جمعيات الباب الخلفي.. مدخل الإخوان في تونس لاستغلال الفقراء مجددًا
في ظل تصاعد الأزمات الاقتصادية التونسية، وتزايد الاحتمالات حول عجز الحكومة عن دفع الرواتب أو سداد الديون، لجأت حركة «النهضة» جناح جماعة الإخوان بتونس، إلى طرق ملتوية يسمح للجمعيات الإخوانية غير التونسية، بالتسلل إلى المجتمع التونسي بحجة العمل الخيري أو التعاون الاقتصادي.
الباب الخلفي
وبدلًا من أن تنتهج الحركة السبل الشرعية في تحسين الأوضاع الاقتصادية باعتبارها المسيطرة على البرلمان والقوى السياسية الأكبر بالبلاد، ذهبت إلى فتح باب خلفي أمام الجمعيات الاقتصادية الإخوانية بدعوى توفير فرص عمل أو تقديم الدعم المادي، إلا إنها في الأصل تسعى للتسلل إلى الفقراء مستغلة احتياجاتهم.
الإخوان والفقر
استراتيجية ليست بالجديدة على الإخوان، إذ طالما ما دخلوا إلى عقول الفقراء من بوابة الحاجة والعوز، عبر توفير الاحتياجات اليومية لهم، الأمر الذي يجعل هؤلاء من الفقراء بيئة خصبة لتصديق أفكارهم وتكوين انطباعات إيجابية عنها ومن ثم التصويت لهم.
وفي تصريحات سابقة لـ«المرجع»، قال الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، هشام النجار: إن استراتيجية الإخوان في هذا الشأن تعتمد على تغطية كل نشاطاتها غير المشروعة التنظيمية والحركية، وحتى نشاطات التسليح والنشاطات الإرهابية والتفجيرات ومراقبة الشخصيات السياسية والهيئات والأحزاب والسياسيين والمفكرين والنشاطات السياسية، وغيرها بعناوين العمل الخيرى والإغاثي.
وتابع: «ظهر هذا في العديد من محطات عمل الجماعة، سواء في فلسطين في بداية الخمسينيات أو في أوروبا منذ منتصف الستينيات على يد «سعيد رمضان»، أو خلال حرب أفغانستان، إذ تمت تغطية نشاطات الجماعة الحركية والسياسية بالعمل الإغاثى الذي أدارته قادة بالجماعة مثل عبد المنعم أبوالفتوح وغيره».
ولفت «النجار»، إلى أنه «من خلال هذه الاستراتيجية تستفيد جماعة الإخوان بأن تتدارك تبعات العمل السياسي والمواقف العسكرية والميدانية والتحالفات الخارجية، وتتحاشى وتفلت من اتهامات إقامة علاقات مع نظم وجماعات تمارس الإرهاب، كما تغطي على أهدافها الحقيقية المتعلقة بالتمدد على كل المحاور بإظهار نفسها كجمعية معنية بالعمل الخيري الإغاثي والإنساني».
وحصر الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، أغلب مواقع انتشار هذا النوع من النشاط الإخواني في «أوروبا وأفريقيا وآسيا»، فالهدف هو التمدد ونشر الفكر الإخواني، وزيادة عدد المنتمين للجماعة، ومد حضور الجماعة في أكبر عدد ممكن من المدن والقرى، والوصول لمستوى إقامة مجتمع ودولة موازية لها مؤسساتها الاقتصادية والاجتماعية عبر تأسيس جمعيات تحمل عناوين خيرية، لتكون الجماعة جاهزة بتلك المؤسسات، حينما يأتي أوان التمكين السياسي».
أهمية تونس للإخوان
بخلاف أن جماعة الإخوان تستعين بهذا السلوك كلما سنحت لها الفرصة، إلا أن تونس تحديدًا لها خصوصية كونها الدولة العربية الوحيدة حاليًّا التي يوجد فيها الإخوان في السلطة.
وتسعى الجماعة للحفاظ على نفوذها في تونس والتوسع في شعبيتها، في الوقت الذي تعاني فيها حركة النهضة تراجعًا على خلفية سياساتها التي يرفضها الشارع التونسي، ويثور ضدها من وقت لآخر.
وما زالت الجماعة توجد بشكل بارز في المغرب العربي، ممثلة عبر أجنحتها السياسية في السلطة بشكل أو بآخر، إلا أن هذه الأجنحة وبعد سنوات من الحكم تلقت انتقادات وهجوم يتسع يوما بعد يوم، وهو ما يسعى الإخوان لتقليصه للحفاظ على امتيازاتها بدول المغرب العربي.
وعي مصري
وعلى خلفية هذه الفهم باستراتيجيات الإخوان في حالة الفقر والأزمات الاقتصادية، نظمت وزارة الداخلية المصرية الاثنين الماضي، ندوة بـ«مركز بحوث الشرطة»، بعنوان «دور المشروعات القومية في تحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع».
وتناولت الندوة محاولات النهوض بالحالة الاقتصادية كوسيلة لسد الطرق أمام تسلل الجماعات المتطرفة للمواطنين.
وعلى خلفية ذلك، أكد العقيد محمد السيد، بقطاع الأمن الوطني، أن غياب العدالة الاجتماعية، أحد أهم الأسباب في التطرف، مؤكدًا أن معدل الوعي لدى الحكومات في العهود السابقة كان ضعيفًا للغاية؛ ما دفع العديد من التيارات لاستغلال الفئة الفقيرة من المواطنين في أعمال التطرف وتغيير الفكر.
وأضاف العقيد محمد السيد، أن التيارات الدينية وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، حاولت نشر الفكر المتطرف، تحت ستار الدين وتحريفه، من خلال الأخبار المغلوطة، والأفكار المتشددة، مستغلين الأوساط الفقيرة، مؤكدًا أن التشريعات التي تم وضعها، واجهت التيارات الفوضوية.
للمزيد... رغم غزارة التمويل.. الإخوان يفشلون وشبابهم يطالبون بحل التنظيم نهائيا





