ad a b
ad ad ad

حرب داخل الحرب.. الصراع العرقي يظهر على خط النار بين طالبان والقوات الأفغانية

السبت 07/أغسطس/2021 - 07:58 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

كشف الانسحاب الأمريكي من أفغانستان الغطاء عن الكثير من النار المشتعلة تحت الرماد في البلاد، التي توشك أن تقع في مستنقع حرب عرقية داخل الحرب المشتعلة حاليًا بين حركة طالبان والقوات الحكومية، إضافة إلى ظهور أمراء الحرب على الساحة للبحث عن نصيبهم في الكعكة الأفغانية والحصول على دور في حكم البلاد.


حرب داخل الحرب..

فالأحزاب الأفغانية قامت في الأساس على قاعدة عرقية، ويقودها أمراء حرب سابقون لا تزال الميليشيات التابعة لهم تسيطر على أجزاء من البلاد، كما في الوسط ذي الأغلبية الهزارية، وفي الشمال ذي الأغلبية الطاجيكية، وفي الجنوب ذي الأغلبية البشتونية، الأمر الذي ينذر بتصاعد التوترات في البلاد وظهور ما يمكن تسميته بحرب داخل الحرب، فـ«طالبان» لها مصالح مع عدد من القبائل التي تسعى للحصول على دعمها، والحكومة الأفغانية والرئيس أشرف غني لها حساباتها هي الأخرى.


توترات عرقية تاريخية


يسود الأراضي الأفغانية تقسيمات عرقية تاريخية عمل على تغذيتها وتأصيلها الاحتلال البريطاني، وساهمت المرحلة الطالبانية خلال التسعينيات، في زيادة حدتها خاصة بين الحركة وقبائل الهزارة ذوي الانتماء الشيعي.


ويشير الباحث إسحاق علي في مقاله المنشور بتاريخ 23 ديسمبر 2018، في موقع globalvillagespace تحت عنوان (التوتر العرقي المتزايد له جذوره في التاريخ) إلى أن «الاحتلال البريطاني ساهم في التقسيم الحالي برسمه لحدود تعسفية (خط دوراند) تقسم بلاد البشتون، وهي منطقة موجودة بين باكستان وأفغانستان».          


و«في نهاية القرن التاسع عشر، خلال غزو هزاراجات ونورستان من قبل الملك البشتوني عبدالرحمن خان، حدثت عمليات تطهير عرقي بتواطؤ من البريطانيين. أما مرحلة الطالبان (1996-2001)، فقد كانت عنيفة بشكل خاص بالنسبة للهزارة الشيعة، إذ أدّت هذه الفترة إلى انتقالهم من أهم مجموعة ديمجرافية إلى المرتبة الثالثة، بعد أن تعرض 60% منهم إلى مجازر».


وألقى هذا بظلاله على الشعور العرقي في المقاطعات الأفغانية الأربع والثلاثين، لدى كل من الهزارة والبشتون والطاجيك والأوزبك.


حرب داخل الحرب..

الحكومة والاستقطاب العرقي


يشمل المكون السكاني لأفغانستان 14 عرقًا أشهرهم البشتون والطاجيك والهزارة، بعضهم مؤيد لحركة طالبان وأغلبهم معارض لها، وتستثمر الحكومة الأفغانية هذه الأداة في الحصول على مكاسب ضد حركة طالبان في العديد من جبهات القتال، باعتبار أن خروج أبناء القبائل لجبهات القتال يعتبر انتفاضة شعبية ضد الحركة.


وقال مستشار الأمن القومي الأفغاني حمد الله محب، في حوار له مع التلفزيون الوطني، إن «الشعب الأفغاني كان يظنّ أن الحركة قد تغيّرت كثيرًا خلال العقدين الماضيين، ولكنها لم تتغيّر، فعندما سيطرت على بعض المديريات لجأت إلى تفجير مبانيها، وتدمير المحتويات، ما يشير إلى أنّ الهدف تدمير النظام والقضاء عليه، لذا انتفض الشعب، والآن نرى مئات المسلحين في كل جبهات القتال يقفون في وجه طالبان، ومن أجل الدفاع عن النظام الحالي».


وكان وزير الدفاع الأفغاني، الجنرال بسم الله محمدي، دعا القبائل إلى التحرك ضد «طالبان»، وقال في تصريحات نشرتها صحف محلية: «إن الحكومة الأفغانية مصممة على مساعدة ودعم القبائل من ناحية العتاد والسلاح، لتقف إلى جانب الجيش الأفغاني ضد مسلحي الحركة». فيما أكدت وزارة الدفاع الأفغانية، في بيان لها أنها وزعت السلاح على المسلحين القبليين لمقاومة "طالبان".

 


حرب داخل الحرب..

طالبان والاستقطاب العرقي


يشكل قبائل البشتون ما يقرب من 40% من سكان أفغانستان ويقطنون في جنوب وشرق البلاد، ويشكلون 90% من عناصر حركة طالبان، غير أن 10% من قبائل البشتون الذين يشكلون عماد نظام الحكم الحالي ومن بينهم الرئيس أشرف غني فهم معارضون للحركة، وقد ساهموا في الإطاحة بنظام طالبان عام 2001م، وتستغل طالبان حالة الغضب الشعبى جراء انتشار الفساد وتدهور الأوضاع المعيشية والاجتماعية لدى الأفغان لايجاد حاضنة شعبية لها انطلاقًا من قبائل البشتون التي تعد أكبر القبائل الأفغانية.

 

"