ad a b
ad ad ad

غانا تواجه المد الإرهابي من جهة الشمال بتطويرات عسكرية

الثلاثاء 01/يونيو/2021 - 10:35 ص
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

أسهمت الجماعات الإرهابية في تعقيد المواقف الأمنية لدول غرب أفريقيا بسبب الانتشار الكثيف للهجمات العنيفة في المنطقة، لا سيما غانا الساعية نحو تأمين دقيق لأرضها لتقويض الانتشار الإرهابي بالداخل، ومنع وقوع العمليات الدامية.


بدأت القوات المسلحة في غانا في 24 مايو 2021 تدريبات مكثفة لمكافحة الإرهاب بالمنطقة الشمالية للبلاد، ومن المقرر أن تستمر التدريبات العسكرية لبضعة أيام متواصلة ضمن استراتيجية أمن لحفظ الاستقرار في منطقة غرب أفريقيا التي تعاني من انتشار لفروع إقليمية لتنظيمي داعش والقاعدة بما يشمله ذلك من منافسات دموية.


ومن جانبه أشار رئيس غانا «نانا أكوفو أدو» إلى أن الإرهاب الصادر عن الجماعات ذات البعد الدولي والمعتمدة فكريًّا على قراءات دينية مغلوطة للدين الإسلامي تمثل أهم  التحديات الأمنية وأكثرها إلحاحًا لدولة غانا ومنطقة غرب أفريقيا بأكملها.


وتتخوف حكومة غانا من الانتشار الموسع للتنظيمات الإرهابية في المنطقة اعتمادًا على الانشغال المؤسسي بتغطية الآثار السلبية الناتجة عن جائحة كورونا على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن ثم تريد تسليط الضوء على المواجهة الأمنية لجماعات الإرهاب تحسبا لتمدد جغرافي محتمل.


التمدد الإقليمي للتنظيمات الإرهابية يهدد غانا


إن اختيار المنطقة الشمالية للتدريبات على مكافحة الإرهاب في غانا يعطي مؤشرات حول تخوف الحكومة من توغل الجماعات المتطرفة من الحدود مع بوركينا فاسو، التي تعاني منذ سنوات من انتشار الإرهاب بداخلها، وبالأخص عناصر القاعدة، وسط منافسة داعشية متقطعة، ومن ثم فأن تأمين الحدود وتدريب القوات على التعامل السريع مع الهجمات الكبرى في هذه البقعة الجغرافية يعد مؤشرًا على امتداد محتمل.


إذ سبق وكشفت الاستخبارات الداخلية عن معلومات؛ حول احتمالية وضع الجماعات الإرهابية دولة غانا على لائحة الدول المستهدفة لمد شبكة من المتطرفين في عمقها الإستراتيجي استغلالًا لعوامل الحدود والظروف الاقتصادية.


نقاط إرهابية مشتعلة في غرب أفريقيا


تلعب خسارة تنظيم داعش لمعقله الرئيسي في سوريا والعراق دورًا في توغله الموحش في أفريقيا اعتمادًا على القدرات الأمنية الهشة لبعض الدول وكذلك الاضطرابات السياسية والاجتماعية، ويشير الباحث في شؤون الحركات المتطرفة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، علي بكر إلى أن دول المنطقة تحتاج لتطوير جهودها العسكرية في مجال مكافحة الإرهاب مثل نموذج غانا حتى تستطيع مواجهة المد الداعشي المتزايد بالمنطقة نتيجة خسارة المواقع الأساسية للتنظيم في الشرق الأوسط.


ويمتلك تنظيم القاعدة حضورًا قويًّا في المنطقة، وبالتالي فأن الأحداث المتسارعة للخريطة الإرهابية تكشف منافسة بين التنظيمين لاستقطاب عناصر أكثر إلى صفوفهما وفرض السيطرة جغرافيًّا، وتتيح المناوشات السياسية والخلافات العرقية استقطابات أوسع للتيارات الإرهابية، إذ تخلق الاضطرابات بيئة خصبة لنمو التطرف.


تشكل الجماعات الإرهابية تحديًا أمنيًّا لغانا ليس فقط للأبعاد الإقليمية المنتشر بداخلها العناصر، ولكن لأن هذا الوجود يمنح عصابات الجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات والبشر موطئ قدم لتبادل المنافع الاقتصادية وتحقيق مصادر دخل للانفاق على احتياجات العناصر المادية واللوجستية.


كما أن المد الإرهابي بالمنطقة ينطوي على رغبة في سرقة المقدرات الاقتصادية للشعوب من خلال الهجمات على مناجم المعادن الثمينة وزعزعة استقرار المشروعات الاستثمارية للشركات الأجنبية، كما يحدث من جانب تنظيم القاعدة في بوركينا فاسو الجارة الشمالية لغانا.


المزيد.. بعد مقتل «شيكاو».. مصير «بوكو حرام» فرع «القاعدة» في مهب الريح

"