ad a b
ad ad ad

مؤسسات الإخوان في الغرب.. إشكاليات فكرية تجاوزت الاحتراز الأمني

الأحد 20/يونيو/2021 - 12:47 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

لا تقتصر تحديات مواجهة انتشار مؤسسات التنظيم الدولي للإخوان في الغرب على المكافحة الأمنية وضمان عدم التورط بشكل مباشر في تنفيذ الهجمات العنيفة أو تتبع جهات إنفاق أموال التبرعات التي تجمعها المؤسسات، ولكنها ترتبط بصورة أعمق بالأيديولوجيات الفكرية التي تنشرها جماعة الإخوان لدى أتباعها، وبالأخص الشباب وصغار السن.

مؤسسات الإخوان في

إذ نجحت الجماعة عبر سنوات وجودها في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من بناء إمبراطوريات ثقافية واقتصادية تؤثر من خلالها في مجتمعات الشباب والأقليات والمهاجرين باعتبارها المدافع عن الهوية الأقل انتشارًا بالمنطقة، ما جعل منها ملاذًا لمن يعانون من الاغتراب، وتبقى النقطة الأخطر في هذه المؤسسات هو تعددها وانتشارها بما يجعلها نسبيًّا المصدر الأكثر رواجًا لنشر تعاليم الدين، كما يمنحها الثراء المالي السيطرة على بعض دور العبادة، كما هو الحال في بريطانيا التي تشرف فيها الإخوان على مسجد فينسبري بارك.

مؤسسات الإخوان في
تحديات فكرية تتخطى الأزمات الأمنية

تمثل أفكار الإخوان معضلة حقيقية بالمنطقة الغربية لامتلاك الجماعة عدة مؤسسات تربوية وثقافية تعمل منذ سنوات لترسيخ العقيدة الإخوانية لدى المترددين عليها، كما تخلق عبر الخدمات المُقدمة لأتباعها نوعًا من التعاطف والانتماء يتخطى الحدود الزمانية والمكانية للفرد.

تُنمي الجماعة لدى أتباعها فكرة الانتماء للتنظيم بغض النظر عن الجغرافيا، وبمرور الوقت يصل الفرد إلى الإيمان بوجوب التضحية من أجل التنظيم وليس من أجل معتقداته الخاصة بما يشمله ذلك من عدم اعتراف بالحدود الوطنية، وبالتالي تمثل أفكار الجماعة إشكالية كبرى لدى الأنظمة الغربية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لمخالفة أيديولوجية الإخوان لمعايير الحرية والتعددية والديمقراطية السياسية السائدة بتلك الدول.

إذ يمثل الانتماء للتنظيم تحديًا أمام الاعتراف بالمصالح الوطنية، وتتبدد المعايير الغربية من حيث حق الفرد في التعبير عن معتقداته أمام عقيدة السمع والطاعة لدى الجماعة، والتي من خلالها ينفذ الأتباع تعليمات المرشد دون نقاش، والتي تهدف بالأساس لمصلحة الجماعة كتنظيم دولي، ومن جهة تشكل الفكرة السياسية للإخوان والمتمثلة في حكم العالم تعارضًا مع القوانين الليبرالية بالغرب.

يسعى الإخوان نحو الوصول للسلطة واستعادة الخلافة مجددًا ولكن بأفكارهم الخاصة عبر تبنيهم لاستراتيجية التماهي مع أنظمة وقوانين الدول حتى يتسنى لهم تحقيق أهدافهم التي يبدؤون بتنفيذها من نشر عقيدة التنظيم في طبقات المجتمع الدنيا وصولًا إلى السياسيين.

تبقى أيديولوجية الإخوان ذات خطورة مرتفعة على الدول الغربية لوجود الكثير من الأنظمة السياسية المناوئة والمنافسة لهم عالميًّا والتي يمكن أن تستغل الجماعة للتربح الاستراتيجي، ومن ثم تمثل مؤسسات جماعة الإخوان بناءً فكريًّا مضادًا للأمن القومي للمنطقة.
مؤسسات الإخوان في

مؤسسات الإخوان والنفوذ المتصاعد

تمتلك الجماعة عدة مؤسسات تضاعفت من خلالها النفوذ الدولي للتنظيم، وأبرزها اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا والرابطة الإسلامية في بريطانيا والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث والذي يترأسه يوسف القرضاوي الزعيم الروحي الحالي للجماعة، ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) والذي بات أهم مؤسسة للجماعة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية (ICNA).


وتعتمد الجماعة على هذه المؤسسات لنشر أيديولوجيتها بالخارج وجمع التبرعات تحت المظلة الإنسانية والاجتماعية التي تتخذها كستار لأنشطتها، وقد تمكنت هذه المؤسسات وبالأخص في الولايات المتحدة من استقطاب الساسة إلى فروعها عبر أنشطة اجتماعية تزيد التغلل بالمجتمعات والأنظمة.


المزيد.. الإخوان في ألمانيا.. تكتل راديكالي انتصرت عليه القاهرة وتضررت منه برلين وأوروبا

"