ad a b
ad ad ad

دلالات استهداف «طالبان» لمنزل وزير الدفاع الأفغاني

الجمعة 06/أغسطس/2021 - 01:40 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

لا تزال حركة طالبان تحاول الاقتراب من المدن الكبرى، التي تعتبر المرحلة الثانية من مخططها للهيمنة على البلاد، وفي محاولة لإثبات قدرة الحركة على أن سقوط هذه المدن في يدها بات مجرد مسألة وقت لا أكثر، استهدف هجوم للحركة الثلاثاء 3 أغسطس 2021م منزل بسم الله محمدي، وزير الدفاع الأفغاني في العاصمة كابول، بالتزامن مع هجمات أخرى، استهدفت مدينة لشكرشاه عاصمة ولاية هلمند، إحدى أهم معاقل طالبان، لتعلن بدء الدخول في المرحلة الثانية من السيطرة على البلاد، بعد تمكنها من السيطرة على أغلب المناطق الريفية والصحراوية والجبلية، وهي الدخول إلى المدن الرئيسية.


دلالات استهداف «طالبان»
المرحلة الأولى

تمكنت حركة طالبان منذ مايو 2021م من السيطرة على مناطق ريفية شاسعة ومعابر حدودية رئيسية منها معبر «سبين بولداك» الحدودي الرئيسي مع باكستان، يأتي ذلك بسبب ضعف المقاومة في الأرياف والمناطق الصحراوية، وتفوق مساحتها المناطق التي كانت تسيطر عليها عندما كانت الحركة في أوج قوتها قبل الإطاحة بها عن حكم البلاد في عام 2001.

وبات للحركة خلال هذه المرحلة وجود قوي في جميع أنحاء البلاد ، بما في ذلك في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية والأقاليم الوسطى مثل غزني وميدان وردك، وتنتهز طالبان الانسحاب الأمريكي الذي كان حائلًا دون سيطرتها على هذه المناطق، وهو ما يمنح الحركة المسلحة المجال واسعًا لإعادة ترتيب الصفوف والانقضاض مجددًا على مناطق أخرى لإخضاعها لسيطرتها، ما يطرح المخاوف من سيناريو التقسيم وانهيار الدولة.

بدأت الحركة في هذه المرحلة الاستيلاء على القرى الصغيرة وهو إجراء تكتيكي يتيح لها التمدد في أوسع مساحة ممكنة على الأرض، وقد أثبتت الأحداث أن هذا الإجراء لم يكن بسبب عجز الحركة عن اقتحام المدن الكبرى والرئيسية، فقد منحت العشرين عامًا الفائتة للحركة دراسة أدق تفاصيل الأرض الأفغانية بكل تضاريسها، الأمر الذي يجعلها تكتفي في المرحلة الأولى بهذه المكاسب الجغرافية التي كان من الممكن أن تشكل مواطن خطورة بالنسبة لها.

وتتميز الحركة بخبراتها الواسعة في حرب العصابات التي مكنتها من مقاومة القوات الأمريكية والأجنبية عبر الانتشار في المدن والقرى الصغيرة. كما تشمل الإجراءات التكتيكية للحركة التمدد في مناطق متباعدة وهو ما يتيح لها إنشاء مراكز إمداد في جميع أنحاء البلاد، في حال الانتقال إلى المرحلة الثانية.

 


دلالات استهداف «طالبان»
المرحلة الثانية

انتقلت حركة طالبان نهاية يوليو 2021م، إلى المرحلة الثانية، وهي التركيز على المدن الكبرى، ومحاصرة عواصم عدد من الولايات، وتتواجه الحركة حاليًا مع القوات الحكومية قرب قندهار أيضًا في جنوب البلاد وفي ولاية هرات في الغرب، ثاني وثالث أكبر مدن البلاد.

كما دخلت الحركة في مواجهات شرسة مع القوات الحكومية في مدينة لشكركاه عاصمة ولاية هلمند أحد معاقل طالبان ويدفع المدنيون العالقون في القتال، الثمن باهظا في لشكركاه البالغ عدد سكانها 200 ألف نسمة. فقد قتل ما لا يقل عن 40 مدنيًّا وأصيب 118 آخرون منذ بدية أغسطس بحسب ما أعلنت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان.

تزامنت هذه الاشتباكات مع تصعيد آخر أشد خطورة على الحكومة الأفغانية وهو دخول الحركة إلى العاصمة الأفغانية كابول باستهداف المطار وتعليق حركة الطيران به، ويوم الثلاثاء 3 أغسطس 2021م،  استهدفت الحركة مقر وزير الدفاع بسم الله محمدي في كابول وأدى الهجوم لسقوط ثمانية قتلى من المدنيين، وهددت الحركة مسؤولين حكوميين كبارًا بمزيد من الهجمات "الانتقامية. 

ويوضح استهداف هذه الموقع قرب المنطقة الخضراء المحصنة والتي تضم القصر الرئاسي والسفارات، مدى الصعوبات التي تواجهها الحكومة أمام الهجمات المنسقة التي تشنها الحركة الإسلامية المتطرفة عبر جميع المناطق الأفغانية.
"