العقوبات الأمريكية ومفاوضات فيينا.. خلاف متجدد بين روحاني وبرلمان المرشد
من جديد، عادت الخلافات والمشادات الكلامية بين الرئيس الإيراني المنتهية ولايته، حسن روحاني، وبرلمان المحافظين تظهر على السطح، جراء العقوبات الأمريكية التي أدت إلى انهيار الاقتصاد الإيراني والعملة المحلية، والمفاوضات النووية الجارية في فيينا والتي لم تصل إلى أية نتيجة حتى الآن، إذ يتهم كلا الطرفين، الآخر بالتسبب في تلك المشكلات.
روحاني والبرلمان
وتجلى ذلك بشكل واضح في توجيه «روحاني» 25 يوليو 2021، اتهامًا إلى البرلمان الإيراني، بأنه وقف عائقًا أمام رفع العقوبات الأمريكية عن إيران، وأن ذلك يعد السبب الرئيس في عرقلة المفاوضات النووية بفيينا وفشلها حتى الآن في التوصل إلى حلول مرضية لجميع الأطراف، وفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».
وحول ذلك، قال الرئيس الإيراني، «إذا لم يقيدونا كنّا قد أنهينا العقوبات في مارس الماضي، خلال عملية المفاوضات»، ومبينًا أن الأمور ستظل معلقة حال عدم تعاون مجلس الشوري الإسلامي مع السلطة، وذلك بسبب الشروط الموضوعة للاتفاق النووي التي اعتمدها البرلمان في ديسمبر 2020، والتي تمنع الوصول إلى حلول مُرضية.
وتجدر الإشارة، إلى أن الخلاف بين «روحاني» وبرلمان المرشد، ليس بجديد، وليست هذه المرة الأولي التي يخرج فيها الرئيس الإيراني ليعلن رفضه لأفعال البرلمان وإيصال البلاد لما هي عليها الآن، إذ بدأت الخلافات بين الطرفين حينما تم تشكيل الدورة الحالية لمجلس الشوري الإسلامي، حيث رفض «مجلس صيانة الدستور» وقتها غالبية المرشحين من التيار الإصلاحي الذي ينتمي إليه «روحاني» الذي رفض بشدة تلك الانتقائية، وتفضيل «صيانة الدستور» للأصوليين والمحافظين على حساب الإصلاحين، وبالتالي أصبح هذا البرلمان الحالي الذي يترأسه القائد السابق بالحرس الثوري «محمد باقر قالبياف»، يطلق عليه «برلمان المحافظين».
خلاف متجدد
وحول ذلك، أوضح الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن الخلاف بين روحاني والبرلمان، ليس بجديد، فمن جهة، يرى البرلمان أن الرئيس الإيراني هو السبب فيما وصلت إليه إيران وأخفق في معالجة مشكلات البلاد الاقتصادية، وأنه تسبب في العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران جراء توقيعه على الاتفاق النووي في 2015، ومن جهة، فإن إقرار البرلمان لقانون يقضي بتعليق البروتوكول الإضافي بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي 2018، ورفض التوقيع على اتفاق جديد في مفاوضات فيينا، هذا من وجهة نظر روحاني السبب في عرقلة مفاوضات فيينا.
ولفت «إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع»، إلى أن هذه الخلافات تؤكد أن السياسة الخارجية الإيرانية ليس بها صوت واحد يعبر عن الجمهورية الإيرانية، وهذا ما فعله المرشد الأعلي «علي خامنئي» عندما سعى لتكون السلطة التنفيذية أيضًا في أيد التيار الأصولي، وهذا السبب في تدهور أوضاع ملفات إيران الخارجية.
وأشار «حسن» إلى أن مفاوضات فيينا أكدت وجود خلافات بين التيار الإصلاحي، والتيار الإصولي الذي يتزعمه المرشد، إذ أن الإصلاحيين يرون ضرورة تقديم تنازلات من أجل رفع العقوبات الأمريكية، في حين أن الأصوليين يؤكدون أن واشنطن هي من انسحبت من الاتفاق النووي وعليها رفع العقوبات، وهذا ما أثر كثيرًا على مفاوضات فيينا، وهذا ما أكده «روحاني».
وأضاف، أن برلمان الملالي يرى خلال الفترة الحالية، أن حكومة «روحاني» لم تضع حلولًا للأزمة الاقتصادية الخانقة في الداخل الإيراني، بجانب فشلها في معالجة مشكلات الكهرباء بالبلاد، إضافة لاتساع الاحتجاجات في خوزستان.





