قبيل الانتخابات الرئاسية في إيران.. مليارات مجانية ووعود زائفة ومرشحون متناحرون
تشتعل الساحة السياسية الإيرانية بالخلافات والمشاحنات قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر لها يوم الثامن عشر من يونيو ٢٠٢١، وهي الفترة التي عادة ما يحرص النظام فيها على إحماء الساحة السياسية والتوسيع الزائف لدائرة الحريات بهدف إعطاء زخم للعملية الانتخابية وتشجيع الناخبين على الإدلاء بأصواتهم والمشاركة الفعالة في التصويت، باعتبار أن نسبة المشاركة العالية تعد بمثابة شهادة ثقة شعبية للنظام.
السخرية من روحاني
وقد تعرض الرئيس الحالي حسن روحاني إلى الاستهزاء خلال المناظرة الرئاسية الثانية في إيران الثلاثاء ٨ يونيو ٢٠٢١، إذ قلل مرشحون متشددون من أهمية حملة «الأمل» التي أطلقتها الحكومة غداة توقيع الاتفاق النووي عام 2015 مع القوى العالمية، إذ انهار الاتفاق النووي بعد أن انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018، وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية على طهران من جديد، ما بدد الآمال التي عقدها الشعب على حكومة روحاني، وأدى ذلك إلى تدهور الاقتصاد الوطني من خلال وقف مبيعات النفط الدولية إلى حد كبير، ما تسبب في رفع التضخم وانهيار قيمة العملة المحلية.
إبراهيم رئيسي
على إثر هذا الهجوم جاء الرد خلال اجتماع لمجلس الوزراء نقله التليفزيون الرسمي الأربعاء ٩ يونيو ٢٠٢١، استنكر روحاني استهدافه من قبل المرشحين، وكانت نبرته تنتقل بين هجوم غاضب ونبرة ساخرة، وقال الرئيس الإيراني: «خلال النقاشات، تم القول إن الإدارة فقط هي التي تعاني من المشاكل، وأن الحكومة لا لوم عليها»، وتستهدف تصريحات روحاني هذه رئيس السلطة القضائية المتشدد إبراهيم رئيسي، الذي يُعتقد أنه المرشح الأوفر حظاً في الوصول لمنصب «الرئيس»، ودافع الرئيس الإيراني حسن روحاني عن نفسه بغضب الأربعاء ٩ يونيو ٢٠٢١، بعد تعرضه لهجوم عنيف خلال مناظرة بين مرشحين للانتخابات الرئاسية الليلة الماضية، قائلاً إن حب منتقديه للسلطة قد تسبب لهم في فقدان الذاكرة، بسبب إنكارهم لأعماله، ولا يستطيع الرئيس روحاني، الترشح لولاية جديدة بعد انتهاء الفترتين المسموح له بهما.
غياب الموضوعية
وقد تعرض المرشحون للرئاسة لسخرية من عامة المواطنين بسبب إطلاقهم وعودا اقتصادية في حال فوزهم في الانتخابات، تفتقد للموضوعية بسبب فقدان الميزانية العامة الإيرانية للموارد الكافية لتنفيذ تلك الوعود، في ظلال غياب خطط تنمية واضحة فقد زعم المُرشح الرئاسي محسن رضائي، بأنه سيرفع من معونات الدعم للأسر الإيرانية بنحو عشرة أضعاف، دون أن يكشف عن طرق الحصول على الموارد الكافية لتغطية ذلك الوعد.
مليارات هاشمي وحملة النشطاء
أما المُرشح أمير حسين هاشمي، فقال إنه سيمنح كل أسرة إيرانية جديدة 5 مليارات ريال، أي ما يوازي 5 آلاف دولار في حال انتخابه كرئيس للبلاد، دون أن يذكر أيضا أي وسيلة لذلك، وقد تسببت كل من العقوبات الاقتصادية الأمريكية وانتشار وباء كورونا في مضاعفة الضغوط على الحياة المعيشية للسكان، الذين عانوا من تضخم قارب نسبة خمسين في المائة خلال العام الماضي وحده، ويخوض ملايين الشُبان الإيرانيين، حملات على وسائل التواصل الاجتماعي، يطلبون فيها من مُختلف المُرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية الكشف عن مصير مليارات الدولارات من المداخيل المالية التي تأتي إلى الخزينة العامة لبلادهم، في وقت تزداد فيه نسبة الفقر والبطالة ومستويات التضخم في مختلف قطاعات اقتصاد البلاد.





