ad a b
ad ad ad

ببصمات داعشية.. الإرهاب يضرب إندونيسيا في ظل العنف الطائفي

الخميس 08/أبريل/2021 - 03:56 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

لا تزال منطقة جنوب شرق آسيا ملاذًا لتنظيم «داعش» الذي يسعى لتطوير نفوذه بالمنطقة ليؤسس بداخلها خلافة مزعومة تعضد وجوده بالقارة، وبالأخص في إندونيسيا، وذلك اعتمادًا على مدخلات مجتمعية أسهمت في إصباغ الإرهاب الداعشي في جاكرتا بمتغيرات خاصة.


ببصمات داعشية.. الإرهاب

هجمات «داعش» على كنائس إندونيسيا


عادت العمليات الداعشية مجددًا لضرب إندونيسيا، ففي 28 مارس 2021 أصيب ما لا يقل عن 14 شخصًا في تفجير كنيسة كاثوليكية في مدينة ماكاسار في جزيرة سولاويسي بشرق البلاد، وذلك بالتزامن مع احتفال رواد الكنيسة بأحد الشعانين في أسبوع الفصح لدى المسيحيين من الطائفة الكاثوليكية.


أعلنت السلطات الإندونيسية أن مهاجمين كانا يستقلان دراجة نارية حاولا اقتحام المدخل الجانبي للكنيسة قبل أن يفجرا نفسيهما ويتحولا لأشلاء، وقد استنكر مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة الهجوم مؤكدًا أن العمل الإرهابي لا يمكن تبريره، مطالبًا الدول بالتكاتف لمواجهة التطرف العنيف.


ومن جهتها أعلنت الشرطة تورط تنظيم «داعش» في العملية، ولا تعد هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها التنظيم كنائس البلاد وتحديدًا خلال أيام التجمعات والمناسبات لإحداث أكبر عدد ممكن من الإصابات والوفيات، إذ أشارت إدارة الكنيسة ماكاسار إلى أن التفجير الأخير ضرب المدخل الجانبي، وإذا كان الهجوم قد حدث بالمدخل الرئيسي كان سيُحدث عددًا أكبر من الضحايا.


ببصمات داعشية.. الإرهاب

الإرهاب العائلي.. سمة «داعش» في إندونيسيا


إلى جانب الخصائص التي تتسم بها عمليات «داعش» في إندونيسيا من حيث الهجوم على أبناء الطائفة المسيحية واستهداف دور العبادة الخاصة بهم، فقد أفرزت تجربة داعش في البلاد ما يعرف بـ«الإرهاب العائلي»، إذ أعلنت السلطات الإندونيسية أن المهاجمين اللذين استهدفا الكنيسة كانا زوجين.


وتزوج الداعشيان منذ 6 شهور فقط، وأن الزوج في منتصف العشرينيات، بينما تحفظت السلطات على اسميهما، وأفادت الشرطة بأن التحقيقات لا تزال جارية، للتأكد من عدم تورط أشخاص آخرين في الهجوم، وما إذا كانت هناك خلية منظمة لتدمير كنائس البلاد ومهاجمة المسيحيين، وذلك بعد عثور الشرطة على متفجرات مرتبطة بهجوم الكنيسة الأخيرة، والتي تقع في مناطق بعيدة عن العاصمة جاكرتا.


وتثبت التحريات التي أجرتها الشرطة أن الزوجين كانا عضوين بالجماعة المحلية التابعة لتنظيم «داعش»، والمعروفة باسم «جماعة أنصار الدولة»، وقد أعادت الحادثة إشكالية الإرهاب العائلي في إندونيسيا إلى الواجهة الإعلامية، فأن ضلوع الأسر بشكل كامل في عمليات انتحارية يلقي بظلاله على سلامة البنية المجتمعية والأمن الداخلي للبلاد، فمن شأن ذلك أن يضفي مزيدًا من السرية والتعتيم على الهجمات الإرهابية بما يعقد عمل أجهزة الشرطة.


كما أن تربية الأطفال داخل عائلات تدين بالولاء لفكر إرهابي يؤثر على مستقبل التطور السياسي والاقتصادي للبلاد، ويعرضها لأن تكون امتدادًا جغرافيًّا لخلافة مؤثرة لتنظيم «داعش» الإرهابي بما يهدد أمن المنطقة، وتظهر خطورة الإرهاب العائلي في تكراره دون وجود حملات توعية تعرقل استفحاله، ففي 2018 نفذت عائلة هجمات متزامنة ضد 3 كنائس بمنطقة سورابايا ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا.


وبالتالي فأن الإرهاب العائلي بات ظاهرة في إندونيسيا، وأن انزلاق أحد أفراد العائلة إلى تبني الفكر المتطرف أمر لا يلقى استهجانًا كبيرًا في صفوف الأسر ما يسهل انضمام جميع أفراد العائلة للفكر ذاته، إلى جانب اتساع دائرة الاعتقاد في الانتحار كوسيلة لخدمة الدين، وهو ما يتنافى مع الأسس الصحيحة لقيم الشهادة في سبيل الله، وهو ما يحتاج لدعم ديني.


وفي دراسة لمركز المستقبل حول أسباب تنامي «داعش» في إندونيسيا أبرزت الورقة البحثية دور عودة العناصر الداعشية إلى البلاد بعد سقوط التنظيم في سوريا والعراق في تنمية الفكر المتطرف في البلاد، ما يطرح إشكاليات حول دور الأمن والجهات الدينية في تجنيب ظهور عناصر جدد للتنظيم والسيطرة على العائدين وتقويض نشر الإرهاب.


المزيد.. مستهدفًا نقاط ضعفهن.. داعش يجند النساء بإعلام عاطفي وفتاوى محرفة

"