الموت للديكتاتور.. الإيرانيون غاضبون من انقطاع الكهرباء و«روحاني» يفشل كالعادة
تشهد الجمهورية الإيرانية هذه الأيام، احتجاجات عارمة جراء انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في عدد من المحافظات والمدن الإيرانية، وفشل الرئيس الإيراني «حسن روحاني» وحكومته في التعامل مع تلك الأزمة التي تفاقمت بشكل كبير، والتي لم تكن وليدة اللحظة، مما يطرح تسائلًا عن حقيقة تلك الأزمة المشتعلة منذ سنوات.
انقطاع الكهرباء
وتجدر الإشارة إلى أن نظام الملالي اعترف ولأول مرة بمشكلة الكهرباء في البلاد وتأثيرها السلبي على المواطنين، وجاء ذلك على لسان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني «محمد جواد آذري جهرمي»، الذي كشف في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر» 5 يوليو 2021، أن هناك انقطاعًا للكهرباء لمدة ساعتين في أماكن عديدة بإيران، الأمر الذي أدى لانقطاع واسع لشبكة الإنترنت عبر الهاتف المحمول في طهران وباقي المدن، بل وطالب الوزير الإيراني بضرورة محاسبة جميع المسؤولين في إيران بسبب تلك الأزمة.
احتجاجات عارمة
وبعد اعتراف وزير الاتصالات الإيراني، خرج عدد من الإيرانيين 6 يوليو 2021 في احتجاجات شعبية عارمة بجنوب طهران وفي المحافظات الوسطى والشمالية؛ للتنديد بأزمة انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، ورفع المتظاهرون شعارات مناهضة لنظام الملالي، جاء من بينها، «الموت للديكتاتور»، بل وطالبوا بإقالة وزير الطاقة «رضا أردكاني» وجميع المسؤولين في شركة الكهرباء، نظرًا لتسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء في مشاكل عدة، كانقطاع المياه، وفساد اللحوم والدواجن، وحرق الأجهزة المنزلية وغيرها.
مزاعم روحاني
وعقب ارتفاع حدة تلك الاحتجاجات، عقد الرئيس الإيراني «روحاني» جلسة طارئة مع الجهات المسؤولة للتحقيق في مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، وبدلًا من أن يطرح حلولًا عملية لحل تلك الأزمة للتهدئة من روع المواطنين، زعم أن الأسباب الأساسية وراء أزمة انقطاع الكهرباء المتكرر ولساعات طويلة؛ ترجع إلى التغيرات الموسمية والضغط على شبكة إمدادات الكهرباء في البلاد، والعوامل الطبيعية التي تسببت في إجهاد مولدات الكهرباء.
يُذكر أن المدة المتبقية للرئيس الإيراني في السلطة ستنتهي في أغسطس من العام الجاري بعدها يتولى الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي مهام منصبه.
فشل إيراني
وحول تلك الأزمة، ومصيرها وطُرق حلها، أوضح «أسامة الهتيمي» الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني، أن أزمة نقص الكهرباء وانقطاع تيارها المتكرر خلال السنوات الفائتة تعكس حالة فشل النظام الإيراني في التعاطي مع مشكلات الداخل واهتمامه المتزايد بقضايا الخارج على حساب تطلعات الشعب الإيراني الذي يعاني من تدهور وتدنٍ في مستوى الخدمات المعيشية، في وقت يقوم النظام بإجراء تجاربه المتعلقة بإطلاق أقمار صناعية، وتصنيع صواريخ بالستية، ودعم الميليشيات الولائية، وهو ما يزيد من احتقان الإيرانيين.
لحفظ ماء الوجه
ولفت «الهتيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أنه ليس من المستبعد أن يكون انقطاع الكهرباء المتكرر مقصودًا من قبل بعض الأطراف، خاصة الأمنية، التي تريد أن تبدو الصورة فيما يخص الكهرباء ليست على ما يرام، بما يبعث برسالة إلى الجارة العراق التي تشهد ومع قدوم فصل الصيف كل عام موجات من الاحتجاجات لانقطاع شبه دائم للكهرباء الذي تعتمد في إمداداته بنسبة كبيرة منه على إيران، وبالتالي فإن معاناة الإيرانيين تحفظ بعض ماء وجه إيران أمام العراقيين المحتجين، والذين ينتمي أغلبهم إلى المذهب الشيعي الذي يُفترض أن إيران تدافع عن حقوقهم.
وعن مصير تلك الاحتجاجات، أضاف «الهتيمي» أن تلك الاحتجاجات ستمتد إلى عدة مناطق ومحافظات إيرانية نظرًا للانقطاعات المتكررة، وحتى يمكن للحكومة أن تحل تلك الأزمة، لتخفف من الاحتقان الشعبي، غير أن هذه الاحتجاجات لن ترقى إلى حد تهديد النظام الإيراني، فقد تعلم النظام وعلى مدار أكثر من أربعين عامًا كيف يمكن له إجهاض أية محاولات لتوسيع نطاق الاحتجاجات بشكل يخرج عن نطاق السيطرة.





