هزيمة الإرهاب في الصومال.. الجيش يكبد «الشباب» خسائر فادحة في غلمدغ
بعد مواجهات استمرت لمدة أسبوع كامل بين قوات الجيش الصومالي وعناصر من حركة الشباب الصومالية الإرهابية، في ولاية غلمدغ وسط الصومال، استسلمت الحركة الإرهابية لحكومة ولاية غلمدغ، وتم إجبارهم من قبل الجيش الصومالي على الخروج من الولاية بشكل كامل يوم الأربعاء21 يوليو 2021، عقب أن تكبدت الحركة خسائر بشرية كبيرة، ذلك بحسب ما جاء في بيان حكومة الولاية، الذي نشرته يوم الخميس 22 يوليو الجاري.
خسائر «الشباب»
من جانبه، قال وزير الإعلام بولاية غلمدغ «أحمد
شري»، في تصريحات للتلفزيون الصومالي، إن مسلحي الشباب بدأوا يستسلمون، ومن
المتوقع وصول عدد كبير منهم إلى قواعد الجيش خلال ساعات بعد إجراء اتصالات معهم
وطلبهم الاستسلام.
وأضاف أحمد شري، أن سبب استسلام المسلحين يكمن في الضغط الكبير الناجم عن المعارك الجارية، مشيرًا إلى أن العناصر الإرهابية التي تقاتل تم جلبها من محافظات أخرى، في ظل تكثيف القوات عملياتها جنوب محافظة مدغ.
وأوضح الوزير أن جميع المناطق التي شهدت المعارك
خلال الأيام الماضية في قبضة الجيش الصومالي وقوات الولاية المحلية، لافتًا إلى أن
الميليشيا تكبدت خسائر فادحة جراء المعارك.
وفي نفس السياق، أصدر مكتب رئيس ولاية غلمدغ، أحمد عبدي كاريه
قور قور، بيانًا حول العمليات الجارية، جاء فيه: أن غلمدغ حققت مكاسب كبيرة ضد ميليشيات الشباب،
وتم تحرير بلدات إستراتيجية من قبضة الحركة، وستواصل القوات زحفها حتى تطهير مسلحي
الشباب من إقليم مدغ.
إرهاب متكرر
وفي تقرير صادر عن مركز
أبحاث «مقديشو للدراسات السياسية والاستراتيجية»، عانت ولاية غلمدغ خلال العامين
الماضيين من الهجمات الإرهابية من قِبل حركة الشباب المجاهدين، فهي استطاعت خلال تلك
المدة السيطرة على 5 بلدات مختلفة في ولاية غلمدغ وسط الصومال، وكان إقليم «مدغ»
من أكثر المناطق تعرضًا للهجمات الإرهابية من تلك الجماعة.
وأوضح التقرير، أن حركة الشباب دخلت في صراع قوي مع عناصر تنظيم داعش
خلال العامين الماضيين، لذلك كثفت من وتيرة العنف لديها، وهذا الأمر انعكس على
المواطنين في الولاية وتسبب في زعزعة الاسقرار.
صراعات سياسية
وأكدت صحيفة «الصومال
الجديد» في تحقيق ميداني أعدته حول انتشار الجماعة الإرهابية في ولاية غلمدغ، أن
الخلافات الماضية التي حدثت بين حكومة الولاية وجماعة أهل السنة والجماعة الصوفية، كانت سببًا رئيسيًّا في
تنامي وزيادة نشاط وتوغل الجماعة في الولاية؛ لأنها استغلت تلك الخلافات لصالح
نفسها.
خاصة أن جماعة أهل السنة، كانت قد لعبت دورًا
كبيرًا قبل خلافاتها مع الحكومة، في
التصدي لحركة الشباب الإرهابية من مناطق وسط الصومال باتجاه الولايات الجنوبية عام
2009، ثم بدأت بعد ذلك المطالبة بإدارة المناطق المحررة من عناصر الشباب
الصومالية.
وتتميز الحركة الصوفية الصومالية والمتمثلة في «أهل السنة والجماعة»
بالانخراط المباشر في العملية السياسية الصومالية، والمشاركة في الانتخابات، وعقد
التسويات السياسية مع الشركاء والخصوم، إضافة إلى ذلك تقوم بإنشاء ميليشيات عسكرية
مسلحة تتولى الدفاع عن مصالح الجماعة في الصومال.
اتفاقيات للقضاء عليها
في يوم 13 يوليو الجاري، وقعت ولاية غلمدغ وبونتلاند اتفاقًا لتعزيز محاربة حركة الشباب الإرهابية،
والاستعداد لتأمين الانتخابات المقبلة، في إطار سعي الولايتين للقضاء على إرهاب
الجماعة التي تزايد في الفترة الماضية.
والاتفاق الأمني الجديد من شأنه تعزيز الأمن، وزيادة الضغط على حركة الشباب، خاصة أن غلمدغ عانت من تزايد التفجيرات والهجمات على
قواعد الجيش الصومالي، وثكنات القوات المحلية بها.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتوصل فيها بونتلاند وغلمدغ
إلى اتفاق بشأن التعاون في القتال ضد حركة الشباب، لكن هذا الاتفاق هو الأول من
نوعه الذي ينص على تنفيذ عمليات مشتركة من قبل قوات الولايتين في مناطق القتال.
وأعلنت ولاية غلمدغ مؤخرًا بدء عمليات عسكرية ضد حركة الشباب التي
تسيطر على مناطق عدة من الولاية لكسر شوكة الإرهابيين الذين ينفذون هجمات في المدن
الرئيسية بالولاية، وكانت النتيجة هذه المرة ناجحة، وأدت إلى استسلام الجماعة.
ومن ناحيته، قال محمد موسى، المحلل
السياسي والباحث الصومالي في الشأن الإفريقي: إن ولاية غلمدغ تأخرت كثيرًا في اتخاذ
خطوة القضاء على إرهاب الشباب الصومالية؛ لأن الإقليم أصبح عبارة عن مدينة أشباح
كبيرة بسبب الهجمات الإرهابية التي قامت بها الجماعة خلال الفترة الماضية.
وأكد موسى في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الخلافات والصراعات السياسية
تسببت في توغل الجماعة وانتشارها؛ لأن الفوضى تخلق لأي فصيل إرهابي فرصة على طبق
من ذهب، والشباب استطاعت في فترة قصيرة السيطرة على العديد من قرى إقليم مدغ، كما
ووضعت يديها على بعض المعسكرات التابعة للجيش بعد شن هجمات عليها واتخذتها مقرًا لها.
وتابع: في حالة عدم الحفاظ على نجاح القوات العسكرية في القضاء على إرهاب الحركة، سوف يعودون بشكل أقوى من السابق؛ لأنهم سيكونون أخذوا كافة الاحتياطات.





