ad a b
ad ad ad

تغريبة الأفغان.. اللاجئون الجُدد يحلمون بالعبور لتركيا

الأربعاء 11/أغسطس/2021 - 01:24 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

دفع  الانسحاب الأمريكي من أفغانستان الكثير من المواطنين الأفغان للهجرة حفاظًا على أرواحهم؛ بعد أن سيطرت حركة طالبان على العديد من مواقع تمركز الجيش الأفغاني الذي تشن عليه هجمات متوالية، وطالما تعذر استتباب الأمن  فإن فرار العائلات الأفغانية سيتخذ مسارات لا تختلف كثيرًا عن التي سلكها السوريون من قبل.


تغريبة الأفغان..

ومن المفترض أن تكون تركيا واحدة من  أبرز الدول التي يقصدها اللاجئون الجدد من الأفغان، في ظل حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا سيما في ظل الصراعات الداخلية بين القوات الحكومية وحركة طالبان التي أصبحت تنتشر في 70 إلى 80% من الأراضي الأفغانية وخروج الأمور عن السيطرة لتصبح أقرب من الحرب الأهلية.


لكن هذه الهجرات ستصب في صالح المعارضة التركية، خاصة حزب الشعب الجمهوري الديمقراطي الرافض لوجود اللاجئين داخل بلاده، وتعهد رئيسه في تصريحات سابقة بإعادتهم إلى بلادهم، خلال عامين فقط من الحكم، في حال وصول حزبه للسلطة. 


اتهامات متبادلة بين حزب الشعب الجمهوري المُعارض والحكومة التركية، إذ انتقد كمال كليجدار أوغلو، رئيس الحزب موافقة أردوغان على السماح للاجئين الأفغان بالوصول إلى البلاد كجزء من خطة حكومة الولايات المتحدة لإعادة التوطين.


وقال أوغلو: «إن صفقة سرية تمت بين  الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره التركي تسمح لآلاف المهاجرين الأفغان الفارين من طالبان عبر إيران بالإقامة في تركيا مشددًا على أن المعارضة في حال وصولها للسلطة لن تقبل أو تلتزم بأي اتفاق توصل إليه أردوغان مع واشنطن، مضيفًا: بصفتنا عضوًا في التحالف الذي سيحكم تركيا في المستقبل، فإننا لا نقبل تلك الصفقات التي أبرمتها الولايات المتحدة مع أردوغان، وكل ما قيل هو ملزم له فقط وليس لجمهورية تركيا»


فيما ردّ وزير الداخلية سليمان صويلو، على خطاب رئيس حزب الشعب الجمهوري، بأن بلاده  تمد جدارًا على طول الحدود الإيرانية لتعزيز الأمن، مبينًا أن إسطنبول نجحت في إدارة الهجرة غير الشرعية من سوريا وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط، إذ نشرت الحكومة التركية 500 من حراس القرى و 82 عربة مدرعة على الحدود ومنعت الهجرة غير الشرعية لـ 505 آلاف شخص في عام 2020 و253 ألف شخص إضافي هذا العام.


كما أرسلت الحكومة التركية حراس القرى إلى الحدود مع إيران ونشرت طائرات بدون طيار للمساعدة في وقف تدفق المهاجرين غير النظاميين من أفغانستان، وفي هذا الصدد، قال سمير صالحة، الأستاذ في العلاقات الدولية، إن الخطوة الأمريكية بالانسحاب من أفغانستان لا يمكن فصلها عن التوزانات والتنسيق على مستوى التحالف الدولي للتعامل مع الملف الأفغاني، مشددًا على أن اللجوء الذي بدأ يتزايد في الأيام الأخيرة يدفع الأطراف التركية نحو نقاش سياسي يتضمن مستقبل الفارين من طالبان.


وبيّن أن تركيا لا تعطي القادمين من الخارج توصيف مهاجر ولكنها تعطيهم إقامة لظروف إنسانية، في حال كان بينها وبين الدول التي تعاني من حروب ونزاعات حدود مشتركة، وهذا الأمر لا يتوافق مع الحالة الأفغانية، حيث تشكل الحدود المنفتحة مع إيران مع الجانب الافغاني خطرًا ولابد من نقاش تركي إيراني مفصل لضبط الحدود.


وأضاف "صالحة": «إن الهجرة الافغانية لتركيا ليست جديدة، لكنها بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي وبعض الإحصاءات غير الرسمية تفيد بوجود عشرات الآلاف من الأفغان، لكن المخاوف تتزايد من هجرة العقول المشبعة بأفكار تنافي علمانية الدولة، الخوف من العقول وعلمانية الدولة التركية، إضافة إلى أولئك الذين يأتون إلى إسطنبول كمحطة قبل العبور إلى أوروبا.


يُشار إلى أن نحو 3.6 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا جاء معظمهم بين عامي 2014 – 2015، وبحسب الإحصاءات الرسمية فإن 600 ألف طفل سوري وُلدوا في تركيا، ويضاف 100 ألف طفل كل عام، ويوجد أكثر من نصف مليون شاب سوري يذهبون إلى المدارس التركية، و30 ألفًا مسجلين في الجامعات، وهذه الأرقام تشكل أزمة للأتراك الذين يبحثون عن حل لأزمة اللاجئين، خاصة أن 6.8% فقط من هؤلاء السوريين يريدون العودة إلى وطنهم.

"