مع دعوات لعزل «الجولاني».. الانشقاقات تفتك بـ«تحرير الشام»
انشق عدد من العناصر عن ما تعرف بـ«هيئة تحرير الشام»، وهى فصيل مسلح عامل في الشمال السوري، وذلك بهدف الانضمام إلى تنظيم «حراس الدين» (جماعة مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي)، بسبب غضبهم من سياسات وتصرفات زعيم تحرير الشام المدعو «أبومحمد الجولاني»، ليس هذا وحسب، بل تعالت الأصوات المنادية بعزل «الجولاني» نتيجة تصرفاته خلال الفترة الماضية.
وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» خرج المئات من سكان المحافظة الشمالية السورية «إدلب» للمطالبة بعزل «الجولاني»، بسبب أحداث العنف التي حدثت للكثير من المدنيين على يد عناصره.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه «تحرير الشام» العديد من الأزمات والانشقاقات من داخلها، بدأت عقب اقتتال مع فصائل مسلحة خلال يناير 2017، وتكررت المعارك في مطلع 2018، إذ تمكنت الهيئة، كونها الأكثر قوة في الشمال السوري من طرد الفصائل من مناطق واسعة في إدلب.
وتسيطر الهيئة على أبرز المعابر التجارية، كما بسطت سيطرتها على أكثر من 60% من الأراضي، فيما باتت الفصائل الأخرى؛ وعلى رأسها ما تُعرف بـ«حركة أحرار الشام» تنتشر في مناطق محدودة.
إضافةً إلى ذلك تسببت السياسات التي يتبعها «أبومحمد الجولاني»، في تراجع الهيئة، إلى جانب انشقاق عدد من الفصائل عنها، ومنها فصيل يُعرف بـ«جند الملاحم»، وما يُعرف بـ«جيش الأحرار» و«نورالدين الزنكي».
في وقت سابق، قال «أبوالعبد أشداء» أحد القيادات المنشقة، إن عناصر الهيئة لا يتقاضون رواتبهم رغم توفر المال لدى القيادة، وعندما تتم المطالبة من قبل قادة التشكيلات بزيادة الدعم، تتذرع القيادة بأنها أنفقت الأموال في قطاعات أخرى، وهي أكاذيب تم كشفها في أكثر من حادث، وسياسة التجويع التي اتبعتها الهيئة أثرت بشكل كبير على معنويات وأداء العناصر، وتسببت في الخسارة الميدانية.
وتابع: «دخل الهيئة الشهري من الأموال يكفي لكل عناصرها، فقد استولت "الهيئة" على أكثر من 10 ملايين دولار، وأكثر من 1100 آلية ومستودعات كبيرة من الأسلحة والأغذية والأدوية، مما تعرف بـ«حركة الزنكي»، وكل تلك الأموال يتحكم فيها قادة الهيئة».
وكشف «أشداء»، أن قيادات الهيئة تركز على جمع الضرائب والسيطرة على الممتلكات العامة واحتكار التجارات ومصادرة كثير من دخل الفصائل الأخرى والتهريب وتجارة الدخان، وغيرها من الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة.
وأثارت تصريحات «أشداء» غضب قيادات في الهيئة، إذ اتهمته عبر وكالة «إباء» أحد المنابر الإعلامية التابعة للهيئة، بالكذب والتضليل وكشف أسرارها.





