الاتحاد الأوروبي: الذئاب المنفردة تتصدر المشهد الإرهابي في 2020
تصدرت الذئاب المنفردة تنفيذ العمليات الإرهابية خلال العام الماضي، التي تضررت منها دول الاتحاد الأوروبي، والتي كان أبرزها هجمات فيينا «النمسا».
تقرير الاتحاد الأوروبي
ويقول تقرير اتجاه الإرهاب الصادر الأسبوع الجاري: إن «الذئاب المنفردة» كانت الجهات الفاعلة الوحيدة وراء جميع الهجمات الإرهابية المكتملة في الاتحاد الأوروبي العام الماضي.
وأشار التقرير الصادر عن الاتحاد الأوروبي، إلى أن الأفراد الذين يعملون بمفردهم وبالاتصال بالجماعات الإرهابية، نشطوا خلال العام الماضي، وهو ما ظهر في عشر هجمات قُتل 12 شخصًا، وجُرح 47 آخرون.
مزيج أيديولوجي
وبينما يتعامل الأفراد أصحاب الأيديولوجيا، وفقًا لتوجه إرهابي محدد، لكن التقرير أشار إلى صعوبة تحديد المرجع الرئيسي لهؤلاء المتطرفين؛ حيث إن بعض «الذئاب المنفردة» كان لديها مزيج من الأيديولوجيات المتطرفة وأزمات الصحة العقلية، مما يجعل من الصعب أحيانًا التمييز بين الهجمات الإرهابية والعنف الناجم عن مشاكل الصحة العقلية.
بلغ عدد الهجمات الجهادية المكتملة في أوروبا (الاتحاد الأوروبي، وسويسرا، والثلاثة في المملكة المتحدة) 15 هجومًا، أي أكثر من الضعف في عام 2020 مقارنة بعام 2019، وفقًا للتقرير.
التقرير أشار إلى أزمة الإرهابيين من أصول أوروبية والذين انخرطوا في الجماعات المتطرفة أو المهاجرين من أصول غير أوروبية.
ووفقًا للتقرير فإن أربعة من أصل عشرة هجمات إرهابية مكتملة نفذها مواطنون من الاتحاد الأوروبي، خمسة منهم دخلوا الاتحاد الأوروبي كطالبي لجوء أو مهاجرين غير شرعيين.
كما ضمت خمس هجمات إرهابية على الأقل في أوروبا (في النمسا وألمانيا والمملكة المتحدة) مرتكبيها إما مدانون أو سجناء مفرج عنهم.
ماهية الذئاب
انتقل مصطلح الذئاب المنفردة من تنظيم القاعدة، إلى التنظيم الأكثر تطرفًا من داعش، بعدما واجهت تلك التنظيمات أجهزة أمن الدول الأوروبية المتمكنة في كشف الخلايا الإرهابية.
يحصل الأفراد المعروفون بالذئاب المنفردة على توجيهات مباشرة من التنظيمات، لكن يبقى التنفيذ بشكل فردي، وهو يعد أسهل أنواع الهجمات، ويكون للذئب المنفرد قدرة أكبر على التخفي، والهروب من الشكوك الأمنية، خاصة إن كان المسلح من غير المشتبه بهم أمنيًّا في الدولة.
وكان أول ظهور لاستراتيجية الذئب المنفرد في 2010 من قبل تنظيم القاعدة، لكنه كان يوصف بـ«الجهاد الفردي»، كما ظهر في أحد فصول كتاب دعوة المقاومة الإسلامية العالمية لأبي مصعب السوري قيادي في تنظيم القاعدة، وتشبه به بعدها تنظيم داعش، واعتمد عليه بشكل كبير في عملياته في أوروبا بدءًا من 2017.
أدوات الهجوم
ترتبط حوادث الإرهاب المعتمدة على استخدام عناصر الذئاب المنفردة في الغالب، باستخدام أسلحة بيضاء، أو بدائية الصنع.
ويشير التقرير إلى أن هذا الأسلوب كان متبعًا في أساليب الهجمات في عام 2020، حيث استخدم الإرهابيون في المقام الأول وسائل بسيطة مثل الطعن، وعمليات الدهس، وصدام السيارات أو الحرق العمد.
كما يشير التقرير، إلى أنه في عام الوباء، كان التهديد باستخدام «فيروس كورونا» كأحد أنواع الإرهاب حاضرًا، حيث أطلقت أبواق الجماعات الجهادية والمتطرفون اليمينيون على حد سواء عبر الإنترنت دعوات لاستخدام الفيروس ضد ضحاياهم، حتى وإن لم يتم الإبلاغ عن أي محاولات لاستخدام الفيروس كسلاح بيولوجي.
واستحوذت أدوات الدعايا الإلكترونية على اهتمام كبير من الجماعات المتطرفة في أوروبا خلال العام الماضي، حيث أصبحت قنوات الاتصال للمجموعات المتطرفة، بارزة بشكل متزايد في نشر الدعاية المتطرفة والإرهابية؛ مثل المتعصبين للبيض أو النازيين الجدد.
ولعب الفضاء الإلكتروني دورًا حاسمًا في تمكين انتشار الدعاية الإرهابية والمتطرفة، فيما يؤكد التقرير أن الخطر الإرهاب لا يزال مرتفعًا في الاتحاد الأوروبي، بحسب التقرير.





