ad a b
ad ad ad

«حسم» و«لواء الثورة».. مصر تقطع أذرع «الإرهابية»

السبت 16/يونيو/2018 - 09:25 م
المرجع
على رجب-أحمد عادل
طباعة
الاعترافات التفصيلية أمام نيابة أمن الدولة العليا، التي أدلى بها 52 متهمًا من المقبوض عليهم بشأن ضلوعهم في عمليات إرهابية ارتكبها تنظيما «حسم» و«لواء الثورة» الإرهابيان، والبالغ إجمالي المتهمين فيها 278، تؤكد -بما لا يدع مجالًا للشك- منهج الإخوان الإرهابي في محاولة زعزعة استقرار الدولة المصرية.

«حسم» و«لواء الثورة»..
وتعمل «حسم» و«لواء الثورة»، عبر خلايا عنقودية مترابطة، في إطار محدد، ووفقًا للمكلف به من قياداتهما والداعمين لهما، بحسب تحقيقات النيابة وتحريات قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية.

وحول البنية الفكرية للتنظيمين، أوضحت التحقيقات، أن مجموعة الإعداد الفكري اضطلعت بعقد دورات لإعداد عناصر المجموعة فكريًّا، بادعاء شرعية قتال القائمين على الدولة ومؤسساتها، وترسيخ قناعتهم بتلك الأفكار، وأخرى خاصة بشؤون الأفراد.

وتشكل مجموعة الإعداد الفكري أخطر الخلايا الارهابية؛ إذ تعد معامل «غسيل المخ» للعناصر التي تمت استمالتها من قبل قادة التنظيم، لإعداد انتحاريين ينفذون مخططات الإخوان وفقًا لاسراتيجيتهم، أي أن الإعداد الفكري، مهمته الأولى تنفيذ «غسيل مخ» للعناصر المستقطبة، وإعدادها وفقًا للبنية الفكرية للتنظيم الإرهابي.


«حسم» و«لواء الثورة»..
خلايا مترابطة 

كشفت اعترافات المتهمين من «حسم» و«لواء الثورة»، أمام نيابة أمن الدولة العليا، أن بناء الجماعتين الإرهابيتين ينقسم إلى مجموعات نوعية تضطلع بمهام مختلفة، منها مجموعة «التدريب والتصنيع»، والتي تضطلع بتدريب عناصر التنظيم على استخدام الأسلحة المختلفة وأساليب إعداد العبوات المفرقعة، وتسليمها لمجموعات التنفيذ لاستخدامها في تنفيذ الاغتيالات والعمليات.

والخلية الأخرى هي خلية «الرصد»، لا تقل أهمية وخطورة عن خلية «التدريب والتصنيع»، فمهمتها رصد الشخصيات المهمة ورموز الدولة والأماكن الحيوية وتحديد خطوط سير الشخصيات المهمة؛ لاستهدافهم بعمليات عدائية، ورفع نتائج الرصد لقيادات التنظيم بالداخل الذين يتولون بدورهم رفعها إلى قيادات الجماعة خارج البلاد؛ لتقييمها ودراسة جدوى تأثيرها وإصدار التكليفات لعناصر التنظيم لتنفيذ العمليات الإرهابية.

هذه الخلية كان من مهامها رصد رجال الجيش والشرطة والمسؤولين في الدولة المصرية، وكشفت التحقيقات تورطها في رصد تحركات سير مأموريات ترحيل المتهمين من أعضاء الجماعة في قضيتي اغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، وكذلك محلات الصرافة في المحافظات؛ من أجل استهدافها واستخدامها في عمليات تمويلهم.

بجانب «التدريب والتصنيع» و«الرصد»، هناك خلية «النقل والدعم اللوجيستي»، وهي التي تقوم بتلقي مبالغ مالية من قيادات التنظيم الإرهابي وتسليمها لمسئولي تلك المجموعات، وكذلك توفير الأوكار وأماكن الإيواء والتدريب لعناصر المجموعات المسلحة وشراء الأسلحة والمواد التي تستخدم في تصنيع العبوات المتفجرة، وتوفير وسائل الانتقال من السيارات والدراجات النارية لتنفيذ الأعمال العدائية، والإنفاق على أسر عناصر التنظيم الذين يتم ضبطهم.


«حسم» و«لواء الثورة»..
مقرات الجماعات الإرهابية

ومع وجود تمويل وتخطيط واسع من قبل القائمين على «حسم» و«لواء الثورة» استطاع التنظيم أن ينفذ في 21 مدينة مصرية؛ حيث اعترف المتهمون أمام نيابة أمن الدولة العليا بوجود 21 مقرًّا منهم بمحافظات دمياط، والقاهرة، والجيزة والإسكندرية، والمنوفية، والفيوم، والقليوبية وأسيوط، والشرقية والبحيرة، تعمل على إيواء عناصر التنظيم الهاربة بها، والتخطيط لعملياتهم الإرهابية وإخفاء وتخزين الأسلحة والعبوات المفرقعة والمواد المستخدمة في إعدادها وتصنيعها.


