يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«داعش» في شبة القارة الهندية.. البحث عن مقر جديد للخلافة المزعومة «4-4»

الجمعة 02/يوليو/2021 - 10:46 ص
محمود البتاكوشي
طباعة
استغل تنظيم «داعش» الإرهابي تراجع دور تنظيم «القاعدة» في شبة القارة الهندية، وقام بالتمدد في الإقليم، عبر تدشين ولاية الهند، كما سعى لتفعيل وتوظيف السوشيال ميديا لجذب الهنود المسلمين في بداية الأمر للانتقال إلى أرض الخلافة المزعومة في الرقة والموصل.

ونشطت المقاطع المرئية الناطقة باللغة الهندية لحث الهنود على الهجرة إلى أرض العراق والشام، وبالفعل نجح «داعش» في ضم أسماء هندية وإن كانت قليلة ضمن صفوفه مقاتليه في الشرق الأوسط.


تنظيم «داعش» بدأ نشاطه في شبه القارة الهندية عبر مرحلتين تمثلت أولهما في القيام بعدد من العمليات تحت لافتة ولاية خراسان التي تم إنشاؤها في 2015 وتضم عددًا من الدول على رأسها باكستان وأفغانستان والجغرافيات المتاخمة لهما، وبدأت المرحلة الثانية بإنشاء ولاية الهند عام 2019 التي تعد تحولًا مهمًا وجادًا في مسيرة التنظيم بالمنطقة.

تنظيم «داعش» استغل الإضهاد الذي يمارسه الهندوس على المسلمين؛ وخاصة بعد هدم مسجد بابري، وأعمال الشغب في جودرا، بالإضافة إلى ضعف الخدمات المقدمة لهم مع انتشار آفة الفقر والبطالة والتهميش، في تجنيد الأتباع بهدف رفع الظلم، لأنه البئية مناسبة للتأثير عليهم.

سعى تنظيم «داعش» إلى شن عمليات في الهند لإثبات وجوده، لاسيما مع إعلان التنظيم الرئيسي التركيز على آسيا خلال المرحلة المقبلة، عبر الاعتماد على آلية الانتشار والتمدد اللامركزي، التي تقوم على تكوين مجموعات وكيانات صغيرة الحجم تُكلف بعمليات محدودة، ويحاول من خلالها التنظيم توسيع شريحة المؤيدين والمتعاطفين معه، من خلال عمليات خاطفة تثبت قدرته على تنفيذ هجمات إرهابية، وتجاوز الإجراءات الأمنية التي تفرضها السلطات.

فضلًا عن استغلاله الانتشار الواسع لفيروس كورونا في الهند مؤخرًا، ما أدى الى انهماك السلطات الهندية في التعامل مع تداعياته، وانخراط قوات الأمن في تلك الجهود، على نحو وفر مساحة للتنظيم من أجل السعى إلى محاولة توسيع نطاق عملياته وإعادة التموضع في مناطق جديدة داخل الهند.


وضع «داعش» استراتيجية جديدة للاستفادة من انتشار الوباء لتحقيق العديد من المكاسب، وهو ما أعلنه التنظيم في رسالة تم نشرها عبر إصداره الرسمي، حيث سعى إلى توظيف انتشار الفيروس في تعزيز قدرته على ضم وتجنيد عناصر هندية جديدة، ومن هنا دعا التنظيم في رسائله باللغة الهندية الهنود إلى الانضمام إليه، باعتبار أن ذلك يمثل، في رؤيته، محاولة لتجنب الإصابة بالبلاء.

كما سعى «داعش» لتجنيد الهنود وإرسالهم للقتال داخل أفغانستان، خاصة في ظل تصاعد حدة الصراع مع قوى وأطراف عديدة مناوئة له في الفترة الحالية، ويركز التنظيم على مقاطعة كيرالا في المقام الأول، حيث تمكن من استقطاب بعض مواطنيها، وظهر ذلك في مشاركة أحد الهنود في الهجوم على معبد للسيخ في أفغانستان في مارس 2020، والذي أسفر عن مقتل 28 شخصًا.

يشار إلى أن السلطات الهندية، أعلنت منذ أيام إحباطها مخططًا تبناه تنظيم «داعش» لتأسيس فرع جديد في أدغال وغابات جنوبى البلاد بولايات كيرالا والبنغال الغربية وكارناتاكا وتاميل نادو وأندرا براديش، وذلك بعد نحو شهر من قيام التنظيم بتنفيذ عملية إرهابية ضد أحد المعابد الهندية في مدينة سريناغار، وهى العملية الثالثة في أقل من شهرين التي يعلن التنظيم مسؤوليته عنها، ما يشي بأن التنظيم يحاول تأسيس محور داعشي جديد في القارة الآسيوية، يضم الهند وباكستان وأفغانستان ودول آسيا الوسطى، وقد يكون بديلًا مناسبًا يمكن أن يكون ملاذًا آمنًا بعد خسارة مناطق نفوذه في سوريا والعراق، ومقرًا جديدًا لخلافته المزعومة. 

جدير بالذكر أن الدول الأصغر في شرق أسيا أو ذات الأقلية المسلمة مثل سريلانكا شهدت تناميًا مقلقًا في شعبية الأيديولوجيا الجهادية، خاصة بين الشباب الساخط، حيث ينضم كثير منهم الآن بشكل علني إلى تنظيمي داعش والقاعدة.

وفي سياق أخر استغل تنظيم «داعش» أزمة مسلمي الروهينجا، وتفاقم الأوضاع الإنسانية بسبب الحصار السياسي والاجتماعي والأمني، وتغلغل داخل البلاد عبر كتيبة المهدي في بلاد أراكان التي أعلنت مبايعتها للخليفة «أبوإبراهيم القرشي» أمير التنظيم الإرهابي، بهدف الدفاع عن مصالح الروهينجا، ومقاومة الجيش الحكومي في ميانمار، لحث الأقلية المسلمة على تشكيل جبهة مسلحة، بهدف وقف تصاعد وتيرة التطهير العرقي التي يعايشها مسلمو الروهينجا منذ سنوات عدة .

الكلمات المفتاحية

"