مؤسسات الإخوان في الغرب.. إشكاليات فكرية تجاوزت الاحتراز الأمني
لا تقتصر تحديات مواجهة انتشار مؤسسات التنظيم الدولي للإخوان في الغرب على المكافحة الأمنية وضمان عدم التورط بشكل مباشر في تنفيذ الهجمات العنيفة أو تتبع جهات إنفاق أموال التبرعات التي تجمعها المؤسسات، ولكنها ترتبط بصورة أعمق بالأيديولوجيات الفكرية التي تنشرها جماعة الإخوان لدى أتباعها، وبالأخص الشباب وصغار السن.
إذ نجحت الجماعة عبر سنوات وجودها في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من بناء إمبراطوريات ثقافية واقتصادية تؤثر من خلالها في مجتمعات الشباب والأقليات والمهاجرين باعتبارها المدافع عن الهوية الأقل انتشارًا بالمنطقة، ما جعل منها ملاذًا لمن يعانون من الاغتراب، وتبقى النقطة الأخطر في هذه المؤسسات هو تعددها وانتشارها بما يجعلها نسبيًّا المصدر الأكثر رواجًا لنشر تعاليم الدين، كما يمنحها الثراء المالي السيطرة على بعض دور العبادة، كما هو الحال في بريطانيا التي تشرف فيها الإخوان على مسجد فينسبري بارك.
مؤسسات الإخوان والنفوذ المتصاعد
تمتلك الجماعة عدة مؤسسات تضاعفت من خلالها النفوذ الدولي للتنظيم، وأبرزها اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا والرابطة الإسلامية في بريطانيا والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث والذي يترأسه يوسف القرضاوي الزعيم الروحي الحالي للجماعة، ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) والذي بات أهم مؤسسة للجماعة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية (ICNA).
وتعتمد الجماعة على هذه المؤسسات لنشر أيديولوجيتها بالخارج وجمع التبرعات تحت المظلة الإنسانية والاجتماعية التي تتخذها كستار لأنشطتها، وقد تمكنت هذه المؤسسات وبالأخص في الولايات المتحدة من استقطاب الساسة إلى فروعها عبر أنشطة اجتماعية تزيد التغلل بالمجتمعات والأنظمة.
المزيد.. الإخوان في ألمانيا.. تكتل راديكالي انتصرت عليه القاهرة وتضررت منه برلين وأوروبا





