرة على المدن.


وفي تحول نوعي أعلنت الحركة، الجمعة 6 أغسطس 2021م، اغتيال «داوا خان مينابال» رئيس المركز الإعلامي التابع للحكومة الأفغانية، قرب أحد المساجد بالعاصمة كابول، قبل ساعات من اجتماع مرتقب لمجلس الأمن الدولي في نيويورك لمناقشة النزاع في أفغانستان.

 

ردود فعل دولية


 بدأت ردود الفعل الدولية تستنكر، تصعيد الحركة خلال الأيام القليلة الماضية، وبات واضحًا أنه كلما تتوسع دائرة نفوذ الحركة تترك طاولة المفاوضات وتستبدلها بالقوة، وتشير التوقعات إلى أن الحركة ستنجح في إسقاط النظام الحالي بالقوة، رغم أن القوة ستجلب عليها عدم الاعتراف بحكومتها، نظرًا لخرق اتفاق السلام.        


وبدأت ردود الفعل من البيت الأبيض الذي أعلن في بيان السبت 7 أغسطس 2021م، أن التصرفات الأخيرة للحركة لن تساعدها في كسب شرعية دولية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في تصريحات صحفية: «لا يتعين عليهم أن يبقوا على هذا المسار. يمكنهم أن يختاروا تفريغ هذه الطاقة في عملية السلام كما يفعلون بالنسبة لحملتهم العسكرية».

 

"