«حسم» و«لواء الثورة»..
وهم إسقاط الدولة

لكل تنظيم إرهابي أهداف يسعى إلى تحقيقها، ووضع القائمون على «حسم» و«لواء الثورة» الإرهابيين رؤية استراتيجية تهدف لإسقاط الدولة المصرية، عبر محاور عدّة، في مقدمتها استهداف مؤسسات الاقتصاد المصري، بما يهدد الاقتصاد القومي، والمحور الثاني هو الاستهداف السياسي، عبر استهداف البعثات الدبلوماسية بما يفقد الثقة في الدولة المصرية من قبل الدول الأجنبية، أما المحور الثالث فهو استهداف الأماكن والمؤسسات الحيوية للدولة واغتيال الشخصيات المهمة، بما يفقد ثقة الشارع المصري في الحكومة القائمة.

وقد نفذ «حسم» و«لواء الثورة» الإرهابيان، العديد من العمليات في المدن المصرية، بلغ عددها 12 جريمة إرهابية، في مقدمتها واقعة قتل الرائد أحمد حسين رئيس مباحث قسم شربين في محافظة الدقهلية، والشروع في قتل العميد بهاءالدين أبوالخير واللواء ضياء الدين عطية فتوح، إلى جانب واقعة قتل خفير الشرطة النظامي مسعود حسن عبدالله الأمير في دمياط بتاريخ 27 مارس 2017، وواقعة قتل المواطن محمد غريب الزيني، والشروع في قتل الخفير النظامي إبراهيم حمدي فتوح، كما ارتكب أعضاء المجموعات المسلحة بالفيوم واقعة استهداف خدمة المرور الأمنية المارة أعلى الطريق الدائري بمحافظة الفيوم.


«حسم» و«لواء الثورة»..
خبراء: التحقيقات تؤكد فكر الجماعة الإرهابي

يرى الخبراء في تصريحات لـ«المرجع»، أن اعترافات أعضاء «حسم» و«لواء الثورة» أمام نيابة أمن الدولة العليا، تؤكد فكر جماعة الإخوان الإرهابي، وسعيها لإسقاط الدولة المصرية.

يقول سامح عيد، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإرهابية: إن اعترافات المتهمين من أعضاء «حسم» و«لواء الثورة»، تكشف يقظة الشرطة والأجهزة الأمنية، في مواجهة مخططات الجماعات الإرهابية.

وأضاف أن القبض علي 278 إرهابيًّا من «حسم» و«لواء الثورة»، يشير إلي حجم المخطط الكبير الذي كان يسعى إليه القائمون على التنظيم، من خلال نشر خلايا مسلحة لاستهداف أمن واستقرار البلاد.

وأكد القيادي المنشق أن الأماكن التى يتم التدريب فيها من قبل «حسم» و«لواء الثورة» في المحافظات البعيدة، مثل البحيرة ودمياط والشرقية، التي لها ظهير صحراوي يجعل للإرهابيين قدرة على التدريب والتسليح بشكل مطمئن، ومن ثم كشف هذه المناطق يؤكد حرفية ويقظة المؤسسات الأمنية المصرية في مواجهة مخططات الجماعات الإرهابية.


«حسم» و«لواء الثورة»..
فيما أشاد العميد خالد عكاشة عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب بجهود الجيش والشرطة في القضاء على العناصر الإرهابية والتنظيمات المتطرفة الموجودة في مصر، كما أشاد بدور جهاز الأمن الوطني وقوات مكافحة الإرهاب.

وأكد «عكاشة» في تصريح لـ«المرجع» انحسار القدرات الإرهابية؛ بسبب جهود عدّة قامت بها مصر منها تجفيف منابع التمويل، مشيرًا إلى أن الإرهاب ليس مقتصرًا على سيناء فقط، لكنه موجود في المحافظات المصرية، كالظهير الصحراوي بالصعيد في محافظات بني سويف والمنيا والفيوم، التي يستغلها الإرهابيون في عمليات التدريب.

وأضاف أن نهج الإخوان منذ 2013، وخصوصًا بعد انقضاء حكم محمد مرسي، هو محاربة مصر سواء اقتصاديًّا أو عسكريًّا؛ لذلك عملت على نشر أذرع لها متمثلة في «حسم» و«لواء الثورة»، والتي اعترف بها المجتمع الدولي بأنهم تنظيمات إرهابية.

وشدد عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب على أن الدور المصري لفضح الإخوان وأتباعهم يحتاج جهدًا أكثر؛ حتى نستطيع فضح أساليبهم لدى الدول الأوروبية.
"