تركيا تدق أوتاد الخراب في الصومال
الثلاثاء 23/فبراير/2021 - 12:16 م
أحمد عادل
تسعى تركيا إلى عزل الصومال عن محيطه الدولي والإقليمي، إذ يعيش البلد العربي الأفريقي أزمة سياسية منذ مطلع فبراير العام الجارى، بعد نهاية ولاية رئيس البلاد محمد عبدالله المعروف بـ باسم «فرماجو».
وكان الصومال يستعد في البداية لتنظيم أول انتخابات مباشرة منذ الحرب الأهلية التي اندلعت في 1991، لكن تعثر الإعداد وهجمات حركة الشباب الإرهابية، أجبرا السلطات على التخطيط لاقتراع آخر غير مباشر.
وكان من المفترض أن ينتخب شيوخ العشائر النواب في ديسمبر، وينتخب النواب بدورهم رئيسًا في الثامن من فبراير الجاري، لكن اختيار النواب تأجل بعدما اتهمت المعارضة رئيس البلاد، الذي يسعى إلى ولاية ثانية، بملء المجالس الانتخابية الإقليمية والوطنية بحلفائه.
فرماجو يتلاعب
إزاء تصرف «فرماجو»، بتأخير عملية الانتخابات، خرج متظاهرون غاضبون من أنصار المعارضة، الجمعة 19 فبراير 2021، إلى شوارع مقديشو، وقوبلت الاحتجاجات بقمع شديد من قوات فرقة جورجور الخاصة التي دربتها تركيا في الصومال.
وشهدت العاصمة مقديشو، إطلاق أعيرة نارية، خلال اشتباك القوات الحكومية مع مؤيدين للمعارضة، وقال محتجون إن قوات فرقة جورجور الخاصة التي دربتها تركيا هاجمت مدنيين وقتلت متظاهرين، ما أعاد أجواء الحرب الأهلية الصومالية ويمهد الطريق لانفلات أمني تستفيد منه القوى المسلحة وفي مقدمتها حركة الشباب الإرهابية.
وتلقت قوات «جورجور» تدريبات مكثفة في القاعدة التركية بمقديشو (تركصوم)، ويتراوح عدد عناصرها بين 4500 و5000 عسكري، ويتلقون الأسلحة والذخائر من تركيا، ويتمركزون في كل من مقديشو وطوسمريب وبلد حاوة، بينما تعتبر تركصوم قاعدتهم الرئيسية.
وإلى جانب تلقي هذه القوات الأوامرَ مباشرة من «فرماجو»، تأتمر كذلك بأوامر الضباط الأتراك في القاعدة.
قلق من التدخل التركي
تشعر المعارضة الصومالية بالقلق من التدخل التركي من خلال الدعم المسلح لقوات الشرطة الخاصة، التي تستخدم الرصاص الحي ضد المتظاهرين في مقديشو.
وكانت المعارضة الصومالية ، حذرت تركيا في ديسمبر 2020، من مخاطر إرسال شحنات من الأسلحة إلى الوحدات الخاصة التي تدربها.
ويثير دخول المنافسات السياسية في منعطف الصراع المفتوح قلق حلفاء الصومال ويصب في مصلحة حركة «الشباب» الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تشن هجمات على مدنيين في شرق أفريقيا.
وتعمل أنقرة على توسيع وتكثيف حضورها في أكبر قاعدة عسكرية تركية في الخارج، في إطار إستراتيجيتها للهيمنة على البحر الأحمر، فشيدت على المدى الطويل، منشآت اقتصادية واجتماعية واقتصادية متنوعة، وكان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان زار مقديشو في 2011.
وتحولت أنقرة تدريجيًّا «من القوة الناعمة إلى الصلبة»، فبدأت تدريب الجيل المقبل من الضباط الصوماليين، بالتركية بعد دورة مكثفة في اللغة، ويؤدون قسمهم بالتركية، في حين أصبح احتفال الضباط الصوماليين الشبان ببعض الأحداث التركية مثل إحياء ذكرى الذين سقطوا في الحملة العثمانية ضد بريطانيا في جاليبولي، وترديد النشيد العسكري التركي، يعتبر أمرًا شائعًا بينهم.
ولم يقف الدور التركي عند تدريب الجيش الصومالي ومساعدة السلطات الحالية على تثبيت وجودها، وإنما امتد إلى مجال الاقتصاد من خلال مساعدات اقتصادية ومشروعات البنى التحتية، حيث تعمل أعداد كبيرة من المهندسين الأتراك على تشييد الطرق.
وسعى نظام «أردوغان» لجني ثمار التدخل سريعًا، من خلال الإعلان عن دخول أنقرة مجال التنقيب عن النفط، زاعمًا أن هناك عرضًا من الصوماليين لتتولى الشركات التركية التنقيب في مياههم.





