الميليشيات اليمينية المسلحة.. خطر محدق بالقارة العجوز
منحت وسائل التواصل الاجتماعي فرصًا أكبر لمضاعفة مخاطر انتشار اليمين المتطرف في الغرب، إذ تكشف المتابعات الحديثة لتلك المجموعات عن إصدارات عنيفة للتدريب على صنع المتفجرات والأسلحة.
ومع حدة
الاستقطابات السياسية بالمنطقة وكثرة الدول المناوئة والأنظمة المنافسة، هل تتمكن
التنظيمات اليمينية المتطرفة من تشكيل ميليشيات سرية مسلحة تهدد أمن الغرب وبالأخص
دول الاتحاد الأوروبي؟.
نشرت جماعة النازيين الجدد – وهي جماعة
يمينية متطرفة ترتكز في معتقداتها على كونها امتدادًا للنازية التي ظهرت في ألمانيا سابقًا،
وتنتشر أفكارها بين ألمانيا والنمسا وبعض دول أوروبا- في منتصف مايو 2021 مقاطع
مصورة لأتباعها لتعليمهم طرق تصنيع الفسفور الأبيض – وهي مادة شديدة الخطورة تصيب
الجلد بحروق مؤثرة- ، ما يعطي مؤشرات نحو التحولات المستقبلية التي قد تنتج عن كثافة
الانتشار لهذه الرؤى وفقًا لمعطيات الاتصال الحديثة.
تصنيع وتداول الأسلحة بين العسكريين
كشفت بعض الدول الأوروبية مؤخرًا عن مخازن أسلحة يمتلكها اليمين المتطرف في مناطق متفرقة، وفي مارس 2021 اعتقلت السلطات الألمانية 11 يمينيًا في ولايات هيسن وتورينجن وسكسونيا من بينهم عناصر تابعة للنازيين الجدد وبعض الأفراد من أسرة واحدة.
وضبطت القوات الألمانية في تلك الحملة مخازن للأسلحة والذخائر ومبالغ مالية قيمتها 120 ألف يورو إلى جانب اتهامات للعناصر المقبوض عليهم بالتورط في عمليات غسيل أموال واتجار بالمخدرات.
وسبق وأعلنت الحكومة الألمانية في مايو 2018 أن ما لايقل عن 1900 شخص من المنتمين لتيارات اليمين المتطرف يمتلكون أسلحة ويصعب التنبؤ بسلوكيات أغلبهم، ومن ثم تظهر الأسلحة المكتشفة في الحملات الجديدة وجود استمرارية في تبني العنف لدى هذه الجماعات.
وفى بلجيكا أعلنت السلطات في 22 مايو 2021 مواصلتها البحث عن الجندي القناص في فرقة النخبة للرماية «يورجن كونينجر» البالغ من العمر 46 عامًا، وينتمي لليمين المتطرف، بعد هروبه بأسلحة ثقيلة وتهديده لأحد الأشخاص بقذائف صاروخية وضعها بسيارته.
وتلقي حادثة بلجيكا الضوء على خطورة انتماء العسكريين ورجال الأمن لليمين المتطرف، واحتمالات استغلال مواقعهم وما بحوزتهم من أسلحة لصالح معتقداتهم.
وتظهر هذه المخاطر أيضًا في ألمانيا التي تعاني من انتماءات للتيار المتطرف بداخل أجهزة الشرطة والاستخبارات، ففي عام 2020 اضطرت السلطات الألمانية إلى حل وحدة من نخبة المقاتلين بالجيش بعد ميول مشبوهة للنازيين الجدد، كما اعترفت السلطات عبر تقارير رسمية بانتشار الظاهرة في الأجهزة الأمنية.
محاولات تشكيل ميليشيات
أعلن وزير الداخلية النمساوى، كارل نيهامر في ديسمبر 2020 عن ضبط مخزن للأسلحة تابع لليمين المتطرف الهدف منه تشكيل ميليشيا مسلحة للتيار في ألمانيا، إذ كانت الأسلحة متوجهة لصالح عضو بحزب البديل من أجل ألمانيا، واحتوى المخزن على أسلحة متنوعة وقنابل يدوية ومتفجرات، ورافق ذلك القبض على عدد من الأشخاص ممن تورطوا من شراء بعض الأسلحة من كرواتيا بطرق غير شرعية.
ويتضح من ذلك تمكن اليمين المتطرف من تشكيل شبكة مترامية الأطراف في دول الاتحاد الأوروبي تتعاون فيما بينها لخدمة مصالح التيار الإيديولوجية والحركية، كما أن مخازن الأسلحة تشير إلى رغبة حقيقية في إنشاء ميليشيا تابعة لهذا الفكر على غرار التنظيمات الإرهابية الكبرى التي تشكل جناحين أحدهما سياسي والآخر عسكري.
المزيد.. بين اليمينية والإسلاموية.. تكنولوجيا الاتصالات المتطورة تضاعف معاناة أوروبا





