لحفظ ماء الوجه واسترضاء المرشد.. «روحاني» يضحي بمستشاره الثقافي
«اللهم ومن أرادني بسوء فرده، ومن كادني فكده».. بهذه العبارة علق رئيس المركز الرئاسي الإيرانى للدراسات الإستراتيجية «حسام الدين آشنا» في أول رد له، على التسريبات الصوتية لوزير الخارجية «محمد جود ظريف» الذي كشف فيه عن دور الحرس الثوري وتحديدًا قائد فيلق القدس السابق «قاسم سليماني» في إدارة ملفات السياسة الخارجية للبلاد وتهميش دوره.
ووجهت إلى «آشنا» مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الثقافية، اتهامات من قبل وسائل الإعلام القريبة من الحرس الثوري والمرشد الأعلى، بمسؤوليته عن تسريب مقابلة «ظريف»، مبينة أنه «المتهم من الدرجة الأولى» في قضية تسريب الملف الصوتي، على اعتبار أن هذه المقابلة كانت جزءًا من سلسلة من المقابلات التي أجريت برعاية المركز الرئاسي للدراسات الإستراتيجية التابع لرئاسة الجمهورية تحت إشراف «آشنا» مع مديري حكومة «روحاني».
الأمر الذي دفع بالرئيس الإيراني «حسن روحاني» لإصدار قرار في 29 أبريل 2021، أي بعد أربعة أيام من تسريب مقابلة وزير الخارجية الإيراني؛ يقضي بإقالة مستشاره، وذلك علي خلفية اتهامه بالتسريبات الأخيرة لـ«ظريف»، وعين «علي ربيعي» المتحدث باسم الحكومة الإيرانية بدلًا من «آشنا» الذي قال فيما بعد: «إن الكشف عن هذا الملف الصوتي يعد تصرفًا "سيئ النية"، فضلًا عن كونه "كيد محتمل"».
ولم يوضح الرئيس الإيراني سبب اقالة مستشاره إلا أنه يمكن تفسير ذلك على أنها محاولة من قبل «روحاني» لحفظ ماء الوجه واسترضاء المرشد «على خامنئي»، خاصة أن التسريب جاء في وقت حساس بالنسبة بالبلاد التى تستعد للانتخابات الرئاسية فى يونيو المقبل، ولروحاني الذي لم يتبق في فترة رئاسته سوي شهر قبيل انعقاد الانتخابات الرئاسية في 18 يونيو 2021.
وفي محاولة لتجميل قرار الإقالة، روجت وسائل إعلام مقربة من حكومة روحاني، بأن إقالة «حسام الدين آشنا»، قائمة على مساعي السلطات الإيرانية المتواصلة للاستفادة من الخبرات المتراكمة لدي علمائها، وتعيينهم في المناصب القيادية في البلاد.
ومن جانبه، قال «ربيعي»: «إن مقابلة ظريف كانت جزءًا من مقابلات تحت عنوان "خارج الحكومة" تهدف إلى توثيق أداء فترتي حكم روحاني، وكان من المقرر نشر مقتطفات فقط من هذه المقابلة للجمهور».
«آشنا» تحت المقصلة
وفي إطار دعوات المحافظين لمعاقبة وزير الخارجية الإيراني وجميع المتسببين في نشر التسريب الصوتي، دعا عضو هيئة الرئاسة في البرلمان الايراني «حسين علي حاجي داليجاني»، القضاء الإيراني لضرورة التدخل في قضية تسريبات ظريف، ومعاقبة جميع المسؤولين، قائلًا في تصريحات لوكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية: «حتى بعد انتهاء رئاسة روحاني، لن تنتهي مساءلة حسام الدين آشنا في هذا الشأن، ويجب أن يحاسب على هذه التسريبات بصفته مستشارًا أمنيًّا للحكومة الإيرانية ورئيسًا للمركز الرئاسي للدراسات الإستراتيجية في الرئاسة الايرانية».
من هو؟
«آشنا» البالغ من العمر 56 عامًا والذي يعمل كأستاذ مشارك في قسم السياسات بجامعة الإمام الصادق، اختاره «روحاني» مستشارًا له في أكتوبر2013، بعد سنوات طويلة من العمل معًا، إذ كانت بداية التعاون بينهما عام 1998، وكان وقتها «روحاني» أمينًا لمجلس الأمن القومي، وكان «آشنا» نائبًا لوزير المخابرات.
ولعب «آشنا» دورًا كبيرًا أثناء الحملة الانتخابية للرئيس روحاني، وكان السبب في حضور روحاني الإعلامي خلال المناظرات، وكان من أهم المرافقين له في أول رحلة له إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2013.





