بقوانين وإجراءات صارمة.. الاتحاد الأوروبي يتصدى لشبكات تمويل الإرهاب
الخميس 20/مايو/2021 - 10:18 ص
نهلة عبدالمنعم
تسعى دول الاتحاد الأوروبي نحو تقويض عمليات تمويل الإرهاب التي تمثل الدعامة الأساسية لاستمرارية ممارسة العنف في مناطق متفرقة من العالم، إلى جانب وضع أطر للمعالجات التكنولوجية لتطور وسائل الاتصال والمعاملات الاقتصادية بما يعرقل الاستخدام الإرهابي لها.
ناقشت المفوضية الأوروبية عبر اجتماعات متتالية سبل منع انتشار
الإرهاب بالمنطقة وحماية المجتمعات من الفصل العنصري للأيديولوجيات المختلفة،
مطالبة بضرورة تعميق التعاون بين السلطات المختلفة لإنجاح الإستراتيجية
الأوروبية في مواجهة التطرف العنيف.
تمويلات دور العبادة والمراكز الدينية والثقافية
تعمل
فرنسا كإحدى أبرز دول المنطقة خلال الآونة الأخيرة لتقويض التمويلات
المشبوهة على أرضها، وذلك نتيجة تبنيها لإستراتيجية أمنية مشددة ضد
الجماعات المتطرفة بعد سلسلة الهجمات التي منيت بها خلال نهاية عام 2020.
إذ
ناقشت السلطات المعنية قانونًا جديدًا لتشديد الرقابة على المدخلات المالية
لدور العبادة والمراكز الدينية والثقافية ضمن مشروع (مبادئ الجمهورية)،
لمنع الجماعات الظلامية من توظيف الحالات الإنسانية والطوارئ كمادة
لاستنزاف التبرعات لصالح عمليات العنف المختلفة.
ومن جانبها
تحاول ألمانيا السيطرة على الأوضاع في داخلها، عبر فرض قانون ضريبة المساجد
لقصر التمويلات لدور العبادة على الداخل فقط دون تلقي تبرعات من الخارج
حتى يمكنها السيطرة على مصادر الأموال، ولكنها لم تنجح حتى الآن في فرض
مواد القانون لنقاشات عدة تتجاذبها الأطراف المختلفة حوله.
شبكات تمويل الإرهاب وخطورة توظيفها
إن
الجهود القانونية لتأطير أزمة تمويل الإرهاب في أوروبا تكشف جزءًا من واقع
الأزمة، على خلفية الخلايا المكتشفة مؤخرًا عن نقل الأموال من أوروبا إلى
مناطق الصراع بالشرق الأوسط، إذ قررت الحكومة الألمانية في مايو 2021 حظر
مؤسسة أنصار الدولية لاتهامها في تمويل الإرهاب وجمع التبرعات لصالح الفروع
الإقليمية لتنظيم القاعدة في سوريا والصومال.
لا يتوقف خطر
تمويلات المراكز الدينية والثقافية على تمويل المجموعات المتطرفة بالشرق
الأوسط فقط، ولكنها تستخدم أيضًا لعمليات الاستقطاب وتجنيد الشباب الأوروبي
وتجهيز رحلات سفر لهم للانضمام للجماعات الإرهابية ما يخلق قواعد فكرية
متطرفة بالمنطقة، يغذيها الوجود الأيديولوجي العميق لجماعة الإخوان
باعتبارها الجماعة الأم للتيار الإرهابي.
كما أنها تستخدم لصالح
الاستخبارات المعادية للدول الأوروبية كي تشكل بها فيما بعد ورقة ضغط
سياسي، وذلك مثلما يحدث في الحالة الإيرانية، عندما اكتشفت ألمانيا وجود
مخازن تابعة لأحد المراكز الخاصة بحزب الله تحتوي على مواد متفجرة شديدة
الخطورة، فضلًا عن اكتشافها لتمويل مركز المصطفى لعمليات وأسر عناصر حزب
الله في لبنان، ما دفعها لإعلانه إرهابيًّا.
تكنولوجيا الاتصالات الحديثة ودورها في تمويل الإرهاب
تشكل
تكنولوجيا الاتصالات الحديثة والتطور الذي أدخلته على المعاملات المالية
تحديًا أمام أجهزة الأمن الأوروبية لتعقب التمويل المعتمد على الشبكات
الإلكترونية والعملات المشفرة مثل البيتكوين والمونيرو.
إذ لا
يزال تنظيم داعش يطالب عناصره باستخدام العملات المشفرة والشبكات المشبوهة
لتمويل الأنشطة العنيفة في مناطق مختلفة، بما فيها دول الاتحاد الأوروبي،
وجدد التنظيم هذه المطالبات لعناصره عبر رسالة بثها على التليجرام في مايو
2021 لتنشيط استخدام استراتيجية التمويل المتطورة.
وتبقى العناصر
المدربة، والمرسلة خصيصًا، لتكون حلقة وصل في تمويل الجماعات الإرهابية بين
أوروبا والشرق الأوسط، ذات خطورة متطورة ناتجة عن التدريبات التي تلقتها
للسرية والمهارة الإلكترونية والنفسية للتعامل مع الأوضاع والتكيف معها
وتنفيذ المهمات المتطرفة لصالح الجماعات المتطرفة.





