ad a b
ad ad ad

عدسة "المرجع" في صلاة العيد.. الاختلاط يفسد المشهد الرائع

الجمعة 15/يونيو/2018 - 02:56 م
المرجع
عبدالهادي ربيع - تصوير نورهان محسن
طباعة
رصدت عدسة المرجع توافد الملايين من المسلمين صباح اليوم على الساحات، التي حددتها وزارة الأوقاف؛ لإقامة شعائر صلاة عيد الفطر المبارك، في مشهد ديني مُبْهر لم يشبه إلا اختلاط النساء بالرجال في الصلاة، بالمخالفة لإجماع العلماء على عدم جواز هذه الصلاة بهذه الطريقة.

عدسة المرجع في صلاة
وكانت دار الإفتاء المصرية قد استبقت هذه الظاهرة فأصدرت بيانًا، أمس الخميس نوّهت فيه بأن صلاة الرجال بجوار النساء في مصلى العيد في صف واحد من دون فاصل أو حاجز، لا تجوز، وحكم الصلاة فيها باطلة عند الأحناف، ومكروهة عند الجمهور، بل تعد تعديًا صريحًا على قواعد الشرع الشريف، مطالبة الجهات المسؤولة بالمحافظة على الآداب العامة المنظمة لقواعد الاجتماع بين الرجال والنساء في الأماكن العامة.

كما أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بيانًا أمس الخميس قال فيه إنه ينبغي الفصل بين الرجال والنساء، فيصلي الرجال في الصفوف الأولى، ثم الصبيان، ثم النساء، مستدلًّا بحديث أَبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، الذي قال فيه: «أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِصَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَفَّ الرِّجَالَ، وَصَفَّ خَلْفَهُمُ الْغِلْمَانَ، ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ فَذَكَرَ صَلَاتَهُ».

وتابع البيان أنه لا ينبغي أن تصلي المرأة بجوار الرجل، إلا في وجود حائل بينهما، فإن صلَّت بجواره دون حائل فالصلاة باطلة عند الأحناف، ومكروهة عند الجمهور.

عدسة المرجع في صلاة
يُشار إلى أن صلوات العيد في الأعوام السابقة شهدت أحداثًا مماثلةً من اختلاط النساء بالرجال في صفوف الصلاة؛ ما أحدث جدلًا في الأوساط العلمية الدينية، حول مدى صحة هذه الصلاة، ويُذكر أن أول حادثة مشابهة معروفة كانت أمينة ودود الإنجليزية التي خرجت في مقاطع مصورة عام 2008، تؤم المصلين في الصلاة، مدعيةً أن الإسلام لا يفرق بين المرأة والرجل في هذا الصدد.

وتوالت بعد ذلك الفتاوى التي تبيح هذه الظاهرة، أبرزها فتوى الداعية المغربي عبدالله النهاري، التي قال فيها، إنه «لا مشكلة في صلاة المرأة إلى جوار الرجل، مستدلًّا بصلاة الجميع متجاورين في ساحات الحرم المكي، إضافةً إلى ادعائه أحداثًا تاريخيةً تؤكد صحة فتواه، مثل «أم ورقة»، التي أذن لها الرسول -حسب قوله- في إمامة بيتها، إضافة إلى «نفيسة بنت الحسن» التي أمّت الرجال في جنازة الشافعي، حسب قوله، وأنه لا يوجود أي نص في القرآن أو السنة يمنع المرأة حتى من إمامة الرجال في الصلاة.

عدسة المرجع في صلاة
ويعلق الداعية السلفي حسين مطاوع لـ«المرجع» على هذه الفتوى بأن صلاة النساء بجوار الرجال في العيد، أو غيرها مكروهة لما فيها من مخالفة شرعية واضحة، وأنها تخرج عن إجماع العلماء القائل بالفصل، وتجنب الاختلاط أثناء الصلاة منعًا للفتنة.

وتابع مطاوع في تصريحه للمرجع، أن النص الديني صريح في هذا الموضوع، انطلاقًا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم (خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها)، بمعنى أن خيرها آخرها لبعدها عن الرجال والاختلاط.

وأضاف أن الاستدلال بالصلاة في الحرم في غير محله، مشيرًا إلى أن للمسجد الحرام خصوصيته؛ نتيجة للانشغال بالنسك وصعوبة الفصل بينهم، مشيرًا أن إدارة الحرم تفصل بين النساء والرجال في غالبية الصلوات وهذا ما تلحظه في صلاة التراويح.
"