الاستقواء بالخارج.. الإخوان في أمريكا يستغيثون بـ«بايدن» لإنقاذ الجماعة في تونس

يستخدم التنظيم الدولي لجماعة الإخوان
فروعه في الغرب كأداة للدعاية السياسية، وفقًا لما تحتاج إليه الأجندة الخاصة بالجماعة
وما تختبره من مواقف مختلفة في المناطق التي تتعرض بداخلها للتراجع الشعبي، فهي
توظف أدواتها لتحويل الحقائق ورسم صورة ذهنية تخدم مصالحها لدى الرأي العام
والقادة بالخارج.

نفوذ وانتشار
ونظرًا لما يتمتع به فرع الجماعة في الولايات المتحدة الأمريكية من نفوذ وانتشار يكثر توظيفه من جانب الجماعة لخدمة أهدافها السياسية في الشرق الأوسط وتأليب القيادة السياسية الأمريكية ضد الدول المناوئة لهم، فمع تصاعد مجريات الأحداث في تونس وما تتعرض له الجماعة من تراجع سياسي يعمل قادة المؤسسات الإخوانية في واشنطن على خلق رأي عام مساند للجماعة ومناهض للرئيس قيس سعيد باعتباره منقلبًا على الشرعية، على حد وصفهم.
ضد تونس
فشلت جماعة الإخوان في تونس والممثلة سياسيًّا في حزب النهضة في إرضاء المواطنين على مدار الفترة الأخيرة، ما دفع البعض لإطلاق دعوات للتظاهر كجبهة 25 يوليو التي دعت للتنديد بتعامل الجماعة مع السلطة في الذكرى 64 لاستقلال تونس، ونتيجة لما أسفرت عنه الاحتجاجات الواسعة من حالة غضب، قرر الرئيس قيس سعيد تجميد البرلمان وإسقاط الحصانة عن جميع نوابه وإعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه.
وترتبت على ذلك تبعات سيئة على أوضاع الجماعة لخسارتها السيطرة على السلطة التشريعية بالبلاد، ومن ثم تعمل قيادات التنظيم على استخدام الفروع الخارجية لتشكيل ضغط دولي على قيس سعيد، فمن جهته أصدر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية «CAIR» بيانًا للتنديد بقرارات الرئيس التونسي الأخيرة لافتًا إلى انقلابها على الديمقراطية.
وحذر المجلس الرئيس الأمريكي جو بايدن من تبني موقف الانتظار حتى يعرف ما ستصل إليه الأمور واصفين هذا الموقف بـ«انتظر وانظر» لافتين إلى رفضهم هذا الموقف لأنهم يعتبرون القرارات التونسية الأخيرة تهديدًا للديمقراطية بالبلاد.
وقال المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية «كير»، نهاد عوض في البيان المنشور على الموقع الإلكتروني للمجلس إنه يحث جو بايدن ووزارة الخارجية على عدم تبني مواقف محايدة تجاه الاضطرابات التي تشهدها تونس، ملوحًا بأن هذه المواقف تؤدي إلى هجمات ضد الديمقراطية وتقوض الحرية وتفتح المجال للحكم الاستبدادي.

إخوان أمريكا و جو بايدن
يحاول التنظيم الدولي للجماعة التقرب من جو بايدن منذ الانتخابات الأمريكية ومرحلة الدعاية السياسية التي سبقتها باعتباره ممثلًا للحزب الديمقراطي الذي يقدم نفسه كراع لحقوق الإنسان حول العالم –ذاك الدور الذي يرتبط بالفوضى العنيفة إذ ما حاولوا لعبه بأي منطقة- ويوجد في ذلك توافقًا مع ما تدعيه الجماعة ظاهريًا من أهداف.
وبالتالي فهي توظف مصالحها في صورة مطالبات تتحدى القيم الحزبية لـ«جو بايدن»، وتستغل هذه الحالة لتأليب الرئيس الجديد ضد دول الشرق الأوسط المناوئة لها محاولة دفعه للعب ذاك الدور السالف ذكره، عبر ادعاءات بتقويض حقوق الإنسان في مناطق اندثارها السياسي كالسعودية والإمارات ومؤخرًا تونس.
منذ تولي «بايدن» طالبته الجماعة عبر بيان أصدره مجلس «كير» بمساعدة شعوب منطقة الشرق الأوسط لنيل حرياتهم محرضة إياه على قطع العلاقات مع الأنظمة السياسية بالمنطقة، وهي تحاول إعادة اللعبة مع تونس وقيادتها برئاسة قيس سعيد.
المزيد.. مطالبات أمريكية بتصنيف الإخوان «إرهابية» والجماعة تهاجم الرافضين لوجودها