وثيقة الأخوة الإنسانية.. مرجع عالمي للتسامح
حلت في الرابع من فبراير الجاري، الذكرى الثانية لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، التي باتت مرجعًا دوليًّا للتسامح يحتفل به العالم سنويًّا، إذ نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في جمع قطبي الديانتين الإسلامية والمسيحية لتوقيع الوثيقة، ما عزز مكانة الدولة، كواحة للتسامح ومنارة للسلام.
تخليد الذكرى
تخليدًا لتلك الذكرى، يحتفل المجتمع الدولي للمرة الأولى بـ«اليوم العالمي للأخوة الإنسانية» بعد أن أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2020، 4 فبراير من كل عام «يومًا عالميًّا للأخوة الإنسانية».
وتحل الذكرى في وقت تجدد فيه دولة الإمارات التزامها بالمضي قدما لتحقيق أهداف الوثيقة من أجل بناء جسور التواصل والتآلف والمحبة بين الشعوب؛ إذ اجتمع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال الفترة من 3 إلى 5 فبراير 2019 في دولة الإمارات، تلبية لدعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، حيث وقعا إحدى أهم الوثائق في تاريخ البشرية.
وإضافة إلى توقيع الوثيقة، تم إطلاق جائزة الاخوة الإنسانية، وإقامة قداس تاريخي بحضور نحو 140 ألف شخص، والإعلان عن تشييد بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي، الذي يمثل صرحًا يجمع الديانات السماوية الرئيسية الثلاث، المسيحية، واليهودية، والإسلامية، ويجسد قيم التسامح والعيش المشترك، ويعد ترجمة على أرض الواقع للوثيقة.
وأعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تخصيص مساحة أرض في جزيرة السعديات، وتشييد معلم حضاري جديد يُطلق عليه اسم «بيت العائلة الإبراهيمية»، ويضم كنيسة ومسجد وكنيس، تحت سقف واحد، ليشكل للمرة الأولى مجتمعًا مشتركا، تتعزز فيه ممارسات تبادل الحوار والأفكار بين أتباع الديانات ويرمز المعلم الديني الفريد إلى حال التعايش السلمي وواقع التآخي الإنساني الذي تعيشه مختلف الأعراق والجنسيات من العقائد والأديان المتعددة في مجتمع دولة الإمارات.
وثيقة الأخوة
وثيقة «الأخوة الإنسانية» هي وثيقة وقّعها قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة في 4 فبراير 2019، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
ومن منطلق المسؤولية الدينية والأدبية، وعبر وثيقة الأخوة الإنسانية، افتتحت الوثيقة بإعلان تبني ثقافة الحوار والتعاون المشترك، والتعارف المتبادل بين الأزهر والكنيسة، إذ طالبت قادة العالم وصناع السياسات الدولية والاقتصاد العالمي بالعمل جديًّا على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فورًا لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حاليا من حروب وصراعات.
وخلال اتصالات هاتفية بحث الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، مع كل من شيخ الأزهر، وبابا الفاتيكان، ترسيخ مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية في ظل التحديات التي تواجهها البشرية، وفي مقدمتها جائحة كورونا، مؤكدا أن الإمارات تواصل العمل من أجل تعزيز التعايش والتآخي في العالم.
وفي تغريدة عبر موقع التواصل الإجتماعي «تويتر»، قال ولي عهد أبوظبي: «تحدثت خلال اتصالين هاتفيين مع شيخ الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب وبابا الكنيسة الكاثوليكية قداسة البابا فرنسيس، بشأن ترسيخ مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية في ظل التحديات التي تواجهها البشرية وفي مقدمتها جائحة كورونا.. الإمارات تواصل العمل من أجل تعزيز التعايش والتآخي في العالم».
وخلال افتتاح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش الإماراتي، الأحد 7 فبراير 2021، جلسات منتدى تعزيز «مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية في العمل الحكومي»؛ بالتنسيق مع لجان التسامح في أكثر من 40 وزارة وهيئة اتحادية في الإمارات، أكد «بن مبارك» أن هذا المنتدى إنما هو احتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي أعلنته هيئة الأمم المتحدة، احتفاء بيوم إصدار وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية.
وخلال ختام أعمال المنتدى، الذي شهدت جلساته تنوعًا كبيرًا في طرح القضايا المتعلقة بتطبيق مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية، طالب المشاركون بأهمية وجود تعاون دولي ونوايا دولية صادقة من أجل عالم أكثر عدالة وإنسانية، إضافة إلى تفعيل القيم الإنسانية للقضاء على العنصرية والتعصب العرقي والديني.
وقدّم المنتدى قدم العديد من التوصيات التي في مجملها تدعو إلى توحيد الجهود لمواجهة التحديات المصيرية التي تواجه العالم، ودعم الفئات المهمشة، وذوي الهمم ودمجهم في مجتمعاتهم.
للمزيد: توافق «إماراتي ــ سعودي» على مواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب





