مملكة السم والعسل.. قراءة واقعية لعلاقة إخوان الأردن بتركيا

وفي الوقت الذي أعلن فيه وزير الدفاع التركي خلوصي أكار العثور على جثث 13 مواطنًا تركيًّا في منطقة غارا الجبلية في شمال العراق، أصدرت جماعة الإخوان بيانًا رسميًّا، الأحد 14 فبراير 2020، تدين المجزرة الوحشية التي ارتكبتها منظمة «بي كا كا» في إحدى المغارات بمنطقة «غارا» شمالي العراق واستشهد فيها 13 مواطنًا تركيًّا، وتقدم تعازيها للدولة التركية ولذوي الضحايا.

وزعم البيان أن الجماعة تؤكد حرمة الدماء والحفاظ على  أمن تركيا واستقرارها وسلامة أراضيها، داعية إلى قطع الطريق على ما يُدبر للمنطقة ودولها من مخططات خبيثة لإغراقها في الفوضى وسفك الدماء، غضت الجماعة المشبوهة الطرف عن العمليات العسكرية والدعم اللوجسيتي الذي تقدمه أنقرة للجماعات المسلحة في ليبيا.

وتعد «إخوان الأردن» واحدة من جماعات «الإسلام السياسي» التي تجد ترحيبًا واضحًا في تركيا التي تقدم عبر حزب العدالة والتنمية دعمًا لوجستيًّا واستضافة مجانية لها؛ حيث تتمثل عبر استضافة الاجتماعات والنشاطات المتعددة للجماعة وتوفير تأشيرة أو توفير أماكن.

وتشمل وسائل الدعم  تسهيل عقد لقاءات للتنظيم الدولي بمشاركة أعضاء من الجماعة في الأردن، ومؤتمرات وندوات فكرية وإعلامية وثقافية تتعلق بمؤسسات تصنَّف على أنها إخوانية، وكذلك السماح لشخصيات أخرى في الأردن بعقد عدد من الندوات والاجتماعات والأنشطة السياسية التي تناهض حكومات ودولًا عربية، من ضمنها ما يعرف بــ"تيار الأمة" الذي كان يُعد كلٌّ من المدعو حاكم المطيري والمدعو حسن الدقي، رأسي حربة فيه؛ حيث كانت شخصيات أردنية ناشطة محسوبة على هذا التيار تنشط في الداخل التركي، لعقد نشاطات ومؤتمرات وندوات تؤيد ربيع الثورات العربية وتناهض الحكومات العربية وتصفها بأنها أنظمة وظيفية لحماية إسرائيل وأمريكا وأنها أنظمة عميلة خارجة عن الإسلام، ولا تمثل الشعوب العربية، فهي فاقدة شرعيتها؛ بل هي من مخلفات الاستعمار التي يجب التخلص منها.

وتعمل تركيا عبر الحزب الحاكم، على تشجيع وتسهيل دخول رموز وعناصر جماعة الإخوان؛ من ضمنها «إخوان الأردن»، للدخول في المشروعات والأعمال العقارية في تركيا، وتملُّك العقارات المختلفة كالأراضي السكنية والتجارية والزراعية، أو بناء وتنفيذ المجمعات والبنايات السكنية؛ بهدف بيعها وتسويقها للعناصر والأفراد المحسوبين على الجماعة في الأردن، إذ أصبح عدد كبير من أعضاء الجماعة يمتلكون شققًا وقطع أراضٍ في المدن التركية.

كما تسعى «إخوان الأردن» لتوفير فرص العمل لأفرادها وعناصرها في المجال الإعلامي؛ عبر المؤسسات المقربة من الحزب الحاكم لتركيا، وتأتي على رأسها وكالة «الأناضول» التركية، وقناة «تي آر تي العربية»، بالإضافة إلى وسائل إعلام تركية أخرى استطاعت استقطاب أفراد وعناصر تابعين لـ«إخوان الأردن»؛ حيث يُعد الانتماء إلى الجماعة أحد أهم الشروط لتوفير فرصة العمل أو الدخول في وسائل الإعلام المقربة من الحزب الحاكم في تركيا.

وتعمل أنقرة على إقامة حركة للطائرات التركية لنقل المرتزقة والإرهابيين إلى غرب ليبيا لا تزال مستمرة، رغم جهود المجتمع الدولي طوال السنوات الماضية، والتي نتج عنها تولي مجلس رئاسي جديد للبلاد لإنهاء الحرب في ليبيا.

ويأتي استمرار التدخل العسكري التركي في ليبيا، وسط دعوات دولية عديدة تطالب بخروج جميع الإرهابيين من ليبيا، لضمان نجاح العملية الديمقراطية والمسار السياسي هناك.

كما أن خروج جميع الإرهابيين والمرتزقة من ليبيا، كان أبرز بنود الاتفاق الليبي - الليبي والذي أقيم في يناير 2021.