هوس السلطة.. "فارماجو يسير بالصومال إلى حافة الهاوية
الجمعة 05/مارس/2021 - 07:31 م
شيماء حفظي
يقود الرئيس الصومالي، المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو، بلاده إلى حافة الانهيار بترشحه للانتخابات الرئاسية لولاية جديدة، في ظل عدم توافق بين القوى السياسية ليس فقط بشأن الانتخابات لكن بشأن ترشحه مرة أخرى أيضًا.
ويمارس فارماجو، الذي انتهت ولايته رسميًا منتصف فبراير 2021، ، مهامه رئيسًا حتى يتم الاتفاق على موعد جديد لعقد الانتخابات، التي تم تأجيلها في فبراير.
وتعهد فاماجو، الذي سبق وحدد موعد الانتخابات دون توافق سياسي، بأنه حتى بعد نهاية ولايته لن يكون هناك فراغ في السلطة في البلاد، في وقت يسعى فيه إلى إعادة انتخابه لمدة أربع سنوات أخرى.
وبسبب نقص الموارد والمخاوف الأمنية، لا يستخدم الصومال نظام التصويت المباشر. وبدلا من ذلك، ينتخب 51 مجمعًا انتخابيًا يختارهم زعماء العشائر نواب البرلمان الذين ينتخبون رئيسًا بدورهم.
وفي الوقت الذي أعلن فيه فارماجو، نيته إجراء الانتخابات في ظل غياب ولايتي جوبلاند وبونتلاند، اللتين تعارضان معالجة الحكومة للاتفاق السياسي المبرم حول الانتخابات منتصف سبتمبر 2021، في مقديشو، جدلا واسعا داخليا وخارجيا.
هذا الإعلان وصفه رئيس مجلس الشيوخ الصومالي عبدي حاشي عبدالله، بأنه "مسار أحادي وبدون أي توافق وطني ودون حل القضايا الخلافية البارزة".
وتحتج الولايتان على عدد من القضايا اهمها "نزاهة لجان تنظيم الانتخابات"، وتلقى فارماجو اتهامات عديدة بالتمسك بالسلطة ومحاولة إجهاض جهود الوساطة لحل المخاوف المثيرة حول الانتخابات.
ويهاجم قادة عشائر الشمال الصومالي، إجراء انتخابات غير توافقية في البلاد، ويصفونها بانها ستجلب "عواقب وخيمة"، فميا وصف رئيس ولاية جوبلاند أحمد مدوبي، هذه الخطوة بأنها "ديكتاتورية صريحة".
ويسعى فارماجو إلى اختطاف الانتخابات كليا عبر قوة أمنية، وتقسيم البلاد عبر انتخابات غير توافقية والتمديد لفترة رئاسية جديدة من خلال انتخابات غير نزيهة وتمرير الأمر، وفقا لما ذكره معارضوا الخطوة.
ويشهد ملف الانتخابات الصومالية احتقان متجذرا بين المعارضة من ولايتي جوبلاند بونتلاند ومجلس اتحاد مرشحي الرئاسة المكون من 14 مرشحا ونظام فرماجو مستعينا بثلاث ولايات (جنوب غرب الصومال، غلمدغ وهيرشبيلى) موالية له يقودها سياسيون وضعهم على رأس تلك الولايات بالحديد والنار خلال انتخاباتهم المحلية التي جرت فترة فرماجو الأربع سنوات الماضية .
ويحذر المراقبون من انزلاق البلاد في فوضى وسط غياب سلطات رسمية ذات صلاحية، في مشهد عبثي سيكون فرماجو بطله الأوحد ومصير مجهول سيكون محتوما على الشعب الصومالي بعد عقدين من استقرار نسبي في كافة المجالات بدعم المجتمع الدولي.
وتتصاعد أزمة الصومال الداخلية، في وقت يتسع فيه الصدع السياسي بين فارماجو ومعارضوه، في وقت تزداد فيه وتيرة العمليات الإرهابية بالبلاد.
وتصدت قوات الأمن الصومالية بولاية بونت لاند شمال البلادن الجمعة 5 ديسمبر 2021، لهجوم مسلح استهدف السجن المركزي بمدينة بوصاصو، أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين.
وقالت وكالة الأنباء الصومالية إن المسلحين حاولوا اقتحام السجن، فيما نقلت وسائل إعلام إن المسلحين أطلقوا قذائف هاون على مجمع أمني يضم سجن مركزي ويحتجز فيه نزلاء تمت إدانتهم بتهم الإرهاب والانتماء لتنظيم "داعش" الإرهابي، فيما تمكنت قوات الأمن من التصدي لهم.
وتشن قوات الأمن الصومالية بولاية بونتلاند عمليات أمنية واسعة ضد تنظيمي "داعش و"الشباب" (المحظورين في روسيا) في سلسلة جبلية قرب مدينة بوصاصو.





