ad a b
ad ad ad

المالديف.. الجزر الهادئة تكتوي بنار الإرهاب

الجمعة 21/مايو/2021 - 06:29 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

سلطت الحوادث الإرهابية الأخيرة في جزر المالديف الضوء على وجود الجماعات الإرهابية في المنطقة الآسيوية المحدودة المساحة، وفي الأسبوع الأول من مايو 2021 أعلنت شرطة المالديف، اعتبار الانفجار الذي أصاب الرئيس السابق «محمد نشيد» وأربعة آخرين بينهم مواطن بريطاني«عملًا إرهابيًّا».


وربما كان الحادث استهدافًا للرئيس السابق، الذي كان يهاجم الجماعات المتطرفة صراحة، فيما يحظر القانون الوعظ وممارسة الأديان الأخرى، و«نشيد» هو رئيس البرلمان الحالي، وكان أول رئيس منتخب ديمقراطيًّا في الفترة من 2008 إلى 2012.


المالديف.. الجزر

سياحة تحت قبضة الإرهاب

 

تشتهر جزر المالديف بمنتجعاتها الفاخرة، ولكنها تتعرض لهجمات عنيفة من وقت لآخر، ففي عام 2007 أسفر انفجار في حديقة بالعاصمة عن إصابة 12 سائحًا أجنبيًّا.

 

وفي يناير 2021 أعلنت سلطات المالديف اعتقال ثمانية أشخاص للتخطيط لمهاجمة مدرسة، وكانوا بصدد صنع قنابل في قارب في البحر. 

 

وتوجد جماعات متطرفة في الجزر، لكن تنظيم «داعش» بات يصعد من اهتمامه بجزر المالديف عبر عمليات الذئاب المنفردة التي تقوم بها عناصر تبايع التنظيم هناك، إذ يسعى لمحاولة جديدة للبحث عن موطئ قدم يتحرك من خلالها في تنفيذ مزيد من العمليات الإرهابية.

 

وأظهر تقرير الجماعات المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية في تقرير حديث أنه على الرغم من صغر حجم جزر المالديف الجغرافي فإنها تعد أرضًا خصبة للجماعات الإرهابية، وهذا يعود إلى انتشار عناصر تؤيد تنظيم القاعدة وجماعة عسكر طيبة الباكستانية.

 

ومع تصاعد العنف في سوريا بداية من عام 2013 سافر ما يتراوح بين 50 و100 شخص إلى سوريا وانضموا إلى تنظيم «جبهة النصرة» سابقًا «هيئة تحرير الشام» حاليًّا إضافة إلى ما يعرف بالجيش السوري الحر.

 

 وأوضحت تقارير أن المالديف كانت من بين أربع دول في جنوب آسيا من المحتمل أن ينضم عناصر منها إلى تنظيم «داعش»، إذ قدر عدد من سافروا بعد ذلك من جزر المالديف إلى سوريا والعراق نحو مائتى شخص، وذلك عام 2015، وهناك تقارير أشارت إلى تصاعد هذا العدد إلى 500 شخص، وهو عدد كبير، حيث إن عدد المجتمع المالديفي لا يزيد على أربعمائة ألف نسمة.


وأوضح التقرير أن دعاية تنظيم «داعش» اتجهت مؤخرًا نحو استهداف مناطق أخرى جديدة لم يكن التنظيم قد سلط الضوء عليها بشكل كبير فقد نشرت منصات التنظيم مطلع هذا العام إصدارًا يتحدث فيه ثلاثة أشخاص، أشاروا إلى أنهم سيعملون على استهداف قطاع السياحة في جزر المالديف من أجل إضعاف الحكومة.

 

وفي عام 2019 شن تنظيم «داعش» هجومًا إرهابيًّا قتل فيه 3 سائحين، وكان التنظيم نشر فيديو يدعو فيه المواطنين فى المالديف إلى الانضمام إليه بالإضافة إلى توجيه تحذيرات للسلطات هناك من أجل إطلاق سراح العناصر المؤيدة التي تم القبض عليها.

 

 


المالديف.. الجزر

إرهابيون مجرمون  

 

كما تشير تقارير إلى أن المقاتلين الذين التحقوا بصفوف التنظيم، منذ ظهوره، ينحدرون من خلفيات إجرامية تتعلق بعصابات النهب والجريمة، وهذا يرجع إلى أن دعاية التنظيم التي تبث إلى هؤلاء تقنعهم أن باب «التوبة» مقبول إذا شاركوا في «الجهاد».


وتمكنت السلطات المالديفية من إحباط عدد من الهجمات الإرهابية منذ عام 2017، وكشفت عن محاولات من قبل مؤيدين من التنظيم لنشر أفكاره وذلك في عام 2019، حيث ألقت السلطات القبض على شخص يدعى «محمد أمين» مسؤول عن تجنيد الشباب وإقناعهم بالانضمام إلى تنظيم داعش والسفر إلى سوريا والعراق، ويعتقد أنه يحتل مركزًا مرموقًا فيما يعرف بـ «ولاية خراسان» التابعة لتنظيم داعش.



وفي ذات السياق، اعتبر رئيس البلاد الأسبق "محمد نشيد" في سبتمبر 2019 أن عودة مقاتلي تنظيم "داعش" إلى بلدانهم قد يشكل خطرًا على جزر المالديف نظرًا لوجود عناصر من التنظيم كانت تقاتل معه في مناطق انتشاره، بالإضافة إلى أنه حذر من وجود شبكات للتجنيد ممتدة في معظم بلاد جنوب شرق آسيا مرروًا ببلاده .



وحذر تقرير الافتاء من تصاعد اهتمام تنظيم "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى بهذه المنطقة خاصة أن هناك خطابًا إعلاميًّا مقدمًا من قِبل تنظيم «داعش» نحو هذه المنطقة في الوقت الذي يعتبر فيه المجتمع المالديفي على دراية كبيرة باللغة الإنجليزية، ما يسهل على التنظيم نشر خطابات بها، بالإضافة إلى وجود تقارير أخرى تتحدث عن تركيز مؤيدي التنظيم على الإنترنت وعلى منصات التواصل الاجتماعي .

 


"