ad a b
ad ad ad

باستراتيجية جديدة.. «داعش» يحاول العودة في العراق بالهجمات الليلية

الجمعة 19/مارس/2021 - 06:21 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة
تحاول بقايا وخلايا تنظيم «داعش» الإرهابي، اتباع استراتيجية جديدة في غرب وشمال العراق، تعتمد على هجمات ليلية وكمائن ينفذها بعد دراسة المناطق التي يعمل بها.

وبالرغم من تنفيذ الأمن العراقي، منذ مطلع العام الجاري حملات موسعة في محافظات نينوى والأنبار وديالى وصلاح الدين وضواحي بغداد، إلا أن معدل اعتداءات التنظيم في تزايد، من خلال لجوئه لتفخيخ أوكار ومقرات له في الصحراء الغربية والمناطق الجبلية، وحتى السيارات التابعة له، وتركها طعمًا للقوات العراقية.

وتؤشر هجمات التنظيم في الأسابيع الأخيرة، إلى تغيير واضحٍ في طريقة الهجمات ونوعية الأهداف التي يقصدها مسلحو التنظيم، خصوصًا بعد الهجمات الأخيرة قرب بغداد، وهي خطة استنزاف للقوات العراقية، لإبقائها في حالة استنفار، ومواصلة تقديم خسائر في صفوفها.
باستراتيجية جديدة..
محاولات للظهور
يعمل التنظيم منذ مارس 2020، على إنتاج فعاليات هجومية تزعزع الاستقرار الأمني النسبي في المناطق الغربية والشمالية من العراق، ولاسيما أن تلك المناطق كانت تمثل نفوذه الرسمي أيام دولته المزعومة، إذ يتحرك ميدانيًّا داخل المنطقة الصحراوية الفاصلة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين، ومناطق بحيرة الثرثار والزوية والطرابشة، شمال محافظة الأنبار، ومناطق غرب وجنوب محافظة كركوك، وجزيرة كنعوص وزنكوبة جنوب محافظة نينوى، بجانب المثلث الجغرافي الرابط بين شمال العاصمة بغداد ومحافظات كركوك وديالي وصلاح الدين.

وخلال النصف الثاني من عام 2020، نفذ التنظيم الإرهابي نحو 23 هجمة، أوقعت 493 ضحية، ما بين قتيل وجريح من المدنيين والأمنيين، وفقًا للإعلام الرسمي العراقي، وارتكزت تلك الهجمات في محافظتي صلاح الدين والأنبار اللتين تمثلان مركز عملية «أبطال العراق» التي أطلقتها السلطات العراقية بمراحلها الأربع.
 
وخلال ورقة بحثية أعدها «مركز الإمارات للسياسات»، حملت عنوان «استراتيجية تنظيم داعش في العراق»، أكد أن التنظيم يعمد إلى تكثيف عملياته الإرهابية داخل المساحة المحررة في غرب البلاد وشمالها، في مسعى لقضم الأراضي المستعادة منه، محاولًا بزعامته الجديدة إثبات الوجود عراقياً في ظل مواجهة شرسة من قبل السلطات العراقية بمختلف صنوف قواتها القتالية.
باستراتيجية جديدة..
فشل إحياء العودة
ووفق الورقة البحثية، فإن محاولات التنظيم لإحياء وجوده السابق باءت بالفشل، نتيجة تعرضه لضربات قاصمة، وأحرزت عمليات «أبطال العراق» الأربع للقوات المسلحة نتائج جيدة، حيث تم اعتقال جميع أفراد خلية داعش في ناحية العلَم بمحافظة صلاح الدين، وهي خلية تُمول مختلف العمليات الإرهابية داخل المحافظة، وقتل 15 مسلحا من عناصر التنظيم بمساندة طيران التحالف الدولي في قضاء الحويجة جنوب كركوك، فيما تم اعتقال خلية داعشية في القضاء نفسه، وهذه الخلية كانت مَعنية بتوفير السلاح لعناصر تنظيم المحافظة، إضافة إلى استهداف أماكن وجود داعش في جبال حمرين ومكحول شمال محافظة صلاح الدين، وذلك بمساندة طيران التحالف الدولي. 

وأكد الإعلام الرسمي للعمليات المشتركة في 9 نوفمبر 2020 مقتل عدد من القادة الميدانيين لـ«داعش» أثناء العمليات، بجانب السيطرة على الخط الجغرافي الرابط بين محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين، وهو خط كان يستثمره الدواعش كثيرًا في مهاجمة مراكز تلك المحافظات.

وكان من بين قادة الدواعش البارزين الذين تم اعتقالهم، المسؤول العسكري لمحافظة نينوى المدعو «أبو مصعب»، والمسؤول اللوجستي المدعو «أبو سفيان»، والمدعو «أبو خطاب»، فضلا عن اعتقال الأمير الإداري لولاية الجزيرة والبادية في زمار، ورئيس اللجنة المفوضة في التنظيم المدعو «عبد الناصر القرداش»، والمسؤول الإداري للتنظيم المدعو «أبو نبأ»، والذي جرى اعتقاله في مطار بغداد الدولي.

وتؤكد الورقة البحثية، أن التنظيم الإرهابي مُني بخسائر فادحة تحت قيادة زعيمه الجديد المدعو «أبو إبراهيم القرشي»، إضافة إلى فَقَد التنظيم الكثير من عناصره الاستخبارية الميدانية التي كانت يستثمرها في مناطق وجوده، سيما في محافظة الأنبار ومناطق شمال بغداد، ما عرّضهُ لهزائم كبيرة من قبل الجانب الأمني العراقي.
 رئيس الوزراء العراقى
رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمي
مواجهات جديّة
تحاول حكومة رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمي لململةَ صفوف القوات المشتركة -المؤلفة من الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والعشائري- في مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها في المدن التي يحاول «داعش» زعزعة استقرارها، إذ اعتمدت القوات المسلحة العراقية على العامل الاستخباري كمقدمة لمهاجمة التنظيم، وهذا ما أفضى إلى مشاركة جهاز المخابرات الوطني في مختلف العمليات.

ويؤكد مراقبون، أن التنظيم باتت لديه خطط للبقاء والانتشار أمام القطعات الأمنية في كافة الجبهات، لافتين إلى أنه يستغل عدم التنسيق بين قوات الجيش العراقي وقوات البشمركة في المناطق المتنازع على إدارتها شمال العراق لعدم إيجاد صيغة لتأمين الحدود الفاصلة بين الجانبين، وسيبقى داعش يتنقل في أرض تعتبر فارغة.

"